مقال بعنوان .. ( حكم الأسلاميين المطلق .. معلق)
بما ان الوقائع تشير استلام الاسلامين للحكم بأكثر من دوله عربيه وهذا يترتب عليه اعاده ( صياغه للدوله) بجميع مكوناتها .. وهناك اسئله كثيره مطروحه حول ذلك .. أوجزها بما يلي ... 1- لنعترف بأن الاسلام دين شامل .. ويستطع الاسلاميين ان يقيموا دوله ناجحه لأن (القرأن والسنه ) كفيلات كمرجع ان تظبط الامور وتنظمها ويستنبط منهما جميع القوانيين والتشريعات العادله بجميع المجالات سياسيا واقتصاديا واجتماعيا واداريا . 2- اذا طبقت الشريعه الاسلاميه كدستور للدوله بظل حكم الاسلاميين سيسر البعض وسيبغض البعض .. الذين سيسرون هما .... 1- سيسر المسلمين الملتزمين والمؤمنين بالله والمخلصين لدينهم والقائمين على العباده والطاعه والذين يرفضون على انفسهم كل أمر مخالف لاحكام الدين والشريعه ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر للغير بقدر ما تعطيهم الشريعه الاسلاميه من مجال في ذلك. 2- سيسر من غير المسلمين الذين عرفوا اخلاق المسلمين وتعاملهم وعاشروهم ولهم اطلاع جيد على الشريعه الاسلاميه التي بجميع مكوناتها أتت لصالح البشريه وقد اثبت ذلك على مدار السنيين وما اثبته القرأن والسنه من حقائق ثابته وصحيحه من الناحيه العلميه والطبيه والصحيه والسياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه وغيره اكتشفت فيما بعد انها وردت بالقران والسنه سابقا. اما الذين سيبغضون هما ... 1- فئه من المسلمين الذين تتعارض مصالحهم وميولهم وحياتهم واطباعهم مع تطبيق الشريعه الاسلاميه كحكم .. هم يشعرون انهم سوف يتقيدون ويخسرون اشياء كثيره سوف تؤدي الى تغيير نمط حياتهم وهم ليس مستعدون لذلك لان ذلك يتطلب منهم تعديل مسارهم.. هم غالبا واجمالا قلوبهم متعلقه بالدنيا اكثر قليلا من تعلقهم بحياة الاخرى. 2- سيبغض من غير المسلمين الذين هم ليس على اطلاع على الشريعه الاسلاميه كنص ودستور ومعامله والذين لديهم معلومات مغلوطه عن الدين الاسلامي مما ولد عندهم شعور مستأصل من التخوف من الاسلامين وحكمهم وانهم سيتعرضون لضغوط وقيود وانحسار وتعتيم وتكميم وتهميش . 3- خليط ( من المسلمين وغير المسلمين ) اصحاب النظريات والافكار التي لها ملاحظات كثيره وقناعات واستشهادات مجربه عمليا ونظريا وايمانهم القاطع بأنه لا يجوز زج الدين بالسلطه والسياسه . 4- اعداء الاسلام .. هم بطبيعتهم يكرهون الاسلام والمسلمين بحكم وبدون حكم .. وهؤلاء موجودون منذ ان أتى الاسلام ليومنا هذا... وهم تحت مسميات والوان واحزاب وحركات واديان وجنسيات ونظريات ووجوه كثيره ومختلفه. والأن .. ما هي المعوقات المتداوله والمثاره للجدل التي تواجه حكم الاسلاميين بتطبيق الشريعه الاسلاميه ؟ .... 1- وجود اكثر من مذهب وفكر وطائفه وتيار ومفهوم وطريقه داخل المسلمين انفسهم تتوزع بين معتدل ووسطي ومتشدد بين كل هذه الفئات. 2- بين هذه الاختلافات سيظهر نزاع بمدى تطبيق الشريعه على ارض الواقع من حيث مدى الالتزام بالنص بحذافيره او الاستعاظه عنه بالتخفيف البسيط او التخفيف الكلي .. مثلا حكم السارق .. هل ستقطع يده ؟ .. ام يسجن ؟ .. ام يستبدل بغرامه ؟ .. ما هو النص الحقيقي بالشريعه الاسلاميه للسارق ؟ واي حكم سيطبق على السارق هل سيجد توافق بين هذه الفئات والاختلافات بين المسلمين انفسهم؟ 3- هل احكام الشريعه الاسلاميه ستطبق على غير المسلمين ؟ وهل ستجد قبول من الغير المسلمين ؟ .. وهل سيحتكم الغير مسلمين الى احكام شريعه غيرهم وهم لديهم شريعه واحكام خاصه باديانهم ؟ ... هل سيطبق على غير المسلمين الاحكام كما ورد بنصوص القرأن والسنه بكيفيه التعامل معهم ؟ .. 4- السياسه الخارجيه .. كيف سيتم التعامل معها ؟ ... هل سيجر الاسلاميين الدول الغربيه بالاخص والعربيه بشكل عام الى التماشي مع دستوره وقوانينه وافكاره ومبادئه النابعه من الشريعه الاسلاميه ؟ وعليه ............. بعد البحث بالامور السابقه بما يخص (الشأن الداخلي والشأن الخارجي ) بظل حكم الاسلاميين فأني أرى ما يلي ... 1- لكي تنجح الدوله الاسلاميه بتطبيق احكام الشريعه هذا في حالة فوزها بالانتخابات طبعا عليها ان تكون مهيأه كدوله وكشعب لهذا الامر , وهذا صعب وربما مستحيل .. من ناحية ( الشأن الداخلي ) لا يمكن ان يتم تطبيق الشريعه الاسلاميه بحذافيرها على مجتمع ودوله تضم بين ثناياها خليط من البشر والافكار والمبادئ والقناعات .. لذا سيتم اللجوء الى ( الائتلاف ) .. الاسلاميين مضطرين الى عملية ( الائتلاف ) وهذا يميع الامور.. هنا يظهر انه لم يتم ايجاد سلطه منفرده لحزب معين او فكر معين وبرنامج متكامل وبهذه الحاله المسأله بهذه الطريقه ستعيق حكم الاسلاميين المطلق .. وهذا لا يعطي مؤشر ولا يدل على مدى نجاح الاسلاميين بالحكم او فشلهم .. لان الحكومه بطبيعتها تشكلت (أئتلافيه ) اكثر من برنامج وفكر وزع وعدل الدستور واقرت القوانيين بناءا علة توافق (خليط ) أئتلافي كل حسب رؤيته. 2- الائتلاف يجبر طرف على التنازل لطرف اخر واقرار القوانين او صياغتها بناء على عدة وجهات نظر مختلفه وليس ضمن برنامج حزب معين او وجهة نظر واحده. 3- اي نزاع بين ( الائتلاف ) سيؤدي الى انهيار الحكومه ودخول البلد بحاله فوضى .. كما حصل بلبنان عندما انسحب وزراء( حزب الله ) من حكومه سعد الحريري والتي ادت الى انهيار الحكومه والتي شكلت على صيغة ائتلاف بينهم وتوزيع الحقائب بين كافة الاحزاب ... ومثال اخر كالعراق حكومه المالكي والمشاكل التي تعانيها العراق الواقعه بين فوضى الائتلاف وتبعيته . 4- انا صدقا ضد الائتلافات جميعها .. ولكن لا مفر من ذلك .. سيتعامل معه الاحزاب مجبرييين رغم سيئاته ومشاكله والتخبط الناجم عنه والاختلافات. 5- اما من ناحية ( الشأن الخارجي ) ينجح الاسلاميين بفرض شروطهم وسياستهم على الغرب وتحديد علاقتهم بها اذا كان هناك ( استقلال ماليا .. ودوله غنيه .. وقوه عسكريه لها ثقلها ووزنها .. واكتفاء ذاتي .. وأمن داخلي .. وايمان مطلق .. ونبذ الدنيا والتعلق بالاخره .. ووحدة الصف .. وحاكم يخاف الله) .. لكن هذه الامور من الصعب ومن المستحيل ان تجتمع مع بعضها جميعا على الاقل حاليا بحكم الاسلاميين .. اذا وجد دوله لا تأخذ مساعدات من الخارج تجد عندها نزاع داخلي وضعف العتاد العسكري .. وقلة ايمان ... الخ .. لا تجتمع الشروط جميعها مع بعض في اي دوله اسلاميه عربيه او غير عربيه .. عكس الدول الاسلاميه القديمه كانت الشروط الوارده سابقا متوفره كليا بل أزود فق تم نشر الاسلام الى كافة بقاع الارض دليل على قوتها وتماسكها سابقا. .. الظروف تغيرت . 6- لا تستطيع دوله وصل اليها الاسلاميين الى الحكم بالتخلي عن الغرب ستجد نفسها مضطره للتعامل معها فلا يمكن ان تتخلى عن المساعدات الماليه وهما يعلما بأن بلدهم تعاني من مديونيه وشح بالموارد ونقص بالمياه وبطاله وفقر وغيره وهذا (حتما ) سيؤدي الى تخلي الاسلاميين او خروجهم عن برنامجهم الانتخابي وبرنامج حكمهم شاؤوا ام أبو .. مما سيفقدهم ربما ونوعا ما من توازنهم بالشارع العربي الاسلامي وربما مصداقيتهم وهذا امر يجب ان يبينه الاسلاميين قبل الوصول الى الحكم الى الشعب ويقولون ما لهم وما عليهم وما هي التحديات التي تواجههم وما الذي ستواجههم واطلاعهم بشكل مباشر وواضح بأ، الامور الداخليه هكذا والامور الخارجيه هكذا .. فأنا أرى بأن اي برنامج انتخابي لأي حزب او حركه يريد ان يصل الحكم ان يكون واقعيا وواضحا حتى لا يفقد مصداقيته امام الشعب وحتى تكون فيما بعد افعاله واقواله وعلاقاته الداخليه والخارجيه مبرره . 