المنصف المرزوقي اول رئيس حقيقي لتونس
عندما تراه على الشاشة تشعر فورا بتواضعه وبساطته يبدو بنظارته السميكة وتضاريس وجهه انه ولد قبل الف عام ويحمل هم الامة جمعاء وهموم قرون بحالها وعندما تستمع اليه تحس بقوة القضية التي يدافع عنها ينفعل ويحاور بقدرة الواثق من نفسه ومن قضيته لا تقرأ في سيرته الذاتية ما يجعله غير عادي لكن معارضته وسجنه جعلت منه شخصية عامة يصف الرجل نفسه بانه علماني معتدل ويساري وسط يرفع شعار الدفاع عن حقوق الانسان وحرية المرأة والحريات العامة تنبأ بانهيار الانظمة قبل ان يحل الربيع العربي عندما كان ذلك اضغاث احلام يظهر على الفضاء باستمرار منافحا ومدافعا عن حق الشعوب ومدينا دكتاتورية الانظمة قابل ضيوفا اخرين بصلابة لا تعرف اللين كان يبدو وقتها انه يدافع عن وهم وهم وحدهم يملكون الحقيقة لم يجد له مكانا في بلده غير السجن ثم اختار النفي الطوعي الى فرنسا وبعد زوال النظام الشمولي عاد الى بلده ليكون شخصية وطنية محترمة مرشحة لرئاسة الجمهورية.
من يقرا افكار الرجل في مدونته وحواراته يدرك ان الرجل صاحب تفكير متدبر حول مفهوم السلطة وقرينها الدائم في بلادنا الاستبداد ويبدو انه قرأ قراءة الناقد المتمعن تجارب تاريخية واخرى حاضرة واذا وصل الرجل الى السلطة وبقي متمسكا في مثل هذا الفكر فأننا نطمح ان يتغير مفهوم السلطة لدينا ليؤسس لمرحلة قادمة من الديمقراطية الحقيقية تبدأ بتونس وتعمم عند باقي العرب بأذن الله.
ويبدو ان الرجل قرأ كل كلمة عن الاستبداد والمستبدين في التاريخ العربي والاسلامي والعالمي عندما تسمعه او تقرأه تدرك تماما انه قرأ الكواكبي والافغاني وعبده والابراهيمي ممن سبقوه في الوقوف في وجه الاستبداد وانتجوا فكرا كان ينبغي ان يكون نبراسا تهتدي به الامة في مقاومة كل مظاهر الظلم والاستبداد بل تندهش كيف يمكن لامة ينتج ابناءها مثل هذا الفكر الراقي كيف يصطف معظم حكامها في طابور المستبدين.
اليوم تسلم المعارض و المفكر المنصف السلطة فهل يبقى المفكر على فكره ام ان السلطة لها بريق وانياب تأخذ أي كان بعيدا عن خطه وفكره؟ المنصف الان بدأ ينتقد تقليص صلاحيات رئاسة الجمهورية و لا ضير في هذا ويقع ذلك في اطار تقاسم السلطات وتوزيعها بشكل معتدل خصوصا ان له وحزبه شركاء يمثلون ترويكا السلطة في معادلة وطنية ينبغي ان تكون موزونة بإحكام كي تؤسس لنظام برلماني رئاسي يمنع أي نوع من التغول بين السلطات ولا نظن ذلك بداية انقلاب في فكره أو تقديما لتكديس صلاحيات بين يديه وعموما فهو يدرك تماما ان نموذج الرئيس المرعب قد ولى إلى غير رجعة .
لكن ايضا نريد أن نذكر الرئيس المنصف بأن الرئيس السابق بن علي عندما تسلم السلطة رفع شعارات حظيت بتقدير الشعب التونسي وتفاءل التوانسة به خيرا بعد الحقبة البورقيبية التي وصفت في اخر عهدها بالديكتاتورية وتحدث الزين عن تحديد فترة الرئاسة لكن الحال لم تدم وانقلب النظام إلى الاستبداد وعاد الرئيس عن كل وعوده واولها تغيير الدستور ليضمن بقاءه في السلطة اطول عدد من السنوات. ومن ثم صبغ الاستبداد جميع اشكال الحياة من اقتصاد ومجتمع ودين وسياسة لتصبح الدولة ملكا عائليا للزعيم يشترك معه عائلات قليلة من حاشيته واصهاره.
