تأبط شرًا..

اخبار البلد - 

 

تأبط شرا..هو ثابت بن جابر من قبيلة فهم، ومن أشهر شعراء الجاهلية الصعاليك، وقد اشتهر بغزوه قبيلة هذيل وله قصص وحكايات طريفة، والصعلوك اصطلاحا هو المتمرد (الثائر) على قيم وعادت مجتمعه، وفقير الحال،.. وفي ساحاتنا العربية صعاليك بأشكال وألوان مختلفة نذكر منها قصة شيخ الصعاليك الجديد والسفينة الإيرانية القادمة إلى بيروت.

حركة الصعلكة لم تتوقف منذ الجاهلية وحتى اليوم، وشيخ الصعاليك له مكانته عند ربعه وقومه لكنه غير ذلك عند غالبية الناس ممن يرون أنه يتابط الشر (يعبط الشر)، وقد ينجو من غزوة يباشرها، لكنه قد يسقط يوما ما، وفي احوالنا اليوم نجد أن تأجر السفينة الإيرانية المحملة بالنفط والتي ابحرت نحو لبنان اوجدت مساحات من الاختلافات والانشقاقات داخل قومه وربعه، وقد امتد ذلك إلى الآخرين، فممثل الكتائب أيد استيراد النفط الإيراني، والكل بانتظار غزوة صعلوك لبنان وما ستؤول إليه هكذا تداعيات على الدولة والنظام والشعب اللبناني.

لا يوجد طلب رسمي من الحكومة اللبنانية باستيراد النفط الايراني، وغير معنية بتسديد المبالغ المالية، وعندما تفرغ السفينة حمولتها في الميناء ويبدأ توزيع المازوت.. هل سيكون ذلك مجانا.. وإذا كان غير ذلك فلمن يجمع المال.. ومن يمول عمليات النقل الداخلية.. وهناك أسئلة وأسئلة بلا إجابات؟!.

شيخ الصعاليك (المتمرد) وحده يدير المعركة، ووحده يعرف أدق التفاصيل ووحده بات يدير لبنان، ووحده بات صاحب الكلمة الفصل، ولا غرابة في ذلك كون الطبقة السياسية والامنية فشلت في إدارة البلاد واوقعتها جاثية عدة مرات، ولا تجرؤ على مواجهة شيخ الصعاليك ألذي يستورد السلاح بمختلف أنواعه ويستورد النفط وربما غدا يستود الدواء والغذاء وكل احتياجات الشعب اللبناني ببلاش، ومن حليفته إيران.

على ذكر البلاش.. هذا على أعين ألناس، وفي عينه (شيخ الصعاليك) أشياء أخرى أكثر من المال والبنون، وهنا لا نحط من شان احد بل ننبه إلى خطر المرحلة التي بلغها لبنان، وبات القرار ليس بيد ابنائه، والخوف كله من أن يخرج الجميع خاسرا في هذه المواجهة مع السفينة الإيرانية، فاعداء شيخ الصعاليك لا يجرؤون على مواجهته، واصدقاؤه سوف يحتفلون بالانتصار الكبير، وما بعد وصول السفينة وتوزيع المازوت ليس كما قبله، إذا فعلها شيخ الصعاليك هذه المرة.

نحن لسنا ضد وصول المازوت إلى لبنان، وكما هو معلوم فإن شيخ الصعاليك في الجاهلية كان عروة بن الورد، فإن شيخ الصعاليك في لبنان هو (...) يملك من النفوذ والقوة ما يتيح له استثمار هذا الحدث ليس على مستوى الداخل بل وفي الجوار، والصعاليك الصغيرة الثائرة بانتظار وصول السفينة وتوزيع حمولتها، والكل مصدوم من جرأة شيخ الصعاليك هذه المرة.

تأبط شرا.. تأجر شنطة عند كبير شيوخ الصعاليك ووظيفته بدأت بالغزو والحروب، وبات اليوم بمهنة التجارة والمال والنفط وحتى المخدرات، ويسعى إلى استثمار أي خلل في الدولة والنظام السياسي والامني اللبناني كي ينفث إلى حيث يريد، واجزم بأن حدث وصول سفينة النفط الإيرانية سوف يقابل وكأنه حرر ليس سوريا وحدها بل الأمة العربية والإسلامية كلها.. ولبنان والعالم كله اليوم بانتظار الحدث الجلل لشيخ الصعاليك في لبنان..!.