اخبار البلد - قالت دراسةٌ جديدةٌ صادِرةٌ عن مركز أبحاث الأمن القوميّ (INSS)، التابِع لجامعة تل أبيب إنّ حركة حماس تفوّقت على إسرائيل في الحرب المُشتعلة بينهما على وسائط التواصل الاجتماعيّ، لافِتةً في الوقت عينه إلى أنّه "من آثار هذه المعركة التكنولوجية والرقمية، زيادة مشاعر الخوف من حماس لدى الجمهور الإسرائيليّ، والتأثير على الرأي العام العالمي ضد إسرائيل، بجانب تصاعد معاداة السامية في جميع أنحاء العالم، وإثارة الانتقادات لإسرائيل في الساحتين المحلية والعالمية، على حدّ تعبيرها.
وشدّدّت الدراسة على أنّه "في ضوء مخاوف إسرائيل من تأثيرات عمل حماس على الشبكات الاجتماعية، فقد بذلت جهودًا للتأثير على وعي الجمهور الفلسطينيّ وأيضًا والإسرائيليّ ومزاجهم، من بينها الهجوم على شبكة الإنترنت التابعة لحماس، الأمر الذي جعل من الصعب عليها العمل ضد إسرائيل في البعد الرقمي، والتأثير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بجانب الإجراءات السيبرانية كالاستيلاء على موقع حماس ووكالة أنباء تابعة لها”.
ونوهّت الدراسة الإسرائيليّة إلى أنّ "حرب غزة والمدن العربية داخل إسرائيل حظيت بانتشار واسع في الوطن العربي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدمتها حماس كساحة نفوذ مركزية لنقل الرواية الفلسطينية للجمهور العالمي لتصوير إسرائيل على أنها ضعيفة، وتمجد الحركة، مما أثر على صورة إسرائيل في العالم في أثناء الحرب، وتزعزع الشرعية الدولية لاستمرارها”.
وزعمت الدراسة أن "من الأمثلة على الحملات المؤيدة للفلسطينيين بهدف التأثير على الرأي العام العربي، إنشاء مجموعة من حسابات تويتر لمستخدمين مزيفين يحملون أسماء عبرية، نشروا تغريدات بالعبرية حول نيتهم مغادرة إسرائيل، وتضمنت تقارير مبالغ بها حول الخسائر الإسرائيلية، وتم تحديد 300 حساب من هذا النوع، وصل تأثيرها إلى 100 مليون شخص في العالم العربي، ما عزز صورة حماس بين الجمهور العربي”.
بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، أكّدت الدراسة أنّ "إسرائيل عملت في قنواتها الرسمية لقيادة القسم الرقمي في شبكات التواصل الاجتماعي خلال الحرب، وحدثت زيادة ملحوظة في متابعتها، خاصة تويتر، فيسبوك، تليغرام، بما يصل إلى نصف مليار متصفّح في الأيام العشرة للحرب، وبجميع اللغات التي مقارنة بـ 1.3 مليار متصفّح في العام الكامل، وبلغ عدد مشاهدي قنوات الناطق بلسان الجيش 360 مليون مشاهدة، ونصف مليون متابع جديد خلال الحرب”.
وخلُصت الدراسة إلى القول إنّ "معركة التعاطف العام العالمي مع إسرائيل وحماس وصلت مستويات غير مسبوقة على شبكة الإنترنت وخارجه، وتجلّت في مظاهرات وحوادث معادية للسامية، حتى بعد أسابيع من انتهاء الحرب، عبر عدد من النشطاء الرئيسيين في وسائل التواصل العالمية من الكتاب والفنانين والعلامات التجارية والصحفيين المستقلين، فأصبح الأخوان محمد ومنى الكرد من رواد هذه المنصات على مدار الساعة”، كما أكّدت الدراسة الإسرائيليّة، التي تمّ نشرها على الموقِع الالكترونيّ لمركز أبحاث الأمن القوميّ، التابِع لجامعة تل أبيب.