مرثية الواقع الحزين

اخبار البلد - 

 

اقف على ناصية الحقيقة هناك عند ازقة البلدة العتيقة لعاصمة الله على الارض ، والاهمال سيد الموقف ، ‏وكأنها المعزولة عن العالم ، لا راعي لها ولا متحدثا باسمها ، الا عشاقها ومجانينها وقاطنيها ، هم من كان ‏لهم فصل الكلام والمقال، وفي المحاولة للعودة لممارسة الصراخ بعد ان كان الصمت او السكون والسكوت، ‏وما بين السكوت طوعا والإسكات قهرا تكمن حقيقة الأشياء وواقعية اللحظة، والرجوع الى مساحة التعبير ‏عن الذات هو اصل الحكاية … وقضية التعبير عن المكنونات الراهنة له علاقة باستشراف الامور ‏ومحاولة تفكيك طلاسم الواقع وقراءة المستقبل القريب …. ونحن نحيا قهرا ورغما مرغمين في ظل عبثية ‏اللحظة … وما كان يكون المستقبل الا في ظل قراءة التاريخ لربما القريب ومعايشة اللحظة الراهنة ‏بعناوينها العاجزة والمستعصية على الفهم والادراك حتى يكون المستقبل ممكنا ، كانت القراءات المؤلمة ‏لنقش الكلمات على المساحات البيضاء ، ( باب الليل ، والموت عمل شاق ، واولاد الغيتو ، والاكثر قهرا ‏والما ارض السافلين …) لنكتشف حقيقة الذات البعيدة عن رؤية المستقبل في ظل العجز البارز بكل الازقة ‏‏… كان القرار بأن اغوص في بطون الابداع للحكاية من جديد ليكون الاكتشاف بتواصل العجز حتى اللحظة ‏والصراخ سيد الموقف لمن لا موقف لهم ، وهو ضجيج العشاق، وارادة اللحظة بعد ان كان الإهمال، ‏والارتهان لسنوات لعلها تسهم في نسيان الواقع والوقائع، وهو المؤمن بالحق بقبلة على جبين عجوزة، التي ‏ما فتأت تقهر القهر منذ ان صار الولد كهلا وربما سيصبح هو الأخر عجوزا حفرت السنون نقشها على ‏الوجه الجميل، وهو تمرد اشعة الشمس المشتاقة لأن تلوح جباه عشاقها … وهو من يحاول ان يكون تعويذة ‏للحظة الفارقة ما بين الانهيار واعادة رسم خارطة ارادة الوجود في ظل انعدام التأثير في صراع ابجديات ‏ابن كنعان … وهو التعبير الصارخ عن تناقضات فعل التناحر ما بين فلاسفة العصر الجديد ومدارس التيه ‏وتفسير المُفسر وجدلية الكلام غير الموزون وغير المعبر عن بسطاء الحواري … اذن هو اعادة ترسيم ‏ارقام المعادلة التي لابد من ان تفرض ذاتها رغما وارغاما .. وهو اعادة ايقونة صلاة الأنبياء بإمامة العربي ‏العدناني بالمسجد القبلي بالحارة العتيقة، وهو السجود والركوع لألالم ابن البتول المعتلي للجلجلة‎ ….‎
كان ان جاب الطرقات بحثا عن عنوانه المنسجم مع كينونته الإنسانية وهو القابع هنا في حواري الاحلام ‏الضيقة، وكان ان حاول ان يتمنطق بمنطق الحق واحقيته، واعتلي صهوة الريح وأدرك حسابات الكبار… ‏في ظل حضرة النسيان‎ …‎
في غياهب التيه نبحث عن الشمس الأصيلة الأنيقة من الالف الى الياء، وبالأمس كانت القصيدة مقموعة ‏ممنوعة من النشر والموسيقى رجس من عمل الشيطان، والحائرات متحصنات خلف كواليس الحياة خلسة، ‏والقاعدون على ارصفة الشوارع ينتظرون القادم لعله يأخذهم الى حيث ممارسة الصراخ دون وجل او ‏خوف في ظل امتداد اليد السوداء الى ذواتهم للعبث بالمحرمات حيث القداسة لأصحاب المقامات الرفيعة في ‏ظل دهاليز صناعة العروش الكرتونية المتوارية عن الأنظار لقباحة المشهد عن قرب …. بالأمس كان ‏المشهد أكثر فهما وعصيا عن الارباك والارتباك حيث البرق العربي النابت من صدر الشهداء والقسم ‏بالسيف المرفوع بوجه غضب الصحراء … والجلاد يتربص بكل الأمكنة … كان الوضوح بهيا ولا ‏يختلف عليه اثنان … واللون الابيض يتضح وضوحا بحلكة اللون الاسود‎ ….‎
