د. فهد الفانك يكتب : ما وراء تخفيض تصنيف الدينار

قررت وكالة التصنيف الدولية تخفيض تصنيف الأردن الائتماني بالدينار وتخفيض تنصيف البنك العربي من BB+ إلىBB فهل يدل ذلك على حدوث تراجع في الواقع الاقتصادي والنقـدي؟ الجواب لا.
في السابق كان تصنيف ائتمان الأردن بالعملة الأجنبيـة BB وبالعملة المحلية أي الدينار BB+ ولم يتغير شيء في هذا المجال ، ولكن الوكالة قررت كسياسة عـدم جواز أن يكون التصنيف بالعملة المحليـة في أي بلد أعلى من التصنيـف بالعملة الأجنبية ، ولذا تم تخفيـض تصنيف الائتمان بالدينار إلى نفس مرتبة التصنيف بالعملة الأجنبية تطبيقاً للقاعدة الجديـدة.
بنفس الوقت قررت الوكالة تغيير قواعد التصنيف للبنوك بحيث لا يجوز أن يكون تصنيف أي بنك مسجل في بلد ما أعلى من تصنيف البلد نفسـه ، ولذا تم تخفيض تصنيف البنـك العربي إلى مسـتوى تصنيف الائتمان الأردني بالدينار إلى BB ، وفي ذلك تأكيد متجـدد على أن الأردن والبنك العربي في زورق واحد ، وما يصيب أحدهـما من تقدم أو تأخر يصيب الآخـر.
في الصحافة الأردنية انتهزنـا الفرصة لجلد الحكومة بالإيحاء أن الوضع الاقتصادي والمالي في الأردن سـاء لدرجة جعلت وكالة التصنيف الدولية تخفض التصنيف ، ولا أبرئ نفسـي من هذا الخطأ. 
هذا لا يعني أن الوضع الاقتصادي والمالي في الأردن عال العال ، فالعيوب ونقاط الضعف معروفة لا ينكرها أحـد ، ولدينا كل الأسـباب لاستمرار الضغط على الحكومة لمعالجة الوضع بإصلاح حقيقي لا شعبوي.
المهم معرفة أنه لم يحـدث تغيير أو تراجع في مجال الدينار الأردني أو مكانة وقوة البنك العربي يدعو الوكالة للتخفيض ، فالحاصل هو تغييـر في القواعد التي تطبقها الوكالة ، وهو قرار داخلي لا علاقـة له بأوضاع الأردن وبنوكه.
يذكـر أن وفد ستاندرد اند بورز ، الذي زار الأردن في الشهر الماضي لأغراض التقييم ، لاحظ نقاط قـوة كثيرة مثل توجه الحكم نحو الإصلاح ، والعلاقة المتميـزة مع الدول المانحـة ، وقرب الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي ، والسعي لتعزيز ثقة المستثمرين ، فضلاً عن ثبات سعر الصرف والمستوى المريح لاحتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبيـة الذي يطمئن الدائنين والمستثمرين ويؤكد الثقـة العامة.