ازمة مفاهيم
نردد و ننقل ما نسمع يوميا دون تقييم
ربيع عربي ... خريف مكسيكي ..ثورات عظيمة ...ثوار بواسل ..ديمقراطيه .. شورى ..اصلاح ..فساد و مفسدين ..اسقاط وتغيير و تغير ...اسلام سياسي وسياسي اسلامي .....جلها مضامين لأفعال و تفاعلات شعبية مرعبة للحكام و اصحاب رؤوس الأموال ركبها الساسة و طبقات المتحذلقين من مجتمعاتنا المنكوبه.
لكننا نحن البسطاء في الفهم و المعاش تهنا و تاهت احلامنا و طموحاتنادون ان نميز بأن الديمقراطيه بالمعنى الاوروبي المستورد مستمدة من دستور راس مالي لا يحمي المغفلين اما النسخة العربية او المعني الاسلامي لمفهوم الديمقراطيه مستمد من دستور موجه لحماية المغفلين قبل سواهم , وعليه فنحن المغفلين تاهت بنا السبل بعد ان اختلطت ثقافتنا في التطبيق بين هذين المعنيين .
في الدول الراسمالية لا يحدث ما يثير الفزع لأن راس المال له قوة قادرة في حد ذاتها على ضمان بعض العدل من خلال تحرير الادارة من سلطة الاقطاع و توزيعها بين مؤسسات حقيقة ليست وهميه تضمن الحد الادنى من حرية القضاء و النشر و الاعلان كدستور ربما لا يستطيع ان يحمي الجميع لكنة على الاقل يستطيع ان يحمي بعضهم.
الا ان الفاجعة تحدث حين يفتقد رأس المال و لا يتوفر في ايدي جميع الناس و ينحصر بأيدي اصحاب المصطلح الاوروبي للديمقراطية و حدهم الذين كسبوا السباق على كنوز البلاد و العباد و استوطنوا في بؤر التجاره العالميه و بقينا نحن مع امم العالم مجرد بلايين من الفقراء الذين تكدسوا تحت اشعة الشمس الحارقه ألا ما ندر ممن استظل بظلال راس المال الغربي .
نحن من تاهت بنا السبل و اصبحت مفاهيمنا مبعثرة ..عجزنا عن تقليد نظم الاوروبيين الاغنياء و اصحاب قوة راس المال و ازداد عجزنا حين ظهرت حركات الازاحة للحكام و اجزاء من الانظمة العربية و لاح بالافق تحشد الاسلام السياسي لركوب التيارات .
لتأكيد ازمة المفاهيم : ها هو الاسلام السياسي بحراكه على اختلاف مدارسة و توجهاته صاحب قيم الشورى (مصطلح لا يفسر نفسة ) يناضل لأعتلاء عروش الحكم في البلاد العربية المنكوبه بما سمي ثورات (ازاحات جزئية )اعتقد اننا امام لغة مترديه لأدارات غير مهيئه لمواجهة التحديات الكبيرة في مجتمعات الحراكات الانقلابيه كمصر و تونس و ليبيا و حتى المغرب , و للبحث بمفهوم اشمل للاحداث التي عصفت بنا منذ احتراق ابو عزيزه اصبحت امال الشعوب الفقيرة معلقة بحثا عن منقذ لأثبات و جودها و راغبة في التحرر, قالوا و رددنا ثوره تونس و ثورة مصر و ثورة ليبيا و هي بالكاد تمرد على حكام هذه الدول مع بعض كوادرهم من رؤساء الحكومات و الوزراء و بعض المواقع العلياو صراع متسارع في الاحداث على الغنائم و هو بالمناسبة صراع تاريخي بين الغني و الفقير مدعوم في دولنا بنفوذ و دعم مباشر من اصاحب راس المال الداخلي و الخارجي كطرف مستفيد اولا و اخيرا, غير ابهين بالضحايا من الاطفال و النساء بالقنابل و الصواريخ و الدمار و الدولارات و القرارات الدولية ولا احد معني بقدسية الارض و الشعب و مقدرات هذه الشعوب او ثقافاتها لنعود و يتنطح الاسلام السياسي و يركب الموج محررا يستقطب المؤيدين من الفقراء حتى يتسهل على سدة الحكم مناقضا لنفسة, يصل بمجالس منتخبة نيابية رغم انه لا يعترف بالنيابة و لا يعترف بسلطة الحزب اصلا و لا يعترف بعملية التصويت على القرار اصلا , فهو يقوم بفكره النظري على التمثيل و المشاركة الشخصية للمواطن في موعد محدد لكي يضمن الاسلام اشراف المواطن المباشر على اداء الحكم بحيث لا ينوب عنه نائب ولا يمثلة حزب و غيابه يحرمه من حقه في التصويت على القرار دون ان يعفيه من عواقب القرار نفسة و التاريخ ملئ بلاحداث التي تؤكد ذلك.