7- بالنهايه سيجد الاسلاميين انفسهم وجها بوجه مع الغرب والتعامل معهم .. ومما سيساعد على هذا هو الضغوط الكبيره والسياسه الخبيثه التي ستمارسها الدول الغربيه بضم الدول التي يحكمها الاسلاميين تحت مظلتها .. وهنا نقول .. ( كأنك يا أبو زيد .. ما غزيت ) وسنعود الى المربع الاول ... الى انظمه كانت تتعامل مع الغرب وقامت عليها ثورات ثم ما لبثنا وعدنا الى احضان الغرب من جديد.. غصب عنا .. والسبب يعود الى اهدارنا وقت كبير بالتبعيه والبعد عن الدين والايمان (والعلم والعمل ) . 8- الثورات جعلت الشعوب تتخلص من اشياء كثيره سيئه ولكن ليس كل شيء .. ربما بالايام القادمه يشتد عود الاسلاميين ويحققوا اهدافهم .. رحلة الف ميل تبدأ بخطوه واحده. 9- ما أود قوله .. أني أجد ان الاسلاميين بالنهايه سيساهمون بحكومه الدول .. ستكون المسأله تشاركيه ولا مفر من ذلك ... لن يكون هناك حكم مطلق للاسلاميين .. صعب جدا .. وهذا ما لاحظناه بالدول مثل تونس ومصر والمغرب وغدا ليبيا واليمن وسوريا وباقي الدول .. فالمسلمون سيكونون جزء من الحكومه وليس كل الحكومه.. فبأختصار على الاسلاميين ان يلتحقوا بطور المتغيرات ويهيأوا انفسهم للمشاركه وهو افضل من التنحي جانبا لانه لا يمكن ان يشكلوا حكومه مطلقه عاجلا ام اجلا وبالنهايه سيجدون انفسهم ضمن أئتلاف. 10- اميركا مثلا يوجد بها اكبر حزبين ومع هذا لايستطيع حزب ان ينفرد بالسلطه وقد لاحظنا كيفيه الحرب الدائره بينهم بكيفيه تأثير محلس النواب والشيوخ واعضائهما على رسم سياسه الدوله واتخاذ القرار يتقاسمون السلطه والقرارات .. حرب سياسيه داخليه. وعليه .... لضمان نجاح الاسلاميين باكبر قدر ممكن من تطبيق بنامجهم فأني أرى حسب وجهه نظري هو توجههم الى داخل الدوله وببعض الحقائب الوزاريه مثل ( الماليه .. التعليم .. الصحه .. الاجتماعيه .. العدليه .. الزراعيه والصناعيه ) .. اما حقائب (الخارجيه .. الداخليه .. التجاريه ... العسكريه .. السياسيه ) فلن يستطيعوا بهذه الحقائب تحقيق 10 بالمائه من برنامجهم بها بسبب تعارض برنامجهم مع كثير من الامور التي سيضطرون للتعامل بها. واخيرا .. اي حزب او تنظيم او حركة حصلت على اكبر قدر من الاصوات نتيجه عمليه الاقتراع يجب ان يكون هناك (دستور ) او برنامج بالاجماع يراعي كل اطياف المجتمع والدوله .. .. وان كان على مضض ..ولكن بما يتناسب مع ادياننا وعقائدنا وعاداتنا وتقاليدنا وموروثنا والذي فيه خير للناس جميعا وفيه درء المفاسد وجلب المنافع والابتعاد عن سياسه الاسترضاء والمجاملات والرياء والاعوجاج والخارج عن المنطق والمألوف والعقل فلا بديل غير ذلك وألا ستشهد الدول مزيد من الصراعات والاختلافات والانقسامات .. فنحن جميعا اصبحنا جزء من كل وليس كل .. لاختلاف الزمان والمكان والظروف .. وعسى ان تكون الايام القادمه خير للجميع ملاحظه : هذه وجهة نظري قد اكون مخطأ او مصيب مع احترامي وتقديري لجميع الناس بغض النظر عن لونهم ودينهم وجنسهم وعرقهم . والله من وراء القصد. والسلام عليكم Burhan_jazi@yahoo.com