الملك يبدأ بنفسه.. فماذا تنتظرون؟!

أجاد اعلام الديوان الملكي في تقديم حقائق أمر الملك أن تقدم ليطوي صفحة حاول البعض أن يصطاد فيها بإدامة التعكير، فقد كانت اشاعات كثيرة تحاول ان تنفذ لتصيب سمعة رمز الاردنيين وموقع اجماعهم..
الآن تبدأ صفحة جديدة مهد لها الملك حين أطلق موجة الاصلاح وتحدث قبل أقل من عام «لن نحمي فاسداً حتى لو كان الديوان الملكي».. يومها استغرب الكثيرون القول وظنوه للاستهلاك أو لشراء الوقت أو للتغطية على مواقع ظل البعض يعتقد أن شمس العدالة لن تصلها الى ان عرفنا الان القصد والمغزى وها هو الغسيل الملكي نظيفاً معلقاً على الحبال لكل ذي عينين وقد تخلص مما علق به من شبهات حول الأراضي المسجلة باسم الملك والتي جرى اعادتها وتحديد مواقعها واستخداماتها وما كان منها ملكية عامة عادت لولاية الدولة وما كان منها مُلكية خاصة مَلكية موروثة جرى التبرع بها وانشاء مرافق عامة أو مساكن خاصة أو وظيفية عليها..
الملك الآن يعلن اطلاق حملة على الفساد..يبدأ بنفسه «ومن ساواك بنفسه فما ظلم» فكيف حين يكون الملك..ان هذا النموذج يمكن أجهزة الدولة النظيفة من أن تبدأ في إنجاز مرحلة محاربة الفساد دون عوائق أو عقبات ودون ضوء أحمر أو أخضر، فليس هناك من هومحصن اكثر من الملك، ولذا فاننا نعتقد الآن ونحن نُقلب الأوراق والملفات التي أطلقها اعلام الديوان الملكي وعلق عليها وفسرها أن الارادة الملكية لمحاربة الفساد قد قامت وانها قدمت النموذج الذي لن يتجاوزه أحد لمعاودة التشكيك..
لقد غذت أجندات عديدة وهجينة نفسها بمعلومات واشاعات ومعطيات وأرقام جرى تسريبها عبر دوائر عديدة اختلط فيها سوء الائتمان مع الرغبة في اظهار الحقائق.. هذه الاجندات ظلت ترمي في وجوهنا بيانات واخبارا وتصريحات استفاد منها الكثيرون في بناء اجسام لمجموعات سياسية واجتماعية معارضة أو رافضة أو مستغلة تحرص على أن تذكر اراضي الملك والمساحات المسجلة باسمه وأن تنال منه ومن شخصيات في الدولة تحت هذه المسميات وحتى لا يظل أحد يحترف تفسير النوايا الصادقة والمخلصة بغير ما هي عليه ويخلط الحابل بالنابل فها هي الشفافية في هذا الموضوع تقدم الصورة الحقيقية وقد استفاد الملك من اللحظة ومن حالة الربيع العربي التي قال انها فرصة لتصليح الكثير من المواقف والمعطيات التي اصابت المسيرة..
واذا كان ممكناً الآن قراءة ملفات الديوان الملكي ومعاينة ما فيها من ملكيات الأراضي خارجها ومقارنة ذلك بسجلات دائرة الاراضي الحكومية التي لا تسجيل خارجها فإن ذلك يعطي كل راغب في الوصول الى الحقيقة أو الدعوة لاصلاح الخطأ ومحاربة الفساد أن ينظر في أي ملف آخر ولأي جهة كانت حتى تنتهي الرطانة والكلام الكبير والشعارات التي ظاهرها حق وباطنها باطل..
شخصياً اعتقد ان ما اتخذ خطوة جريئة وشجاعة وحاسمة لها ما بعدها وعلى كل الذين «على رؤوسهم بطحة» او «في بطونهم عظام» ان يتلمسوها قبل فوات الأوان وأن يتخذوا من نموذج الديوان الملكي نموذجا يقتدونه بارجاع الاراضي التي في حوزتهم او التي سجلوها دون وجه حق باسمائهم او اسماء ذويهم ومناصريهم... هذه خطوة عملية اصلاحية كبيرة تكشف كبد الحقيقة بالاسناد والدفاع عنها وهي تفوق كل مكونات الخطط الاصلاحية التي انجزت فالناس الذين انتظروا الاصلاح وتفاءلوا به من اجل كرامتهم ولقمة عيشهم لن يشتروا شعارات ووعود ظلت الحكومات تتحدث عنها وتراوح حولها دون ان تفعل الكثير ولكنهم الان يدركون ان مسيرة الاصلاح قد دخلت مرحلة ناضجة وحاسمة بهذا الخطوة التي فتحت باب اعلان الحرب على الفساد...
اتوقع ان تنقشع موجة الاحتجاجات التي كانت تهب في المحافظات والالوية تطالب محاربة الفساد , فالملك الذي بدأ بنفسه وقدم الدليل لن يرحم اولئك الذين ظلوا يعتقدون انه يمكنهم ان يختبئوا خلفه او انه يمكن ان يشكل لهم ستارة تحميهم او انهم لن يطالهم نقد او تحقيق طالما ظلوا يربطون به القرارات في هذه المجالات او يشيرون اليه كما قال «انها اوامر من فوق».
ظل السؤال هل «هي رمانة ام قلوب مليانة» وها هو القرار الملكي يقطع الطريق على الذين يصطادون في تعكير المسيرة الاردنية.. ويبهج المخلصين من ابناء الوطن. فاصحاب الاجندات الخاصة لا اعتقد ان القرار الملكي بالكشف عن حقائق تسجيل الاراضي باسم الملك يسعدهم لأنه يفقدهم ذرائعهم ويسقط بايديهم ويجعل بضاعتهم كاسدة.. نبدأ صفحة جديدة ومرحلة جديدة وعلى كل الاطراف ان ترتقي الى هذه المرحلة وان لا تضيع المزيد من الوقت في الجدل فقد قطع الملك قول كل خطيب بالعمل لا بالقول..