سوق الأخبار والبضاعة التالفة!

أخبار البلد ـ يُطرح ُ في سوق الإعلام، الآن في أيّامنا الحاضرة، الكثير من الغث ّ رغم نصاعة السمين ونصاعة ما ينفع الناس، ويتناول الناس ويتداولون جملة وافرة من «الأخبار والعناوين» التي جرى ويجري سلقها بلا اعتناء وفي زوايا موحشة أو معتمة.
كثير ممّا نقرأ ونسمع، في مواقع عديدة وفي محطّات التواصل والاتصال وفي التسريبات، ينطوي على معلومة فقيرة إلى الصواب وضعيفة المضمون وتستند وحسب إلى «تلفيقات تبدو كاذبة أو غير صحيحة».
ويجهد مختصّون في تكريس ومحاولة ترسيخ معلومات أو أفكار يبثّونها هنا وهناك، لكنهم يفشلون لأسباب من بينها وأبرزها: أنّ أفكارهم تتضمن معلومات متضاربة ومتناقضة ومن الصعب تصديقها، إضافة إلى أنها ناقصة النضج كأنما هي مقطوفة عن شجرة تالفة!.
وهكذا يحاولون، أفراد ومجموعات، استغلال الفضاء المتاح، وتمرير رسائلهم وصنع «استقطابات وانحيازات» تنبني على تزييف فاقع للحقائق، ومن شأنها أن تفتّ في عضد البنية الاجتماعيّة وأن تسهم في تفتيت وتفسيخ الكثير من دعائم وجدران العيش المجتمعي ّ المستقر.
لكن تلك المحاولات، ورغم إثارتها لزوابع عديدة، تبوء بفشل ذريع أو خيبة فاقعة.
تسعى تلك الزوايا إلى بث ّ «أخبار وصور وأقوال وأصوات» غايتها تحريك الروح الاتهاميّة بين الناس وإشغالهم عمّا ينفع ويفيد وعن احتياجاتهم الحقيقيّة!.
غالبا ً ما تندثر وتتراجع تلك الأفكار المبثوثة وينكص صانعوها، لأن ّ أفكارهم بلا معنى وتعوزها «الصدقيّة»، لكنها وفي فترة البقاء القصيرة في الأسواق، كما البضاعة التالفة، تعكّر الصفو وتربك المشهد.
عناوين كثيرة تُطرح هنا وهناك، يشوبها غموض يعزز شطط باعثيها وسعيهم لتلويث مساحة واسعة من يوميّات الناس.