جمعية مساندة مرضى السرطان مثالاً واقعياً للعمل الخيري التطوعي

يعد مرض السرطان أو ما يسمى مرض العصر من الأمراض الشائعة و المنتشرة بشكل ملحوظ داخل المجتمع الأردني, حيث تعتبر نسب الوفيات بسبب هذا المرض في تزايد, و رغم الاهتمام الملكي و الحكومي بعلاج كل من يصاب بالسرطان ضمن المستشفيات الحكومية في معظم أنحاء المملكة ومن خلال مركز الحسين للسرطان الذي يعد من المراكز المتخصصة والمتميزة في علاج السرطان على مستوى العالم إلا أن هناك احتياجات خفية يحتاجها مريض السرطان و ذويه أثناء العلاج وما بعده, ولأهمية تأثير الكشف المبكر عن السرطان بازدياد فرص النجاة فقد انطلق مجموعة من الشباب المتطوعين وبعد معاناتهم مع مرض السرطان بالعمل الفردي والجماعي لمساندة مرضى السرطان لما ينيف عن خمس سنوات ولرؤيتهم بضرورة تطوير عملهم ضمن مظلة قانونية لتغطية أكبر عدد من المرضى و لتقديم خدمات أوسع لهؤلاء المرضى ولفتح سبل للتعاون مع الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني فقد تبلورت فكرة لتأسيس جمعية خيرية مظلتها وزارة التنمية الاجتماعية.
وبتاريخ 11-8-2009 صدرت موافقة وزارة التنمية الاجتماعية بالترخيص لهؤلاء المتطوعين بجمعية مساندة مرضى السرطان الخيرية في محافظة اربد ومن ضمن أهدافها تقديم العون المادي لمرضى السرطان و ذويهم و تخفيف أثر مرض السرطان على المجتمع,وإقامة الأنشطة التوعوية والتثقيفية عن مرض السرطان من خلال الجامعات و كليات المجتمع ومن خلال المجتمع المحلي والحث على ضرورة الكشف المبكر عن السرطان لما يزيد من فرص الشفاء التام و القيام بالزيارات الميدانية لمرضى السرطان والعمل على رفع روحهم المعنوية والنفسية لما أثبتته الدراسات الحديثة من علاقة طردية ما بين الروح المعنوية و فرص الشفاء التام.
وقامت الجمعية بالعديد من النشاطات التوعوية والتثقيفية في العديد من مؤسسات المجتمع المدني, فأقامت الجمعية حملة توعوية عن سرطان الثدي في كلية غرناطة تخللها محاضرة تثقيفية عن سرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي وقام خلالها أيضاً متطوعات الجمعية بتعليم الطالبات وتدريبهم على آلية الفحص الذاتي والسريري للثدي, وقامت الجمعية أيضاً بعمل محاضرات متعددة عن السرطان والصحة الغذائية في جامعة اليرموك والعلوم والتكنولوجيا وكلية اربد الجامعية للطلاب و الطالبات من خلال أطباء استشاريين ومتخصصين في مرض السرطان وأخصائية في التغذية العلاجية والمساعدة على كبح انتشار مرض السرطان.
كما قامت الجمعية ومن جهة أخرى بتقديم شتى أنواع الدعم العيني للمرضى من خلال تقديم الطرود الغذائية وكسوات العيد في الأعياد والحقيبة المدرسية المتكاملة للأطفال المرضى في مستشفى الأميرة رحمة والعديد من الخدمات الإنسانية لمرضى السرطان في محافظة اربد.
و أشار السيد عماد العجلوني رئيس الجمعية الذي تجاوز هذا المرض بأن الجمعية تسعى إلى افتتاح عيادة طبية متكاملة للكشف المبكر عن سرطان الثدي من خلال تأمين جهاز تصوير الثدي "الماموجرام" وملحقاته في المستقبل القريب, حيث ستقدم هذه العيادة خدماتها بأسعار تشجيعية وفي متناول الجميع حرصاً من الجمعية على توفير السبل الحديثة للكشف المبكر عن سرطان الثدي,حيث أن العديد من السيدات يرغبن بالقيام بهذه الفحوصات ولكن عدم توفر هذه الفحوصات أو ارتفاع تكاليفها يقف حاجزاً عند هذه الرغبة.
كما ناشد العجلوني الجهات الرسمية والحكومية بتوفير فرص عمل مخصصة ومحددة للجمعية تناسب قدرات الأشخاص الذين من الله عيهم بالشفاء والذين يقومون بمراجعة الجمعية والطلب منها بشكل مستمر لتوفير فرص العمل التي تتماشى مع وضعهم الصحي بعد الشفاء, كما ترجو الجمعية من مؤسسات و أفراد المجتمع المدني تقديم كافة أوجه الدعم للجمعية للمسير قدماً برسالتها السامية حيث أن رسالة الجمعية و تحقيق أهدافها لا تتم إلا بالتعاون المشترك والدعم من خلال هذه المؤسسات وأفرادها.