بالأمس كان العاشق يصرخ بوجه العتمة على باب الغياب ليؤنسه كالوطن المستحيل حيث الغربة في ‏الاوطان عندما يصبح قوت اليوم جزءا من صراع لدقائق الفعل الانساني والكل يصرخ من وجع اللحظة … ‏وبالأمس كان المُباح قاعدة مقيدة بقوانين اهواء الحاكم وزبانية العسس الذين يتقنون فنون التلصص على ‏خصوصية التفكير والابداع وممارسة الحرية الفكرية ونصوص الادب وكتابة النثر والقصيدة المسافرة ‏بأجنحة الأمل لترسم وقائع المستقبل الذي ما كان له ان يكون ولن يكون دون النظرة الحالمة الثاقبة لجدران ‏المنع والقمع، تلك القصيدة التي ظلت حبيسة التأوهات بزاويا المدائن التي تئن تحت وطأة الخراب، الذي ‏يعيث فسادا بأمر منه ، صاحب العطايا لمن يشاء السارق بامتياز لكسرة خبز الطفل المحروم المؤمن بأحقيته ‏بها، ولسيدة آمنت ان لها ما لها وعليها ما عليها ولها الحق بممارسة الحياة ان استطاعت الى ذلك سبيلا ‏وكانت ان انقهرت وتوجعت عندما شاهدت بأم عينها رجلها وسيدها الشريك لها بحلم الغد مكسورا يتلظى ‏بنار عشقه وحيدا عندما هجرته الفراشات على متن اليأس القادم المتسلل بوضح النهار الى حيث الركون ‏والركوع والاستسلام لإرادة من كان يوما عصيا على الاسوار ملك الرذيلة وصانعها ، فقد كان ممنوع عليه ‏السقوط لطالما ان تلك الرذيلة تحمل لقب اصحاب الفخامة والسيادة‎ ….‎
هو الخراب الذي طال كل اركان البناء، وهو الانهيار لمعادلة التمرد واصحاح الثوار ومعول الهدم بات ‏يطال حتى التاريخ المُسلم به والثابت والثوابت، وحوار الطرشان وتناحر سواري الرايات التي تطاولت ‏على حساب راية الاوطان، وهو تضارب المصالح والتمركز خلف متاريس التكفير والتخوين والتحريم، ‏وليلة بحضن دهاليز تصارع الأضداد في صياغة نظريات المؤامرة خدمة للأسياد في ظل تدافع العبيد‎ …
والقابع في العلب الإسمنتية صار جزءا من صراع وتناقض السادة القادة واولي أمر النظرية، فمنهم من ‏اضحى مجرد رقم من ارقام حسبة الأشرار او الأخيار لا فرق فقد ضاعت حقيقة انبلاج الفجر وسط الظلمة ‏الحالكة السواد‎…
كان قائدا وللحق هو القائد الذي فهم ويفهم نبض الشارع ويدرك حقيقة متطلبات الصرخة … يعلم خبايا ‏منطق المواجهة ويعرف كيف من الممكن ان يوظف قدرات تلال التين والزيتون … وابن عاره بالمثلث ‏جار الجليل ابن يونس قد صار العميد وللعمداء حكايا وقصص يبحثون عن الحرية في كهوف اجسادهم … ‏فحينما يتحول الجسد الى معركة من خلالها يكون الصراخ بعتمة الليل اشتياقا للشمس يكون الادراك ان ثمة ‏خلل في صناعة وصياغة نظرية التمرد والثورة وان من يحمل اللواء بات عاجزا على تحرير اشعة الشمس ‏من قبضة الجلاد … واضحى الحوار والتفاوض متعدد الاتجاهات والاشكال والاغراض سمة المرحلة ومن ‏يتحدث بلغة اخرى غير ذلك يسمى بمختلف مسميات الزنادقة وقد يصبح بأعراف وقوانين الحاكمية هنا ‏والامارة هناك خارج عن الاجماع والرأي والجماعة ومخرب للأوطان … ولابد من ممارسة سياسة العصا ‏والجزرة والعصا اولا والتجويع ثانيا والتخويف والمطاردة ومن ثم قد تأتي الجزرة‎ …‎