هدية حكومة قطر للكيان الصهيوني
قدّمت حكومة قطر هدية ثمينة للكيان الصهيوني في دورة الألعاب العربية يوم الجمعة الماضي، التاسع من شهر كانون أول الجاري، عندما شاهدنا وشاهد العالم أجمع الفريق الفلسطيني يسير في ساحة العرض الافتتاحي في الدوحة، تحت خارطة مجتزأة ومنقوصة لفلسطين، اقتصرت على الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة فقط باعتبارها كل فلسطين متجاهلة حقائق التاريخ والجغرافيا والحضارة!
وحكومة قطر تعرف جيداً أنّ خارطة فلسطين أزلية أبدية ممتدة على البحر من رأس الناقورة شمالاً، وحتى رفح المصرية جنوباً، ومن البحر المتوسط شرقاً، وحتى نهر الأردن غرباً.
ولا تنقص رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم، معرفة أنّ تاريخها عربي ممتد في التاريخ لآلاف السنين بجذرها العربي الكنعاني وبجذرها العربي الإسلامي، منذ أن فتحها الخليفة العادل عمر بن الخطاب في العام 16 للهجرة عام 637م، ولا تنقص حكومة قطر معرفة ألوان العلم الإسرائيلي الذي تظهر فيه «إسرائيل» محددة بلونين أزرقين يرمزان إلى أنّ حدود دولة «إسرائيل» وفقاً للاستراتيجية الصهيونية تمتد من الفرات إلى النيل.
لكن حكومة قطر بهذه الفعلة تريد أن تثبت وتؤكد حقائق الأمر الواقع الاستيطانية الكولونيالية الصهيونية على الأرض، انسجاماً مع تحالفاتها ودورها في خدمة الإدارة الأميركية هذا (أولا)، (وثانياً) أنّها تفصح عن حقيقة دورها التطبيعي مع الكيان الصهيوني الذي سبق أن باهى به رئيس الوزراء القطري عندما اعترف بزياراته المتكررة للكيان الصهيوني، وأنّه يقوم بذلك بالعلن في الوقت الذي يمارسه آخرون في الخفاء.
ولم تكن هذه المرة الوحيدة التي تجرؤ فيها حكومة قطر العظيمة على اللعب بخارطة فلسطين العربية، وبحقائق التاريخ والجغرافيا والحضارة، وسبق أن ظهرت على شاشة فضائية الجزيرة خريطة الكيان الصهيوني، شاملةً عموم الوطن الفلسطيني من النهر إلى البحر.
إنّ هذا السلوك الاستفزازي المبرمج لحكومة قطر والذي يقدّم خدمة سياسية مجانية للحركة الصهيونية، ومشروعها الاستيطاني الإجلائي في فلسطين يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنّ دعمها لثورات الربيع العربي ينطوي على علامات استفهام وتعجّب كثيرة، بمعنى كيف تتصدّر حكومة قطر دعم هذه الثورات في الوقت الذي تعمل فيه على تسويق المشروع الصهيوني، وخريطة الأمر الواقع الصهيونية وبما يقود إلى استنتاج، أنّ هذا الدعم يأتي في سياق دور مخطط له أميركياً لاحتواء الثورات العربية، وحصرها في حدود ديمقراطية شكلية لا تمس من قريب أو بعيد أمن الكيان الصهيوني وديمومته، والمعاهدات الموقّعة معه ولا تمس المصالح الغربية الاستعمارية في الوطن العربي.
لا نعتب على هذا الدور القطري بشأن فضيحة الخريطة الفلسطينية المنقوصة في الدوحة، في ضوء القراءة الموضوعية للنظام القطري ودوره وتحالفاته واستخداماته المكشوفة للبترودولار، إنّما نسجّل العتب القاسي على الوفد الفلسطيني الرياضي، الذي لم ينسحب فوراً من دورة قطر الأولمبية، فقضية فلسطين وتاريخها وشهدائها وخارطتها أغلى من كل الميداليات التي يمكن الحصول عليها في هذه اللعبة أو تلك.
فالفرق الرياضية الفلسطينية عندما تشارك في مختلف المباريات العربية والقارية والدولية، يجب وبالضرورة أن تضع نصب أعينها أنّ الهدف من مشاركتها فيها، في ضوء شح الإمكانات وفي ظل ظروف الاحتلال، ليس مجرد الحصول على نتائج وميداليات بل هدفاً سياسياً بامتياز، لحفر اسم فلسطين وخارطتها على الخارطة العالمية بالضد من سياسات الأمر الواقع، التي يسعى الكيان الصهيوني والإمبريالية الأميركية وأدواتهما في المنطقة لفرضها على الأرض.
