الأيام تتوالى .. والحصار والأساطير أيضاً..!!
اخبار البلد - صالح الراشد
قدموا من دول الشتات ومن فلسطين، فالفرح للأهل بزفاف ميمون، الإبتسامات تزين المكان ودبكات الشباب وفرح الوالد غامر وكذلك عم العريس، الأغاني متنوعة والفرح مشروع ليغني المطرب الأغنية التاريخية لصمود بيروت "80 يوم ما سمعناش يا بيروت"، تذكرت تلك الايام الخوالي وكيف كان الصمود عظيماً وكيف كان الغدر أعظم، كيف كان الأبطال يقاتلون الموت وينتصرون وكيف كانت الهمم العربية لا تتجاوز الإذاعات ليغيب الفعل الحقيقي على الأرض، ففي ذاك الوقت كانوا بالصوت مع بيروت والصورة لم تكن حقيقية لذا ذابت في المياة الراكدة على جنبات الطرق المؤدية لعالم الحرية والتحرير، لذا لم يصل أحد منهم.
في ذلك الوقت خرجت منظمة التحرير من بيروت وتوزعت صوب الدول العربية البعيدة عن خطوط المواجهة، خرج الابطال وفوهات البنادق تعانق السماء والأعلام ترتقي بين النجوم، خرجوا رافعي الرؤس كون الصمود كان اسطوريا ليهز العالم كأسطورة جنين وكجميع الأساطير التي كتبها الشعب الفلسطيني بدمه وبصموده ومواقفه، ومع كل اسطورة كان هناك صمت.. كان هناك خيانة.. كان هناك غدر وتطبيع، وهنا انتقلت المواجهة والصدام مع الصهاينة صوب طرق اخرى لتدفع الثورة الشهيد تلو الشهيد بتصفيات جسدية يلفها علامات تعجب واستغراب كثيرة، لتجف المياة التي ذابت بها الصورة العربية ليصبح الغدر محفوراً على الصخور والرمال.
لقد ظننا ان عصر الحصارات قد انتهى بعودة القيادات لفلسطين، لكنه لم يتوقف وأصبح أشد وطأة وقسوة على شعب استفاق على الاحتلال والخذلان، لكن الأشد إيلاماً كان الحصار العربي الجنوني على كل ما هو فلسطيني مقدس لإنتزاع قداسة الارض والرسالات والشعب، لاصم أذني عن سماع المغني يطربنا بأغنية بيروت لأغني في ذاتي، "ربع قرن ما سمعنا يا فلسطين غير الهمة الإذاعية بالصوت كانوا معانا يا قدس والصورة ذابت في المية"، ليردد الشعب في داخلي حتى لا يعلوا صوت الرفض للغدر العربي وأصبح عدواً لتلك الشعوب، لتهتف نفسي لنفسي الشعوبية "الصوت راح يا فلسطين وما بقي نقطة مية والمطبعين يا قدس الأقداس صاروا قتلة الحرية".
هذا هو الحال المؤذي لفلسطين القائم على الضغط على الشعب الصابر المُقاوم للإحتلال، فحاول أذناب الصهاينة زرع الفتنة بين الفلسطينين، وكلما اقترب أهل الوطن من الصفاء جائهم من ينثر البغضاء فوق رؤسهم، فيستجيبوا لتوجهات الكارهين متناسين شعب الجبارين القادر على هزيمة الأعداء وأعني جميع الأعداء داخل الوطن المحتل وخارجه، ليبقى الحال كما هو عليه، تطبيع متلاحق وصمت مُطبق وصور ذائبة وصمود مستمر لجميع الفصائل وأبناء الشعب، الذين أدركوا جميعاً أنه لا فضل لفلسطيني على آخر إلا بالصمود فوق الأرض أو السكن بنعيم الجنة تحتها.