نطمح و نطمع ان تبدا مرحلة جديدة تنطلق ايضا من تونس مثلما ان الثورات العربية دشنت من هناك يتم الاختيار فيها من قبل الشعب وعبر صناديق الاقتراع ونامل ان نكون قد ودعنا عصر الانقلابات والدبابات والبيانات والاستفتاءات والاربع تسعات الى غير رجعة ونتمنى ان يكون الرئيس المكلف يشعر بثقل المسئولية ويحمل روح الاحساس بها كأمانة يراها تكليفا لا تشريفا لا يختلف طرحه وهو رئيس عن طرحه وهو في صفوف المعارضة فهل يبقى المنصف المرزوقي الرئيس يحمل فكر المنصف المرزوقي المعارض ؟
منصور محمد هزايمة
الدوحة _ قطر
من يقرا افكار الرجل في مدونته وحواراته يدرك ان الرجل صاحب تفكير متدبر حول مفهوم السلطة وقرينها الدائم في بلادنا الاستبداد ويبدو انه قرأ قراءة الناقد المتمعن تجارب تاريخية واخرى حاضرة واذا وصل الرجل الى السلطة وبقي متمسكا في مثل هذا الفكر فأننا نطمح ان يتغير مفهوم السلطة لدينا ليؤسس لمرحلة قادمة من الديمقراطية الحقيقية تبدأ بتونس وتعمم عند باقي العرب بأذن الله.
ويبدو ان الرجل قرأ كل كلمة عن الاستبداد والمستبدين في التاريخ العربي والاسلامي والعالمي عندما تسمعه او تقرأه تدرك تماما انه قرأ الكواكبي والافغاني وعبده والابراهيمي ممن سبقوه في الوقوف في وجه الاستبداد وانتجوا فكرا كان ينبغي ان يكون نبراسا تهتدي به الامة في مقاومة كل مظاهر الظلم والاستبداد بل تندهش كيف يمكن لامة ينتج ابناءها مثل هذا الفكر الراقي كيف يصطف معظم حكامها في طابور المستبدين.
اليوم تسلم المعارض و المفكر المنصف السلطة فهل يبقى المفكر على فكره ام ان السلطة لها بريق وانياب تأخذ أي كان بعيدا عن خطه وفكره؟ المنصف الان بدأ ينتقد تقليص صلاحيات رئاسة الجمهورية و لا ضير في هذا ويقع ذلك في اطار تقاسم السلطات وتوزيعها بشكل معتدل خصوصا ان له وحزبه شركاء يمثلون ترويكا السلطة في معادلة وطنية ينبغي ان تكون موزونة بإحكام كي تؤسس لنظام برلماني رئاسي يمنع أي نوع من التغول بين السلطات ولا نظن ذلك بداية انقلاب في فكره أو تقديما لتكديس صلاحيات بين يديه وعموما فهو يدرك تماما ان نموذج الرئيس المرعب قد ولى إلى غير رجعة .
لكن ايضا نريد أن نذكر الرئيس المنصف بأن الرئيس السابق بن علي عندما تسلم السلطة رفع شعارات حظيت بتقدير الشعب التونسي وتفاءل التوانسة به خيرا بعد الحقبة البورقيبية التي وصفت في اخر عهدها بالديكتاتورية وتحدث الزين عن تحديد فترة الرئاسة لكن الحال لم تدم وانقلب النظام إلى الاستبداد وعاد الرئيس عن كل وعوده واولها تغيير الدستور ليضمن بقاءه في السلطة اطول عدد من السنوات. ومن ثم صبغ الاستبداد جميع اشكال الحياة من اقتصاد ومجتمع ودين وسياسة لتصبح الدولة ملكا عائليا للزعيم يشترك معه عائلات قليلة من حاشيته واصهاره.
نطمح و نطمع ان تبدا مرحلة جديدة تنطلق ايضا من تونس مثلما ان الثورات العربية دشنت من هناك يتم الاختيار فيها من قبل الشعب وعبر صناديق الاقتراع ونامل ان نكون قد ودعنا عصر الانقلابات والدبابات والبيانات والاستفتاءات والاربع تسعات الى غير رجعة ونتمنى ان يكون الرئيس المكلف يشعر بثقل المسئولية ويحمل روح الاحساس بها كأمانة يراها تكليفا لا تشريفا لا يختلف طرحه وهو رئيس عن طرحه وهو في صفوف المعارضة فهل يبقى المنصف المرزوقي الرئيس يحمل فكر المنصف المرزوقي المعارض ؟
منصور محمد هزايمة
الدوحة _ قطر