مدفون ..
.
مدفون..مغطى بالرماد وبالقشور , لا ينطق لا يهمس , حتى أنه لا يتنفس , فالموت يبدو على وجهه باصفرار وذبول وجمود , وعيون شاخصة لا تتحرك ,مسلوب هو إذاً من الحياة , أو ربما هي المسلوبة منه .
هو كما المسروق من ابسط حقوقه ..أحلامه ..حتى أقل أماله , مسكون بالفقر والتعب والهم والإعياء والأعباء , والحاجة الماسة الدائمة الغير منقطعة التفكير والتأمل بسببها وبطلبها ,ومع ذلك لا ينطق , متجمد كالصخر , لا يعطي لا يبخل , لا يحيا ولم يموت ,واقف كمن لا يقف في درب المستحيل المعبد باللصوص وقطاع الطرق , عابس كمن يبتسم , مرسوم على جدار هرم متآكل , والموج قادم ليهدم آخر نفحات روحه , عيناه مزيج بين أمل وجمال , وخوف ورعب من قادم قد ينهي حلمه الأخير .
مدفون داخل قالب حياته المصنوع بدقة وإتقان , على مقياسه بتخطيط رسام موهوب متمرس بقتل النفوس وذبح الأبدان , لا يستطيع أن يتجاوز روتينه الشخصي لحياة يصنعها هو بإرادته هو لا احد غيره , وكأن الأبواب كلها قد أغلقت في وجهه , كل شيء يأتي وبذهب ..كل شيء يأتي ثم لا يعود , وكأن في ذلك سر لا يدركه إلا هو .
من بين الأنين يخرج متململاً في حركة بطيئة عابثة , كمن يرجوا أن يقفز أو حتى يسرع في خطواته , لكنه يدرك من ملء روحه أن الزمن يسبقه بالكثير الكثير ..,وأن طاقته نافذة فلن يستطيع إكمال المسير , ليقف إذا قبل أن يفتعل سقوطه وسط دوامة الباعة والمتنصلين والمنافقين ..والوصوليين ...ليقف ويصنع بنفسه فعل سقوطه ., فما عادت الأصوات تسمع إلا من مكبرات أصوات تجار الأرواح المتسترين بزي الحداثة , حمالين ذنوب ودم أمة شارفت على الرحيل .
تتشابك الأيدي من حول ذلك المتهاوي , الهالك في دوامة العواء والغناء والدبك الشعبي والطبل والمزمار ثم بعد ذلك نفاق ومنظرين ومتفلسفين , يخدعون أنفسهم قبل كل شيء , حتى قبل أن يخدعوا أجيال قادمة بمستقبلها المجهول بزهورها وبناتها ..بعطورهم , وأملنا بهم .
قادم هو من كل مكان , على مقربة من تاريخ يسقط , يستفرغ كل طاقاته , يحاول أن يصرح في الناس بأن يعودوا , أو أن يستيقظوا من غيبوبتهم , ولكن ما عاد هناك صوت يسمع , تثور نفسه , تتصدع جدرانها , يتهاوى على الأرض , ويغفوا هذه المرة بنهاية أخيره يرسمها صوت طلقة مدوية في فضاء الحرية المسلوب .
عينان وجسد وملامح ثابتة , وحياة فارقة صاحبها , يبدو أن الموت هو العلامة الفارقة لهذا الوقت المسجل بتاريخ هذه الأمة بالتحديد , ويخاف الناس وتضج الأرض ,, ويموت الكثيرون من المدفونين في هذه الحياة , قبل كل شيء تجرح كلمة حرية بصوت طلقة تخترق الماضي والحاضر , لتصنع منها حرية مغموسة بالدم .
baniataahmad15@yahoo.com
مدفون..مغطى بالرماد وبالقشور , لا ينطق لا يهمس , حتى أنه لا يتنفس , فالموت يبدو على وجهه باصفرار وذبول وجمود , وعيون شاخصة لا تتحرك ,مسلوب هو إذاً من الحياة , أو ربما هي المسلوبة منه .
هو كما المسروق من ابسط حقوقه ..أحلامه ..حتى أقل أماله , مسكون بالفقر والتعب والهم والإعياء والأعباء , والحاجة الماسة الدائمة الغير منقطعة التفكير والتأمل بسببها وبطلبها ,ومع ذلك لا ينطق , متجمد كالصخر , لا يعطي لا يبخل , لا يحيا ولم يموت ,واقف كمن لا يقف في درب المستحيل المعبد باللصوص وقطاع الطرق , عابس كمن يبتسم , مرسوم على جدار هرم متآكل , والموج قادم ليهدم آخر نفحات روحه , عيناه مزيج بين أمل وجمال , وخوف ورعب من قادم قد ينهي حلمه الأخير .
مدفون داخل قالب حياته المصنوع بدقة وإتقان , على مقياسه بتخطيط رسام موهوب متمرس بقتل النفوس وذبح الأبدان , لا يستطيع أن يتجاوز روتينه الشخصي لحياة يصنعها هو بإرادته هو لا احد غيره , وكأن الأبواب كلها قد أغلقت في وجهه , كل شيء يأتي وبذهب ..كل شيء يأتي ثم لا يعود , وكأن في ذلك سر لا يدركه إلا هو .
من بين الأنين يخرج متململاً في حركة بطيئة عابثة , كمن يرجوا أن يقفز أو حتى يسرع في خطواته , لكنه يدرك من ملء روحه أن الزمن يسبقه بالكثير الكثير ..,وأن طاقته نافذة فلن يستطيع إكمال المسير , ليقف إذا قبل أن يفتعل سقوطه وسط دوامة الباعة والمتنصلين والمنافقين ..والوصوليين ...ليقف ويصنع بنفسه فعل سقوطه ., فما عادت الأصوات تسمع إلا من مكبرات أصوات تجار الأرواح المتسترين بزي الحداثة , حمالين ذنوب ودم أمة شارفت على الرحيل .
تتشابك الأيدي من حول ذلك المتهاوي , الهالك في دوامة العواء والغناء والدبك الشعبي والطبل والمزمار ثم بعد ذلك نفاق ومنظرين ومتفلسفين , يخدعون أنفسهم قبل كل شيء , حتى قبل أن يخدعوا أجيال قادمة بمستقبلها المجهول بزهورها وبناتها ..بعطورهم , وأملنا بهم .
قادم هو من كل مكان , على مقربة من تاريخ يسقط , يستفرغ كل طاقاته , يحاول أن يصرح في الناس بأن يعودوا , أو أن يستيقظوا من غيبوبتهم , ولكن ما عاد هناك صوت يسمع , تثور نفسه , تتصدع جدرانها , يتهاوى على الأرض , ويغفوا هذه المرة بنهاية أخيره يرسمها صوت طلقة مدوية في فضاء الحرية المسلوب .
عينان وجسد وملامح ثابتة , وحياة فارقة صاحبها , يبدو أن الموت هو العلامة الفارقة لهذا الوقت المسجل بتاريخ هذه الأمة بالتحديد , ويخاف الناس وتضج الأرض ,, ويموت الكثيرون من المدفونين في هذه الحياة , قبل كل شيء تجرح كلمة حرية بصوت طلقة تخترق الماضي والحاضر , لتصنع منها حرية مغموسة بالدم .
baniataahmad15@yahoo.com