"مسمار جحا" ومسمار لابيد

اخبار البلد -

 

لا أعتقد أن جحا هو الذي اخترع المسمار، بل قوم آخرون، فالعرب شيمتهم إكرام الضيف، ولفرط كرمهم ربما أعطوه نصف الدار، وهي صفة تدل على الغباء والسذاجة عند قوم آخرين، وتغريهم بأن يمدوا أرجلهم إلى كامل مساحة الدار ويطردوا أهلها.

هذه قصة ربما تلخص مسلسل تسلل اليهود إلى فلسطين، لكنها قد تكشف نصف الحقيقة.

واستمرارا لسياسة الاستغباء، خرج علينا وزير خارجية الاحتلال يائير لابيد بفذلكة أو فتوى جديدة تمنح الشرعية لاقتحام المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى!!

بكل صفاقة يتحدث لابيد عن أن القوم لم يحدثوا أي تغيير على الوضع الراهن بالحرم القدسي، مضيفا أنهم يقرون أن لا حق لليهود بالعبادة في الحرم القدسي، وإنما حق الزيارة فقط!!!

لابيد يقول إنه أجرى اتصالات بالجانب الأردني وأوضح له أنه لا يوجد تغيير في الوضع الراهن بالحرم القدسي، وأن الحديث يدور عن حرية زيارة وليس حرية عبادة بالنسبة لليهود!!
ولا ندري ماذا كان رد حكومتنا على تلك الاتصالات؟ لكن ما نعلمه أن الخارجية أصدرت تصريحا تدين فيه السماح باقتحامات المتطرفين للمسجد وبأعداد كبيرة تحت حماية الشرطة الإسرائيلية والاعتداء على المصلين.

إذن فالحكومة الصهيونية تريد فرض مصطلح جديد بدل مصطلح الاقتحامات، وهو الزيارة، وتريد أن يكون ذلك حقا لليهود. تماما كمسمار جحا. حيث ستبدأ الأمور بالزيارة لتتطور إلى اقتسام المكان ثم الاستيلاء عليه.

حذار ثم حذار من التساوق مع هكذا طروحات تحت أي ظرف أو أي عنوان.