اما العلامة الفارقه لمفاهيمنا بين مصطلح الشورى و مصطلح الديمقراطية ان الشورى لا تتم بلقاء ممثلين عن الناس بل تتم بلقاء الناس انفسهم مما يعني لغة التطبيق للقرارات و تخضع الادارة مباشرة لسلطة الاغلبية و تعييد صياغة القوانيين بلغة الجماعة كل ما لزم الامر (هذا من الجانب النظري فقط ).
اما الاسلام الساسي المتأبط الحراكات التحرريه حاليا لم يتطرق يوما لهذه المضامين فهم يتنطحون بشهوة عارمه الى السلطة بعيدا عن المعتقد و الفكر الايدولوجي لرسالة سيدنا محمد علية الصلاة و السلام في بناء المجتمعات , لم يتعرضوا او يطرحوا ما يدغدغ قلوب العباد و انما رؤيتهم مخالفة للتطبيق عن روح الشورى على نظرية السلطةاولا وسنرى ما هي امكانية البحث في ما يمكن تحقيقة حسب الاولويات ,فعشقهم الازلي للحكم يدفعهم لاستخدام كل الوسائل و الطرق لتحقيق حلمهم حتى لو تحالفوا مع الشيطان تحت شعارات رنانه من التغيير و الاصلاح الشامل و مكافحة الفساد ورغم انهم اعتلوا عرش مصر و تونس و المغرب و ليبيا الا انهم باشروا بمداعبة الغرب و اسرائيل و تقديم التنازلات لتثبيت عروشهم و لم يصدر عنهم ما يلامس ما يحقق للمسخوطين من شعوبهم الى الان اي طموح بعد ان افلست شعوبهم من كل القيم و المفاهيم و انطلقت لازاحة حكامها املا بما هو جديد ركب الاسلاميون امواج التحرر المزعوم و تمترس الاسلاميون تحت مسميات كبيرة وما هي الا تغيير وجوه و بعض القيم و السلوكيات .
فالطفل و المرأة و العجوز و العامل قد يظفرون ببعض الحماية في بلدان راسمالية غنية , اما في البلدان المسخوطه الفقيره فان غياب الشرع الجماعي يضع القانون تلقائيا في ايدي رجال اقوياء قادرين على حمل البندقيه بحييث تصبح المرأة و الطفل و العامل و العجوز هم فقراء الفقراء الذين يدفعون ثمن غياب الادارة الجماعية نقدا و بشكل مستمر بحيث تصبح السلطة بيد الاقوياءالذين يستطيعون دائما الالتقاء و اقتسام الارض و الشعب و المقدرات بحجة القانون الذي لا يحمي الصامتين هذا عندما يتم الخلط بين مفهومي الشورى و الديمقراطية كما هو الحال ببعض بلداننا العربية المنكوبه فيضيع حق الفقير المغفل.
اذن حتى اليمقراطيه بمفهوم الغرب لا تصلح لنا لأنها صراع بين الاثرياء و اصحاب رؤس الاموال و بعض الاتحادات و التكتلات المنظمه و هي مفرغه من قيمها العربية فيها يزداد الثري ثراء و الفقير فقرا ولا نستطيع بها و منها ولوج خطوط الاصلاح و التغيير و تعديل القوانيين و محاربة الفاسدين لأن ثقافتناالتي قامت على الخلط بين الشورى و الديقراطية لا تستطيع ان تقيس الفرق الشاسع و الهائل بين مسرح بلد عربي في افريقياو اخر في اسيا ولا تملك بنظرياتها المختلطة حلا لأزمتهافهي بضخامتها تورط الثائرين المرددين للشعارات الرنانه و المطالبين حكامهم بالاصلاحادواتهم ديمقراطية كلامية للخروج من الواقع المرير بالكلام المنمق و المعسول لحشد المؤيدين في طرح قضايا يتشدق بها بعض الثوريين خاصة الاسلاميون ضد القوى العلمانيه المبعثرون بين الغرب و الشرق.
فجميع ما يتردد في الفضاء بعيد عن واقعنا الحقيقي فنحن كمفلسون نحلل بامتياز لكننا لم نصل الى عمق الحقيقة و بديهيات الادارة المدنيه السليمة.....الله من وراء القصد