وطني الاردن .. للكعبة رب يحميها

وطني الأردن . للكعبة رب يحميها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما أثارني لكي اكتب إليك هو جلوسي على سقف منزلي المتواضع وكنت التفت بكل الاتجاهات وعلى مدى النظر وأسال نفسي من استولى على هذه المساحات الشاسعة من الأراضي التي تحيط ببلدتي كالأسوار بالمعصم لمن تعود ولماذا تم شراؤها على الإطراف وبشكل دائري والعسكر يسموه طوق هل هناك نية مبيتة للإطباق علينا كي نبقى محاصرين تحت رحمتهم ، دعنا نرتاح من أين جاءت هذه العناوين ترمي الدولارات ألينا وتشتري هضاب لا يسكنها انس أو جان .
وبعد إن أمعنت النظر عدت قليلاً ابحث عن أشعة الشمس تلك المدفئة الربانية البعيدة عن مصائب الحكومة وضرائبها وسرحت قليلا بما يجري على الشأن المحلي والعربي ثورات في كل مكان ، تونس دخلها الإسلام السياسي محررا بأمر الأمريكان ومصر شأنها، وليبيا لازال الدخان يتصاعد فيها والعراق يستعد لخروج المحتلين منه وما يجري بسوريا ملهاه سياسيه تخدم خروج الأمريكان بدون صخب إعلامي لكي لا يسلط الضوء على هروبهم من العراق مهزومين يجروا الخيبة والفشل ؟
وعوده على الشأن المحلي لازال الشعب الأردني يخرج عن الصمت ويرتفع السقف ويعود وتتوالد ثقافة الاعتصام من مرحله لأخرى في كل المواقع الوظيفية والعمالية والطلابية ولم يخرج مسئول يعتذر عن السياسيات الخاطئة التي كانت تدير البلد بنظام الإقطاعيات وبمصالح شخصيه تنفخ بالون الولاء حسب انتفاخ كروشهم العفنة وتدس السم بالعسل وترى الأردن محطة تفريخ لا أكثر يغتني منها ويغادر إلى حيث لا رجعه.
ما المانع إن يطلب هؤلاء الذين زنوا بالأردن وساهموا في تسليمه جثه بلا إطراف لثلاجة الموتى ليقرا عليه فاتحة الوطن البديل بعد سوريا ، أقول كما قلتها سابقاً وسأقولها ما حييت الأردن اشتعلت ثورة الفقر فيه ولن تهدئ إلا بااعادة السيادة والمؤسسات التي سرقت في ليله ظلماء صنعها اللصوص بأمر أسيادهم ليموت الشعب تحت وابل رحمتهم خاشعا ذليلا ، لكي نخرج من الأردن هاربين ليحقق اللصوص مبتغى تسليمه على طاولة الأقداح والليالي الملاح .

نعلم إن الفقر من اخطر الإمراض التي تغذي الثورات الارتدادية ونعلم إن الأردن مستهدف ببرنامج طويل الأجل بدا العمل به من تاريخ وادي الموت (عربه) ليدفن حياً هناك وتكتب ناصبته الوطن الخالد بذمة الله لتعزف بعدها الباقوره المؤجرة لحن الحزن والفراق الأبدي لملامح الوطن المغدور .
في عصر الإصلاح والثورات الثائرة ألآن لم يسقط رأس فاسد ، ولم يحجز على أموال لص بل تكاثر المهرجين والمدافعين وانتشر مرض النفاق ليفرق بين الولاء وعدمه وكان الوطن سوق تهريج وطابور هزلي يقوده مطبلين ، كفانا دجل وانحناء الوطن يتعرض لمؤامرة خيوطها نسلت باايادي تعرف العبث وقسمت التركة المال لزيدون والحراثه لبهلول .
أيها الأردنيون إني أسمعكم في كل مكان في الطرقات ، ومحطة الباصات ، وطوابير الإعانات ومراسم دفع ضرائب الوطن ، والحوانيت ومقابر المعاش الذي لا يسمن ولا يغني من جوع تلعنون الوطن والفاسدين والزناة وتلامسوا الخطوط الحمر بالوجع نفسه ، اعلم إنكم صنعتم ثورة الظلم داخل أنفسكم كبرياء وتنتظروا ثورة الأمل التي لن تعود لكم ولا خير فيكم إن لم تعلنوها بيضاء تدوس الرقاب، وتسقطوا رؤوسهم وتضربوا فوق الأعناق لصناع السياسية المقيتة التي كانت ترسم للأردن سياسته ولازالوا يتوالدون والحديث يدمي ويطول واللهم أحفظ وطني من الفساد والسلام .