النقع

النقع

زمان كانت النساء تعتمد على أسلوب النقع في غسيل الملابس ، فترى الواحدة منهن تقوم ، بجلب " اللقن الحديد " وتقوم بوضع الملابس فيه بعد ملئه بالماء وتتركه لفترة من الوقت ، معيار الوقت اللازم ، يحدد بناء على درجة وصعوبة البقع العالقة بالملابس ، وأيضا بناء على لون الملابس نفسها ، لذا تتطلب الملابس البيضاء وقتا أطول قياسا بالملابس الملونة .

أنذاك لم تكن النسوة يعرفن " الهايبكس " ولا " البرسيل " ، ولو سألت وقتها واحدة منهن لماذا لا تستعملي " الفينش " ، ربما لرمتك بماء الغسيل .

النقع انذاك كان يحتاج الى وقت وجهد كبيرين خاصة بأن مفهوم الغسالات لم يكن معروفا وقتها ، ما كان معروفا وقتها هو الحجر الذي يتم فيه فرك الغسيل ، فترى الواحدة تفرك مرة وراء مرة وحجم البقع يزيد ولا ينقص ، والعرق يتصبب منها من كل مكان .

فيما بعد وفي ظل التطور والحداثة ظهرت الغسالات وظهرت مساحيق الغسيل المتعددة والمتنوعة ، أتذكر أول مسحوق استخدمناه واتذكر دعايته " وداعا للنقع مع تركيبة سيرف الجبار .. سيرف الجبار يزيل أقوى البقع " ، ومن ذلك الوقت أحيل اللقن الى التقاعد ، والحجر الى الاستيداع ، والنقع كف يده عن العمل .

أحيانا لا أكون مهتما بطريقة الغسل وما هو نوع المسحوق المستخدم ، ما يهمني ان لا يتم نقع ملابسي ، فكل الحكومات السابقة رغم وجود الغسالات الاتوماتيك المتطورة ، كانت تعتمد على أسلوب النقع في التعامل مع ما يخدم المواطن ومع القرارت الحياتية بالنسبة اليه ..

وخوفي أن تعتمد حكومتنا الجديدة نفس الأسلوب ...

للعلم كثرة النقع بخرب الأواعي وبرهرطها .... هكذا تقول الستات .


المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com