الإصلاح

أخبار البلد-


بداية الاصلاح الشامل هو مطلب كل الاردنيين بحيث يشمل جميع القطاعات السياسية، الاقتصادية و الإدارية وغيرها وهذا الاصلاح يحتاج الى وقت طويل ومشاورات بين شرائح المجتمع واعضاء اللجان المشكلة لهذه الغاية وصولا إلى الاصلاح الحقيقي ،لا يخفى على اخد ان الرغبة الملكية في الاصلاح موجودة وهي تنسجم مع موقف الشارع الاردني المطالب بهذه الإصلاحات..

عندما شكلت اللجنة الملكية للإصلاح توقعنا ورغم اختلافنا على بعض الأسماء ان يكون عمل اللجنة منصبا على الأهداف التيشيرت من أجلها وجاءت في كتاب التكليف السامي وتجاوز مرحلة اختيار الاسماء واصبحنا نتطلع إلى بوادر مخرجاتها.
بيد ان رئيسها في اول ظهور له بالمؤتمر الصحفي قال "كلما مضينا بقوة نحو الاصلاح اوجعنا معارضي الوطن" ولم اسمع يوما في حياة عن أردنيين معارضين للوطن لكن هنالك معارضة لسياسات ونهج الحكومات والحكومات لا تعني الوطن.
ثم خرج إلينا بعض أعضاء اللجنة الملكية للإصلاح والذين تحدثوا عن ان وجودهم في اللجنة كاعضاء سيحقق مطالباتهم الاي يؤمنون بها لا تلك التي يؤمن بها الشارع الاردني فبدأت بالعضو الذي انكر بطولات جيشنا العربي الاردني في بطولات الشرف مما آثار حفيظة الاردنيين الذين رفضوا هذا الإنكار وانتهت باقالته من اللجنة ومن المفترض على أعضاء اللجنة في تلك اللحظات التقاط بعض الإشارات وهي الثوابت الاردنية المحرم الخوض بها وما هي إلا ايام لنجد عضو اخر ينكر علينا شعائر ديننا والعودة لتاريخه نجد انه محارب شرس ضد كل ما هو اسلامي ويحمل افكار غربية يريد تطبيقها وكأنه لا يعرف ان الدين الإسلامي ثابت لدى الاردنيين ومنع العبث به أو الالتفاف عليه وهوما ظر لدى عدة اشخاص في اللجنة من خلال تصريحاتهم وكأن المعضلة الرئيسية للإصلاح تتلخص بدين الدولة الذي يسعى احد الأعضاء لشطبه كما يدعي وكذلك بعشائر وتاريخ وهوية هذا البلد والبحث عن هوية جديدة جامعة والعبث بالديموغرافيا على حسابات عديدة .
لا يا سادة هذا ليس إصلاح بل هذا عبث بالوطن وتاريخه وهويته بل عبث يهدد استقراره ولم يكن كتاب التكليف السامي دايما للعبث بل مطالبا بالاصلاح الذي يحقق التطور والازدهار والعدالة وتحقيق التقدم نحو المستقبل من اجل الاجيال القادمة ، لكن ما رأيناه وكان البعض نصب نفسه المهدي المنتظر ليخقق مآربه في هذه اللجنة وجميع هذه المآرب تمس الثوابت الاردنية ، ويبدو ان البعض تناسى تاريخ الاردنيين ما قبل قيام الدولة وخلالها وكيف ضحى الاردني في سبيل وطنه بحيث يأتي "المستغربين" لتطبيق غربيتهم في هذه اللجنة وتحويل الاردن إلى دولة بلا هوية بحجة الاصلاح .
كان الأولى عند تشكيل اللجنة الملكية ان يتم اختيار الاشخاص الاكفاء من أصحاب الشأن والاختصاص ومن لهم قبول لدى الشارع الاردني ولا انكر وجود عدد محمود منهم يتمتعون بهذه الخصال لكن للأسف دخول اصحاب الفكر الغربي واصحاب الاجندات على هذه اللجنة هو من اساء لمكانة اللجنة ودورها وليس الشارع الاردني الباحث بلهفة عن إصلاح حقيقي يكفل الحريات ويمنع القبضة العرفية مثلما يبحث عن إصلاح يعزز المشاركة السياسية ويرفض التوريد السياسي إصلاح يحارب الواسطة لا يعززها إصلاح يحفظ كرامة الاردنيين وتاريخهم وهويتهم وإصلاح يعزز النسيج الاجتماعي لا ان يمزقه بحجة ارضاء منظمات اجنبية .
اذن العيب لم يكن من الشارع الاردني بل من خرج عليهم من اللجنة وخلق التوتر بتصريحاته فكيف لنا ان نثق بهؤلاء الأعضاء ونحن نراهم يهاجمون ثوابتنا الاردنية وبالتالي بدلا من ان تبعث اللجنة الارتياح لدى الاردنيين اصبحت مصدر تأزيم ورعب لديهم من بغية وجود خطط تستهدف تغير الاردن وهويته وتاريخه وبالتالي العبث به مما سيؤدي حكما إلى رفض هذه المخرجات او الحذر منها على الاقل لان الثقة اهتزت بكل صراحة .
نأمل على رئيس واعضاء اللجنة الملكية للإصلاح العودة إلى الطاولة ووضع الرؤى الشاملة للإصلاح أين نحن الآن والى أين نريد الوصول في شتى المجالات والعمل بما يحقق الخير للاردنيين لا بما يحقق مصالح بعض الأعضاء والأفكار التي يتبنونها لان القبول في النهاية سيكون بيد الشارع ولن يفرض عليهم شيء لن يتقبلوه او إصلاح بنظام "الخاوة" .
جميعا نحب هذا الوطن فشعارنا الله الوطن الملك ليس ترديد اعتيادي بل هو شعار دفع الاردنيين الغالي والنفيس من اجل المحافظة عليه واضرحة الشهداء والمحاربين والبنات الأوائل مازالت شاهدة وعليه يجب ان تكون اللجنة معززة لهذا الشعار لا تسمح لايا كان العبث به ومن لا يعلم عليه العودة إلى تاريخ مبايعة الاردنيين للهاشميين ليتعرفوا على ثوابت الدولة.
نحن مع الاصلاح الحقيقي ولسنا مع العبث الذي يحصل الان .
حفظ الله الاردن العظيم واهله وقيادته