ما لم يقله رؤساء الجامعات المُقالون

اخبار البلد -


 
رحلوا هكذا وسبقهم بمرحلة اخرون .. هي تلك تقاسيم تلك الاحالات على التقاعد لدى رؤساء الجامعات ،الذين أصبحت كراسيهم مهددة بالطي والكسر في حال لم يكن اداؤهم وفقا لما يراه أصحاب القرار والمعايير التي اسست لتقييم انجازاتهم وعملهم ..غادر ستة رؤساء جامعات رسمية قبل أيام قليلة دون حتى ترتيب اوراق مغادرتهم ،ليمسكوا فقط بذكرياتهم في هذا المكان ، ولم يتمكنوا من حزم امتعة وملفات المغادرة لأنهم بًلّغوا بالمغادرة قبل ساعة ربما من عقد جلسة مجلس التعليم العالي ، وكانت الاسماء الجديده قد تم تبليغها ،وصدرت القرارات, وحزم الرؤساء ذكرياتهم فقط، وغادروا حرم مكاتبهم الرئاسية ، في حالة ذهول وصدمة من قرار اقالتهم ، رغم انهم بلغوا بتقديم استقالاتهم فورا !!قالوا أنهم صدموا !!قالوا ان القرار بلا مبررات ،وقالوا أيضا لا يجوز ان نعامل بطريقة مثل تلك تنتزع صلاحيات ،وتكسر هيبة ،وتقتل مشاريع وترتيبات اعدت مسبقا ليأتي الهاتف من معالي وزير التعليم العالي الذي ابلغهم شخصيا بالقرار بهدوئه المعتاد ،وكلامه المقتضب ،وانتقاء مصطلحاته ،لكن المضمون كان الصدمة والصدمة الكبرى ،،طلب وزير التعليم العالي بتلك الكاريزما الهادئة جدا ، من كل واحد منهم أن يقدم استقالته ،حتى لا يقرر المجلس اقالتهم او استخدام كلمة اعفاء وهم جميعا كبار بادائهم ،محترمون حد الخجل ،وأصحاب خلق دائم .احدهم رفض الاستقاله ، واعتبر انه لا بد ان يستمع الى مبررات ذلك ،وان عمله مستمر ولن يقدمها وهو يعلم أنه لم يخطئ ولا شيء يجبره على الاستقاله !!وتسلم الوزير خمس استقالات واعتبرهم جميعا مستقيلون ،وصدر القرار بقبول استقالات وليس اعفاء لأي منهم ..قالوا أنهم غير راضين على الاطلاق على طريقة التعامل والمفاجأة المتعلقة بالمكالمة الهاتفية من قبل معاليه ،بعضهم توقع المكالمة مباركة باحتلال تلك الجامعة موقعا مميزا بالتصنيفات العالمية ،وآخر توقع المكالمة اطمئنانا على حادث الّم بحرم الجامعة قبل يومين ،وغيرهم ممن توقع المكالمة لتثبيت تعيينه لا لطلب الاستقالة !!الرؤساء المقالون !!تمنعوا عن الرد على الاتصالات التي داهمت هواتفهم ساعة اعلان الخبر رسميا ،وكانوا بحاجة الى أيام لاستيعاب الفكرة والقرار ،والبحث عن مخرج لانفسهم ،والرد على تساؤل لماذا ؟؟هم اعترفوا بأن من تم تعيينهم اسماء لها وزن وقيمة وتاريخ ولا اعتراض عليها ،لكن بعضهم لم يتبق له سوى اقل ربما من سنة او أشهر لكن اقصاؤه هو بمثابة ضربة موجعة وموجعة لتاريخه وعمله وانجازاته ..قالوا الكثير ،،وتحدثوا بصمت ..وصرخوا بعتاب وانتقدوا الاسلوب ،وجميعهم يؤمن أن الموقع ليس مخلّدا ،والكرسي ليس محصّنا ،لكنّ موقع رئيس الجامعة كما قالوا ،هو علم وأكاديمي ،وهيبة رئيس تكسر أمام الالاف من الطلبة واعضاء هيئة التدريس والعاملين ..موقع رئيس الجامعة أصبح مقلقا في ظل حكايات التقييم والمتابعة ،من قبل الوزارة على مساءلة الرؤساء ، واسس اختيار الرئيس لم تستقر بعد بين تعيين او تقييم او استقطاب حكاية الجامعات ورؤسائها قصة ترويها اجيال وحكاية الزمن الذي ينتظر قرارا واستقرارا جامعيا واكاديميا ونهجا مدروسا للتعيين والاقالة ،فأسس تعيين القيادات الاكاديمية تم اقراره وغاب دون مقدمات ،وانتهج التقليد القديم بالاختيار .الاجدى ان يكون الاختيار مدروسا بدقة لتكون المدد أطول لينجز الرئيس ويخدم جامعته ،فالعمل يحتاج لوقت وسنوات ليكون الانجاز ملموسا وتكتمل به حكاية أي جامعة ..فحديث الجامعات وتدوير المديونية ،واعلاء شأن الحرم والتخصصات وكافة الترتيبات حكاية بحاجة لسنوات لتكتمل ..والرؤساء المُقالون ومن سبقهم بالاقالة والاعفاء تكلموا لكنهم لم يرووا نصف الحكاية !!