إلى أين يقود فايروس كورونا العالم؟
اخبار البلد -
المزيد من الاحتجاجات تجتاح استراليا وعددًا من العواصم الاوروبية؛ احتجاجًا على السياسات المتبعة لمكافحة كورونا، بعضها يرفض إجراءات التباعد الاجتماعي والحظر بأشكاله، وأخرى ترفض اللقاحات، أو أيَّ توجهات لجعله ملزمًا.
الاحتجاجات في أستراليا يقابلها احتجاجات مناقضة لذلك في تونس تتهم الدولة بالتقصير في مكافحة الوباء، سواء عبر إجراءات الوقاية الصحية أم عبر إخفاق سياسات التطعيم الوطنية.
دول وشعوب تطالب بالحصول على اللقاحات، وأخرى ترفضها وتتظاهر ضدها؛ فالعالم منقسم والشعوب والمجتمعات تعاني من شرخ في الفهم والوعي تجاه الفايروس؛ إذ لم تختف نظرية المؤامرة، وما يزال هناك ما يغذيها: تارة بأنه لا يوجد فايروس، وأخرى تؤكد أنه مُصنع لتدمير العالم.
"كورونا" يعيد تشكيل حزام الأزمات الصراعات ودوافعها، يعيد تشكيل وعي وسلوك المجتمعات والشعوب اقتصاديا وسياسيا، ويعمق الانقسام فيما بينها، ويعزز انعدام الثقة؛ اذ ان الفايروس العدو الأكبر للثقة بين الحكومات والشعوب فهو يعزز فجوة الثقة وعلى نحو غير مسبوق.
فـ"كورونا" يقود العالم شيئًا فشيئًا الى الجنون، وحالة من عدم الاستقرار وانعدام اليقين؛ اذ لم يحدث أن خرج الكوبيون الى الشوارع احتجاجا على الاوضاع المعيشية، فسنين الحصار الامريكي لم تؤثر في وعي وتوجهات الكوبيين كما أثر فايروس كورونا؛ فالكوبيون خرجوا للشوارع لأول مرة؛ احتجاجا على الاوضاع المعيشية، وسوء إدارة الازمة الناجمة عن تفشي الوباء.
الوباء صَعَد بسياسيين مثل بايدن، وأطاح بآخرين مثل ترمب، وهو يتهدد رئيس البرازيل اليميني، كما أنه أعاد البريق للأحزاب التقليدية في فرنسا التي حققت نتائج مقبولة في الانتخابات المحلية مؤخرا على حساب اليمين وحزب الرئيس الفرنسي ماكرون (فرنسا الى الأمام).
فأمريكا عادت لتدرس خيار إلزامية اللقاح لبعض الفئات، وفرض الكمامة مجددا. في حين أن بريطانيا تتأرجح بين إجراءات تخفيف القيود والعودة اليها؛ ذات الاضطراب وحالة التأرجح والانقسام الداخلي في فرنسا وألمانيا واسبانيا وايطاليا.
العالم يعاني من متلازمة كورونا للثقة؛ فالادارة الامريكية تدرس اعطاء جرعة ثالثة من اللقاح مدعمة للمناعة، وذلك بعد ايام قليلة من تصريحات فاوتشي الخبير الأول في امريكا امام لجنة الكونغرس الامريكي التي أكد فيها فاعلية اللقاحات بنسبة 90%، مرجعا السبب في ارتفاع الاصابات الى رفض البعض الخضوع لعمليات التلقيح.
ختامًا..
"كورونا" عصف بأوروبا كما عصفت بها الفيضانات، فأربع من الدول العشر الأعلى اصابة في العالم بكورونا أوروبية (بريطانيا وايطاليا وفرنسا وروسيا)، وخمسٌ امريكية شمالية وجنوبية (الولايات المتحدة والمكسيك والبرازيل وكولومبيا والبيرو)، وواحدة آسيوية وهي الهند.
دولٌ تمثل اكثر من 50% من الناتج الإجمالي العالمي إن لم يكن 60%، وفيها يعيش ما يقارب 50% من سكان العالم، كما أنها الأعلى تلقياً للقاحات في الآن ذاته بعد الصين طبعًا!
