عاشوراء الحسين درس تاريخي وسياسي يجب أن يعيد فهمه الشيعة والسنة
كتب عمر شاهين = لدينا في الطائفة السنية خوف ورعب، من مناقشة تاريخنا، وخصوصا الأحداث المفصلية، وان يتم ذلك بعيدا عن التجريح أو الطعن بكبار الصحابة، وحتى في ما بعد تلك المرحلة التي يجب أن يكون بها حصانة حسب العقائد السنية، فالسكوت مورس لفترات طويلة، وطبعا قد يقول شخص مالنا ومال التاريخ فمصائبنا اليوم تكفينا، ولكني أقول في هذه اللحظة نحن بحاجة إلى إعادة قراءة التاريخ لنرى كبار الصحابة والتابعين، كيف تعاملوا مع تلك الأحداث الجسام وأولها مقاومة الحاكم الظالم.
وإذ قربت الفضائيات الشيعية اهمية عاشوراء، فان المبالغة لدى الإخوة الشيعة في اللطميات، وغيرها، قد طمر حادثة عاشوراء أكثر مما فعل، التاريخ الإسلامي، وقد كنت توقفت طويلا، قبل عشر سنوات أثناء انغماسي في التاريخ العربي الإسلامي، عندما طالعت احداث ثورة الحسين على يزيد بن معاوية ، وتشكل لي حالة ذهول، كيف وصلت إلى الخامسة والعشرين من عمري ولم أسمع بتلك القصة ومأساتها، ولا ادري حتى هذه اللحظة كيف يتذكر ملايين السنة، أن سيدنا موسى انتصر على فرعون بالرغم من أن هذا الحدث لها ثلاثة آلاف عام ، ويهملون تماما ما فعل في جيش الحسين، من نذالة وحقارة ممن طلبوا مساندته، وتخلوا عنه، أو من جيش الشام الذي انكب قتلا وأسرا على أحفاد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وان كانت معظم سنوات عمرنا تعيش في غموض سياسي، وتهرب، من أدنى درجات التفسير، ضمن أحزاب دعوية سطحية، أو طوائف سلفية،كل من عاش في الماضي فهو مقدس عندهم، لا نريد فتح جراح، تاريخية بقدر سياق العبرة، من أحداث كان لكبار التابعين، موقف واضح منها وعلى رأسها ثورة الحسين، التي وحتى إن كان للصحابة كبار منهم عبدالله بن عمر وحبر الأمة عبدالله بن عباس، أن يحذر الحسين من الخروج على خليفة قوي وطغى على البلاد، فان حفيد الرسول قرر الثورة والخروج بأهله وناسه، وأطفاله، ودخل المواجهة الأخيرة في العاشر من محرم، أي يوم عاشوراء ليصنع تاريخا باستشهاده.
وان كنا نمر على عاشوراء الحسين نحن معشر السنة ، فهذا العام كان مختلفا، لان تضحية الحسين، وما سبقها من مواقف عظيمة، خطها الصحابة الكرام والتابعين في الفتوحات الإسلامية والغزوات من بدر وما بعدها، تواجدت في تضحية الشعوب العربية التي انتفضت ضد ظلمتها من الحكام الفاجرين.
ومن خرج من كذاب الشيوخ والعلماء وعلى رأسهم العالم البوطي واحمد حسون وما تبق من أذناب الحكام، يعرفون أن الحسين حفيد رسول الله قد خرج على يزيد بن معاوية وهو خليفة مسلم، وفتحت قبرص في عهده وغيرها، ومع ذلك أعلن الحسين عليه الثورة، وضحى في مقابل هذا بأبناءه كلهم، ولم يتبق سوى زين العابدين .
ويأتي اليوم من يقول لنا أن مبارك كان طيارا، وبشار داعم لحماس،وحزب الله والقذافي دعم الفصائل الفلسطينية، ولا يدري بان زين الخائنين وما تلاه من زعماء ، عبارة عن لصوص يقودون أجهزة من المجرمين خطفت وقتلت وعذبات كل شرفاء الحرية وشعوبها.
في هذا العام كنت أتمنى من السنة، أن يتوقفوا طويلا لعاشوراء الحسين حفيد نبيهم، وليس فقط صيام يوم، لان سيدنا موسى هزم فرعون، فلدينا من هو اشد ظلما وجبروتا من فرعون، وان يترك الشيعة لطمهم، ويتعلموا من حفيدات النبي وأحفاد الحسين بأنهم لم يلطموا على جهدهم بل ساروا علماء ومغيرين في الأرض وكلنا يدرك أن مقتل الحسين فجر نهاية الدولة الأموية السفيانية والمروانية ولو بعد حين.
وحتى السيد حسن نصر الله وهو المقاوم الكبير الذي لا يجوز ان نتعدى على تاريخه وتاريخ حزبه في قهر إسرائيل، كنت انتظر كل شهر محرم كي اسمع خطبه العاشورية ، ولكنه هذا العام كان يدافع عن ظلم النظام السوري، ويسكت عن قتل شهدائنا في حماة وحمص، وكذلك فعل جل علماء الشيعة في العراق وإيران، وكم كنت أتمنى أن اصرخ بهم وأقول كل طاغية من بشار ومبارك والقذافي وزين العابدين، وعلي صالح هم أحفاد الطواغيت، ولو كان الحسين حيا لثار عليهم مثلما فعل بيزيد ، ويبدوا أن الشيعة نفسهم مع كل محبتهم للحسين ، لم يفهموا بعد الحسين ولا ثورته حقا.
Omar_shaheen78@yahoo.com