الطفلة رُقيّة "بلا مأوى" بعد هدم منزلها بالقدس

أخبار البلد -

 

لم يكن من السهل على المواطن المقدسي، محمد نصّار، أن يشرح لطفلته "رقية" أسباب انتزاعها من غرفتها "الجميلة"، وجمْع ملابسها وألعابها، تمهيدا لهدم المنزل.

فالطفلة، التي تدرس في الصف الأول الأساسي، لن تفهم قوانين سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي تجبر السكان في مدينة القدس، على هدم منازلهم بأيديهم، تجنبا لتحمّل غرامات باهظة، ليس بإمكانهم دفعها.

وأُجبر "نصار" على هدم منزله الكائن في بلدة سلوان بالقدس، بيده، يوم الإثنين الماضي، بعد أن خيّرته سلطات الاحتلال بين هدم المنزل قبل صباح يوم الثلاثاء، وبين دفع غرامة مالية تبلغ نحو 61 ألف دولار أمريكي.

وسبق لعائلة "نصار" أن دفعت مخالفات في السابق بقيمة 40 ألف شيقل إسرائيلي (قرابة 12 ألف دولار أمريكي)، بحجة عدم الترخيص أيضًا.

وعقب هدم المنزل، تداول ناشطون في وسائل الاتصال الاجتماعي، منذ يوم الإثنين الماضي، صورًا للطفلة رقية نصّار، وهي نائمة في مركبة والدها على الطريق تحتضن دميتها.

كما انتشر مقطع مصور للطفلة، ابنة الـ 7 أعوام، وهي تواسي والدها، لحظة هدم المنزل، والذي بدوره لم يستطع أنّ يمنع نفسه من البكاء.

وقد أعرب ناشطون في أنحاء الوطن العربي، عبر منصات التواصل، عن تضامنهم مع الطفلة رقية، بعد إجبار الاحتلال عائلتها على هدم منزلهم ومبيتها دون مأوى.

وتقول الطفلة رقية، في حديث خاص لوكالة الأناضول "أخرجت أغراضي من المنزل إلى الخارج، حتى يهدموه، وبعد أن هدموه شعرت بالتعب والنعس، فنمت بداخل المركبة".

وأضافت الطفلة رقية "غرفتي كانت جميلة جدًا، فيها ألعابي وسريري الذي أحبه، في غرفتي كنت أقضي أوقاتًا جميلة ومسلية، لقد حزنت كثيرًا على بيتي الجميل، حيث كانت تجتمع عائلتي وجدتي".

وعن لحظة هدم منزل عائلتها، قالت رقية إنها "عانقت والدها وقبلته حينها".

وقالت رقية لوالدها حينها "لقد هدموا بيتنا، لكننا سنبني بيتًا أجمل منه إن شاء الله".

أما والد رقية، محمد نصار، فيقول لوكالة الأناضول إنّ سلطات الاحتلال هدمت البناية التي كانت تأوي 9 أفراد، بحجة عدم وجود ترخيص للبناء.

ونوه نصار إلى أنّ إسرائيل، خيرته بين هدم المنزل قبل صباح يوم الثلاثاء، وبين دفع غرامة مالية تبلغ 200 ألف شيقل إسرائيلي (قرابة 61 ألف دولار أمريكي).

ويضيف "اضطررنا لهدمه بأيدينا".

وعن لحظة الهدم يقول نصار "تقطع قلبي حين بدأنا بهدم البناية، لقد تعبنا كثيرًا حتى نبنيها، كان يوم هدمها أصعب يوم في حياتي".

ويضيف نصار "تشتت عائلتي الآن، قبل يومين كنا نسكن جميعًا في منزل واحد، لكن بعد الهدم، أمي ذهبت لتسكن مع أخي، وأختي ذهبت لتسكن مع أخي الآخر، أمّا زوجتي فذهبت عند عائلتها برفقة أبنائي".

ويقول نصار "إنه وابنته رقية، ناموا ليلة هدم المنزل، داخل مركبته".

ويؤكد نصار أنّ كل يوم يمر من دون أن يكون هناك بيت لعائلته يكون صعبًا جدًا.

ويقول نصار إنّ كل ذكرياته وذكريات عائلته في المنزل الذي هدمته سلطات الاحتلال.

ويشدد نصار أنّه حاول هو والده قبل وفاته، استخراج رخصة بناء، لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفضت ذلك، على الرغم أنّ والدي كان مريضًا.

ويسكن نصار، بحسب قوله، الآن، عند أبناء عمومته في مدينة القدس، ولا يعرف حاليًا ما هي الخطوة المقبلة.

ويضطر الفلسطينيون في مدينة القدس لهدم منازلهم، في حال صدور قرارات هدم إسرائيلية بحقها، لأنه إذا قامت السلطات الإسرائيلية بذلك بنفسها، ستكون التكاليف باهظة.

ويواجه الفلسطينيون في مدينة القدس، بحسب مراكز حقوقية، صعوبات جمّة لاستخراج تراخيص بناء، كما أنها تكلف عشرات الآلاف من الدولارات لكل شقة سكنية.

ويقول مركز المعلومات الوطني الفلسطيني (حكومي) إن عدد المنازل المهدومة منذ احتلال إسرائيل للقدس عام 1967 بلغ أكثر من 1900 منزل.

كما تواجه 86 عائلة في بلدة سلوان، يزيد عدد أفرادها عن 725 فردا خطر الإخلاء من منازلها لصالح جمعية "عطيرات كوهانيم" الاستيطانية الإسرائيلية التي تقول إن المنازل أقيمت على أرض كانت بملكية يهودية قبل العام 1948 وهو ما ينفيه السكان.