نصب تذكاري في بيروت يفجر مشاعر متباينة

أخبار البلد - 

كُشف النقاب اليوم الاثنين عن نصب تذكاري ضخم مصنوع من حطام الانفجار الذي وقع فيمرفأ بيروتالصيف الماضي، فيما أثار مشاعر متباينة بين تأييد البعض ورفض آخرين يعتقدون أنه يتعين تحقيق العدالة قبل إقامة النصب التذكارية.

ابتكر العمل الفني الذي يحمل اسم "الرمز” المهندس المعماري اللبناني نديم كرم المقيم في بيروت والذي يقول إن الدافع وراء إقامة النصب هو الرغبة في إبداء الاهتمام وتقديم لفتة طيبة لعائلات الضحايا. ساهم في تمويل العمل عدد من الشركات الخاصة.

قال كرم "لدينا عمل عملاق مصنوع من رماد المدينة وجروحها وجروح الناس التي لم تلتئم”، مضيفا أنه يأمل في أن يلقى العمل استحسان الأسر التي فقدت أحبتها في الانفجار.

أسفر الانفجار الهائل في مرفأ بيروت عن مقتل أكثر من 200 وإصابة الألوف وتدمير مساحات شاسعة من المدينة. وبعد أن مر عام عليه، لم تتم محاسبة أي من كبار المسؤولين بعد توقف التحقيق.

حضر بعض أقارب الضحايا المناسبة اليوم وقالوا إن كرم كان يحاول المطالبة بجزء من المدينة للجمهور.

وقال جوزيف شارتوني (46 عاما) وهو مهندس معماري فقد والدته في الانفجار "عندما يكون لديك شركات مستقلة تدعم وتبني مثل هذا المشروع على مدى سبعة أشهر أو ثمانية… فأنا أؤيد ذلك بالتأكيد”.

لكن آخرين أبدوا غضبهم وقالوا إنه لا ينبغي إحياء الذكرى دون تحقيق العدالة.

وانتشرت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تندد بكرم وتتهمه بالتعاون مع الحكومة قبل أسبوع واحد من كشف النقاب عن النصب.

وقالت روان ناصيف، وهي مخرجة تبلغ من العمر 37 عاما وواحدة من كثير من اللبنانيين الذين يشعرون بالاستياء بسبب المشروع، إن الانفجار لا ينبغي التعامل معه على أنه تحول إلى ذكرى.

وأضافت "يتمتع القتلة بحصانة كاملة ونحن نتظاهر بالفعل بأن شيئا ما حدث في الماضي ونحاول تجاوزه من خلال الفن… أشعر أن هذا مسرح جريمة لا يمكن لمسه بعد، ويجب التحقيق فيه، فلا يمكنك أن تأتي وتقوم بفعالية من مسرح الجريمة”.

لكن كرم دافع عن عمله قائلا "كل نوايانا إيجابية وليس لدينا انتماء لأي حزب سياسي ولا لأي ساسة”.

وأضاف أن مزاعم ارتباطه بكبار المسؤولين كاذبة. وقال "يعكس التمثال بيروت بحزنها وندوبها”.