الأسرى الفلسطينيون.. الهروب المشروع والقضية الغائبة في الصحافة الدولية
لم أجد صحيفة واحدة تتحدث عن القصص غير مروية للأسرى الستة ومحكومياتهم وسنواتهم اللانهائية من العذاب الهائل خلف جدران السجن أو أسرهم التي تركوها خلفهم حين اعتقلوا ، حتى تلك التي تعد متعاطفة مع القضية الفلسطينية . بدا الأمر عالميا وكأن القصة تدور حول سجناء جنائيون أو أمنيون /لا فرق/ يقضون فترة عقابية تحت نظام قضائي عادل لدولة شرعية بسبب سرقة أو قتل ، نجحوا في الهرب من السجن على طريقة الافلام الهوليوودية .. الحقيقة أن الواقع مغاير تماماً لما توحي هذه الرواية المأخوذة عن صحف اسرائيلية..
معظم الغرب يعرف عن مناضل ايرلندي اسمه بوب ساندز ورفاقه الذين ماتوا في السجن البريطاني إثر إضرابهم عن الطعام من اجل استقلال ايرلندا.. لكن هل يوجد في الغرب من يعلم اسماء أسرى فلسطينيون قادوا معركة الامعاء الخاوية ومازالوا؟ أو أسرى محكومين مؤبدات متتالية تحرمهم حتى من مجرد الحلم بالحرية.. الغرب لا يعرف أو لا يريد أن يعترف بأن اسرائيل تحاكم الاطفال في محاكم عسكرية. الغرب لا يعلم أن عدد من الاسرى يموت بعد خروجه من السجن الاسرائيلي أو يفقد عقله بسبب مضاعفات التعذيب المستمر ..والغرب لا يعرف أيضا عن اسرى استشهدوا بسبب ظروف الاعتقال الجسدية والنفسية في ظل غياب تغطية اعلامية ومحاسبة قانونية..
هروب مساجين من سجن شديد الحراسة على طريقة مسلسل Prison break أو فيلم (الخلاص من شاوشانك) ليس العنوان الحقيقي ولا التشبيه الملائم لقضية الابطال الستة . فهم ليسوا جنائيين ولا مؤبداتهم عقابية وإنما أصحاب قضية وأي قضية صبر ومعاناة ونضال وإيمان أن فلسطين أغلى من الولد والأهل . ومن حقهم الطبيعي الفعل الاستباقي واجتياز اسوار السجن الذي يشبه خط بارليف دون استئذان من السجان. هذا ما يجب أن يعرفه الغرب..
تحية للأسرى جميعهم ممثلي المقاومة التي لا تهدأ أبدا ولا مزايدة فيها وتحية للأبطال الستة الذين أخذونا معهم الى فضاء الحرية في رحلة العبور ولو لأيام قليلة.