هل يطوي ميقاتي صفحة الازمة في لبنان؟

اخبار البلد - 

 

بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشيل عون؛ أعرب رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي عن تفاؤله بإمكانية تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن، مؤكدا أنه تلقى ملاحظات بسيطة من الرئيس عون وسيأخذها بعين الاعتبار عند تشكيل الحكومة.

وعود ميقاتي تحمل الأمل للشارع اللبناني الذي عانى من ازمة اقتصادية وفشل مزمن في وظائف الدولة الرئيسة كالصحة والتعليم والطاقة، ازمة طالت المياه في لبنان فلم يعد الامر مقتصرا على في البحث عن لتر وقود للسيارة او لمولد الكهرباء.

القوى الدولية لم تظهر ممانعة كبيرة لهذا التعديل الذي أبعد سعد الحريري عن المشهد السياسي، كما أن القوى الاقليمية لم تعترض على شخص الرئيس الجديد، فلا أحد يرغب في تحمل مسؤولية الفشل هذه المرة، ومن ضمنها القوى السياسية.

في المقابل؛ وقف الكيان الإسرائيلي حذرا مترقبا لتداعيات الفشل والنجاح، فتعمق الأزمة الاقتصادية وفشل المحاولة لتشكيل الحكومة؛ لا يرغب بتحمل مسؤوليته حتى لا يدفع ثمناً سياسياً وعسكرياً بدروه؛ فالتوتر على الحدود مع لبنان بلغ مستويات عالية خلال الشهرين الأخيرين؛ إذ تضمن هجمات صاروخية وعمليات تهريب واقتحام متبادلة على جانبي الحدود.

لبنان يبدو أكثر تفاؤلاً، إذ سبق الإعلان عن ترشح ميقاتي منحة قطرية للجيش، وصفقة عراقية لبنانية لتزويد لبنان بالوقود، والأهم الكشف عن رسو عطاء تطوير ميناء طرابلس على مصر من خلال شركة المقاولين العرب؛ فميقاتي ابن مدينة طرابلس معني بتطوير ميناء المدينة وتجاوز أزمة ميناء بيروت الذي لا زال في قلب الأزمة السياسية اللبنانية، وصفقات وتسويات تبعت زيارة رئيس الاركان اللبناني جوزيف عون لمصر، ولقاءه وزير الدفاع محمد زكي ورئيس الاركان محمد فريد.

في المحصلة النهائية لا أحد يرغب في تحمل مسؤولية فشل تشكيل الحكومة في لبنان، سواء من القوى الدولية والإقليمية والمحلية، ما يزيد من ثقل المسؤولية على ميقاتي، فالأضواء سوف تسلط عليه كرجل أعمال ناجح، فضلا عن كونه مستثمراً يملك مصالح اقتصادية ستثير قلق وغيرة خصومه ومنافسيه في لبنان، فهل يتجاوز ميقاتي هذا العائق الصغير، أم أنه مجرد عائق يخفي خلفه خندقاً كبيراً من الأزمات؟!