كيف نغيّر مصيرنا الأليم؟
اخبار البلد-
إذا كنا في هذا الوطن نسعى إلى تغيير مصيرنا الأليم من المعاناة والفقر الذي نحن فيه إلى عالم الرخاء والثروة, علينا أن نكون قادرين على تطبيق نموذج من النماذج الاقتصادية الناجحة, أو تصميم نموذج محلي ببصمة وطنية تجعلنا ننتقل من دولة فقيرة تعاني إلى دولة غنية متقدمة..وخلاف ذلك فإن مصيرنا سيقودنا إلى مربع تضيق فيه الابعاد, مربع يسمى مربع اللاعودة يصعب معه إعادة التموضع من جديد لا قدّر الله.
الواقع يقول أن مصيرنا مجهول وفي خطر, ومن يقول غير ذلك عليه إجراء فحص نظر باستخدام الليزر وعلى جناح السرعة, وعلينا هنا جميعاً رفض هذا الواقع الأليم والعمل على تغيير مصيرنا وذلك بأسلوب مواجهة الحقيقة, مع أن الأمر في البداية لا يتطلب ثروات طبيعية ضخمة أو موقعا جغرافيا مميزا بقدر ما يتطلب الإرادة واستنباط نموذج اقتصادي هو الأصلح والمناسب لظروفنا وواقعنا الحقيقي، وذلك من أجل أن نتحول من الفقر إلى الحياة الطبيعية.
مواجهة الحقيقة يا معشر القوم لا يبدأ بمحاربة الفساد, ولا يبدأ بإصلاح القوانين, ولا يبدأ بحكومة نيابية منتخبة, ولا..لا.., وان كان كل ذلك مهم وضروري للغاية, مواجهة الحقيقة تبدأ بالتدرج بتطبيق نموذج اقتصادي مستورد يتناسب مع واقعنا, أو بتصميم نموذج اقتصادي محلي يحمل جملة من الإجراءات الاقتصادية القابلة للتنفيذ, والسؤال هنا هل لدينا رجال مؤهلين لتطبيق نموذج اقتصادي مستورد يتناسب مع واقعنا, أو هل لدينا رجال مؤهلين لتصميم نموذج اقتصادي محلي يحمل جملة من الإجراءات الاقتصادية القابلة للتنفيذ..الجواب يعتمد على وجود (غربال) من العيار الثقيل يسمح بهزه من جهة اليمين إلى اليسار تارة, وهزه إلى الأمام والخلف تارة اخرى, ويكون بيد مـ(غربل) مربوط على أسفل بطنه الشماغ الاردني.
هذه المواجهة للحقيقة تتطلب الدخول على لجنة الإصلاح وعلى الأعيان والنواب والوزراء والمدراء والرؤساء, وغربلة من لديه القدرة على تطبيق نموذج اقتصادي مستورد يتناسب مع واقعنا الحقيقي, أو تحديد من لديه القدرة على تصميم نموذج اقتصادي محلي يحمل جملة من الإجراءات الاقتصادية القابلة للتنفيذ, وفي الوقت الذي اعرف فيه أن مشاكلنا تكمن في الغربال والمغربل, إلا أن مصيرنا أهم بكثير من التلاعب بثقوب الغربال..تلك التي تتسع عند البعض وتضيق عند البعض الآخر.