فكيف للعالم ان يتعافى وهو ما يزال يعاني من الوباء وتداعياته الاجتماعية والسياسية، فنصفه مريض بشدة ما يجعله أقرب للتأرجح والتقلب بجنون على فراش المرض!
الاحتجاجات في أستراليا يقابلها احتجاجات مناقضة لذلك في تونس تتهم الدولة بالتقصير في مكافحة الوباء، سواء عبر إجراءات الوقاية الصحية أم عبر إخفاق سياسات التطعيم الوطنية.
دول وشعوب تطالب بالحصول على اللقاحات، وأخرى ترفضها وتتظاهر ضدها؛ فالعالم منقسم والشعوب والمجتمعات تعاني من شرخ في الفهم والوعي تجاه الفايروس؛ إذ لم تختف نظرية المؤامرة، وما يزال هناك ما يغذيها: تارة بأنه لا يوجد فايروس، وأخرى تؤكد أنه مُصنع لتدمير العالم.
"كورونا" يعيد تشكيل حزام الأزمات الصراعات ودوافعها، يعيد تشكيل وعي وسلوك المجتمعات والشعوب اقتصاديا وسياسيا، ويعمق الانقسام فيما بينها، ويعزز انعدام الثقة؛ اذ ان الفايروس العدو الأكبر للثقة بين الحكومات والشعوب فهو يعزز فجوة الثقة وعلى نحو غير مسبوق.
فـ"كورونا" يقود العالم شيئًا فشيئًا الى الجنون، وحالة من عدم الاستقرار وانعدام اليقين؛ اذ لم يحدث أن خرج الكوبيون الى الشوارع احتجاجا على الاوضاع المعيشية، فسنين الحصار الامريكي لم تؤثر في وعي وتوجهات الكوبيين كما أثر فايروس كورونا؛ فالكوبيون خرجوا للشوارع لأول مرة؛ احتجاجا على الاوضاع المعيشية، وسوء إدارة الازمة الناجمة عن تفشي الوباء.
الوباء صَعَد بسياسيين مثل بايدن، وأطاح بآخرين مثل ترمب، وهو يتهدد رئيس البرازيل اليميني، كما أنه أعاد البريق للأحزاب التقليدية في فرنسا التي حققت نتائج مقبولة في الانتخابات المحلية مؤخرا على حساب اليمين وحزب الرئيس الفرنسي ماكرون (فرنسا الى الأمام).
فأمريكا عادت لتدرس خيار إلزامية اللقاح لبعض الفئات، وفرض الكمامة مجددا. في حين أن بريطانيا تتأرجح بين إجراءات تخفيف القيود والعودة اليها؛ ذات الاضطراب وحالة التأرجح والانقسام الداخلي في فرنسا وألمانيا واسبانيا وايطاليا.
العالم يعاني من متلازمة كورونا للثقة؛ فالادارة الامريكية تدرس اعطاء جرعة ثالثة من اللقاح مدعمة للمناعة، وذلك بعد ايام قليلة من تصريحات فاوتشي الخبير الأول في امريكا امام لجنة الكونغرس الامريكي التي أكد فيها فاعلية اللقاحات بنسبة 90%، مرجعا السبب في ارتفاع الاصابات الى رفض البعض الخضوع لعمليات التلقيح.
ختامًا..
"كورونا" عصف بأوروبا كما عصفت بها الفيضانات، فأربع من الدول العشر الأعلى اصابة في العالم بكورونا أوروبية (بريطانيا وايطاليا وفرنسا وروسيا)، وخمسٌ امريكية شمالية وجنوبية (الولايات المتحدة والمكسيك والبرازيل وكولومبيا والبيرو)، وواحدة آسيوية وهي الهند.
دولٌ تمثل اكثر من 50% من الناتج الإجمالي العالمي إن لم يكن 60%، وفيها يعيش ما يقارب 50% من سكان العالم، كما أنها الأعلى تلقياً للقاحات في الآن ذاته بعد الصين طبعًا!
فكيف للعالم ان يتعافى وهو ما يزال يعاني من الوباء وتداعياته الاجتماعية والسياسية، فنصفه مريض بشدة ما يجعله أقرب للتأرجح والتقلب بجنون على فراش المرض!