رجال الدولة.. العنوان من فضلكم؟

حين يسمع أي منا جملة (رجال الدولة) يتراءى في خاطره مفهوم ما وأشخاص بعينهم، وهذا الأمر يختلف من شخص إلى آخر، فمنا من يرى أن رجال الدولة هم رؤساء الحكومات السابقين، ومنا من يرى رجال الدولة خليطا بين الرؤساء والوزراء والنواب المخضرمين، وهذا الكوكتيل أقرب إلى المفاهيم من حيث الاطار الشكلي
أما من الناحية الموضوعية فان مفهوم (رجال الدولة) لا يجب أن يشتمل غير أصحاب القرار والرؤية الشاملة لمصالح الوطن وسياساته العاملين وغير العاملين منهم. ولهم مواصفات لا تخفى على كل ذي بصر.
رجل الدولة وقبل كل شيء لا يمتلك أجندة شخصية وهو ينظر الى مصلحة النظام قبل طموحاته برئاسة الحكومة. وينظر الى نجاح ودعم سياسات رئيس الوزراء والحكومة ما دامت تحقق المصالح العامة.
رجل الدولة لا يفكر أطلاقا بوضع العصا في دواليب المركبة لأنه لم يجد مقعدا فيها وانما يسارع الى تمهيد الطريق أمامها ما دامت في الاتجاه الصحيح،
رجل الدولة يفكر بالحاضر كقاعدة للتفكير بالمستقبل، وحين يتحدث عن الاصلاح فانه يعني المنظومة المترابطة والمتكاملة.
رجل الدولة الجالس في موقع صنع القرار يفكر بالمصالح الكلية للمجتمع والآثار البعيدة للقرارات قبل اتخاذها، ولا يفكر للحظة واحدة من خلال نظارة جهوية أو عشائرية أو عاطفية.
رجل الدولة ينصح صاحب القرار ولا يتزلف عبر تزيين القرار الخاطىء وتجميل العيوب، رجل الدولة لا يجلس متفرجا ومنتظرا أن يتعثر زميله الجالس في موقع القرار حتى يثبت أنه كان أكفأ منه وأنه القادر الان على تصويب الامور.
رجل الدولة قادر على الاعتراف بالخطأ ومواجهة الحقيقة بشجاعة ووضوح ولا يلجأ الى اختلاق الاعذار والتبريرات للهروب من المسؤولة.
رجل الدولة الحقيقي لا يؤمن بكتاب (الامير) لميكافيلي، ولا يضع نفسه في مواطن الشبهات، ويدرك الفرق الشاسع بين السياسة والتجارة
رجل الدولة الحقيقي لا يقبل أن يجلس في بيته والوطن بحاجة اليه بينما يكتفي بالصمت أو (التواطؤ) ويرفض ابداء الرأي والنصح الا من خلال العودة الى كرسي القرار.
رجال الدولة الحقيقيون تتكون بينهم صلات وثيقة من حيث لا يشعرون لأنهم جميعا ترفعوا عن الاجندات الشخصية وصغائر الامور والمصالح الضيقة.
واضح الآن ونحن في زمن البحر مرتفع الموج أننا نعاني من تخمة في عدد رجال الدولة الذين نسمع أصواتهم وخبراتهم ورؤيتهم،, المشكلة أنني لا أجد عنوانا أقصده لزيارة رجال الدولة؟؟ فمن يدلني على العنوان ؟