والعتب القاسي جداً على كل من حركتي فتح وحماس وعلى كافة فصائل منظمة التحرير، التي لم تندد بالشكل المطلوب منها بهذا الموقف القطري، لأن العتاب الخجول لدولة قطر والمرتبط بحسابات سياسية ضيقة، يغري حكومة قطر وغيرها في التمادي والتطاول على القضية الفلسطينية وثوابتها المقدسة.
elayyan_e@yahoo.com
وحكومة قطر تعرف جيداً أنّ خارطة فلسطين أزلية أبدية ممتدة على البحر من رأس الناقورة شمالاً، وحتى رفح المصرية جنوباً، ومن البحر المتوسط شرقاً، وحتى نهر الأردن غرباً.
ولا تنقص رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم، معرفة أنّ تاريخها عربي ممتد في التاريخ لآلاف السنين بجذرها العربي الكنعاني وبجذرها العربي الإسلامي، منذ أن فتحها الخليفة العادل عمر بن الخطاب في العام 16 للهجرة عام 637م، ولا تنقص حكومة قطر معرفة ألوان العلم الإسرائيلي الذي تظهر فيه «إسرائيل» محددة بلونين أزرقين يرمزان إلى أنّ حدود دولة «إسرائيل» وفقاً للاستراتيجية الصهيونية تمتد من الفرات إلى النيل.
لكن حكومة قطر بهذه الفعلة تريد أن تثبت وتؤكد حقائق الأمر الواقع الاستيطانية الكولونيالية الصهيونية على الأرض، انسجاماً مع تحالفاتها ودورها في خدمة الإدارة الأميركية هذا (أولا)، (وثانياً) أنّها تفصح عن حقيقة دورها التطبيعي مع الكيان الصهيوني الذي سبق أن باهى به رئيس الوزراء القطري عندما اعترف بزياراته المتكررة للكيان الصهيوني، وأنّه يقوم بذلك بالعلن في الوقت الذي يمارسه آخرون في الخفاء.
ولم تكن هذه المرة الوحيدة التي تجرؤ فيها حكومة قطر العظيمة على اللعب بخارطة فلسطين العربية، وبحقائق التاريخ والجغرافيا والحضارة، وسبق أن ظهرت على شاشة فضائية الجزيرة خريطة الكيان الصهيوني، شاملةً عموم الوطن الفلسطيني من النهر إلى البحر.
إنّ هذا السلوك الاستفزازي المبرمج لحكومة قطر والذي يقدّم خدمة سياسية مجانية للحركة الصهيونية، ومشروعها الاستيطاني الإجلائي في فلسطين يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنّ دعمها لثورات الربيع العربي ينطوي على علامات استفهام وتعجّب كثيرة، بمعنى كيف تتصدّر حكومة قطر دعم هذه الثورات في الوقت الذي تعمل فيه على تسويق المشروع الصهيوني، وخريطة الأمر الواقع الصهيونية وبما يقود إلى استنتاج، أنّ هذا الدعم يأتي في سياق دور مخطط له أميركياً لاحتواء الثورات العربية، وحصرها في حدود ديمقراطية شكلية لا تمس من قريب أو بعيد أمن الكيان الصهيوني وديمومته، والمعاهدات الموقّعة معه ولا تمس المصالح الغربية الاستعمارية في الوطن العربي.
لا نعتب على هذا الدور القطري بشأن فضيحة الخريطة الفلسطينية المنقوصة في الدوحة، في ضوء القراءة الموضوعية للنظام القطري ودوره وتحالفاته واستخداماته المكشوفة للبترودولار، إنّما نسجّل العتب القاسي على الوفد الفلسطيني الرياضي، الذي لم ينسحب فوراً من دورة قطر الأولمبية، فقضية فلسطين وتاريخها وشهدائها وخارطتها أغلى من كل الميداليات التي يمكن الحصول عليها في هذه اللعبة أو تلك.
فالفرق الرياضية الفلسطينية عندما تشارك في مختلف المباريات العربية والقارية والدولية، يجب وبالضرورة أن تضع نصب أعينها أنّ الهدف من مشاركتها فيها، في ضوء شح الإمكانات وفي ظل ظروف الاحتلال، ليس مجرد الحصول على نتائج وميداليات بل هدفاً سياسياً بامتياز، لحفر اسم فلسطين وخارطتها على الخارطة العالمية بالضد من سياسات الأمر الواقع، التي يسعى الكيان الصهيوني والإمبريالية الأميركية وأدواتهما في المنطقة لفرضها على الأرض.
والعتب القاسي جداً على كل من حركتي فتح وحماس وعلى كافة فصائل منظمة التحرير، التي لم تندد بالشكل المطلوب منها بهذا الموقف القطري، لأن العتاب الخجول لدولة قطر والمرتبط بحسابات سياسية ضيقة، يغري حكومة قطر وغيرها في التمادي والتطاول على القضية الفلسطينية وثوابتها المقدسة.
elayyan_e@yahoo.com