«سد النهضة» والتعنت الإثيوبي
اخبار البلد -
عندما يلقي المرء نظرة شاملة على بعض الملفات الشائكة، يلاحظ هيمنة الطابع السوداوي والتشاؤم على غالبية الأحداث، فقد أخذ ملف «سد النهضة» عدة مراحل، بداية من المفاوضات إلى الوساطات، ومن ثم إلى مجلس الأمن بعد استنفاد الخيارات السياسية، وذلك بطلب من مصر والسودان، عقب التعنت الإثيوبي في التوصل لاتفاق بشأن «سد النهضة».
هكذا أضحت المشكلة بشكل حقيقي وفاعل ومؤثر في مسألة تعد شريان الحياة لمائة مليون شخص في مصر وعدد كبير آخر في السودان، والعالم أخذ بالاعتبار أن هذه الحالة تسبب مأزقاً خطيراً وتعدياً على الحقوق. ولذا فإن على إثيوبيا أن تنتبه إلى سياستها المائية، وأن حق مصر أزلي في مياه النيل، حيث تعتمد البلاد على نهر النيل كمصدر للمياه، ويقدر بـ55.5 مليار متر مكعب من كامل احتياجها المقدر بـ114 مليار متر مكعب، ويشكل النهر مصدراً للمياه العذبة بنسبة 90 في المائة.
وعلينا أن نتذكر في هذا المقام ما نصت عليه الاتفاقية عام 1959 أن تتلقى مصر 55.5 مليار متر مكعب، والسودان 18.5 مليار متر مكعب، بينما إثيوبيا لا تتلقى أي مياه من النهر، ولكنها بعد بناء السد ستحصل على 74 مليار متر مكعب، وأعتقد أنه لا مجال لطرح الآثار المترتبة على إصرار إثيوبيا بملء السد للمرة الثانية، وكيف سيقع ذلك من ألفه إلى يائه، بل إنني أظن أن مثل هذا الشرح عديم الجدوى، لأن الظروف والملابسات ستكون قاسية وصعبة الاحتمال لحجم الضرر الذي سيلحق بالقرى المصرية التي تعتمد على مياه النيل.
إن الحياة قد أوجدت مجالاً لإقامة شكل جديد، بعد تاريخ طويل من الصدام مع إثيوبيا، خصوصاً بعد محاولة اغتيال الرئيس الراحل حسني مبارك في أديس أبابا، وسرعان ما تبعته درجات متفاوتة من العلاقات السياسية المتوترة، فمهما بلغت، زعزعت الأهداف جميعها، وتصادمت التقديرات وتناقضت، فشمس الصباح المنبثقة من وراء الغيوم ستشرق، على هذا النحو نقدم الأمل في الحوار للذين ينشدون السلام مهما كان الثمن، وذلك سيهدئ من غلواء أعداء مصر، فكانت كلمة وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمام مجلس الأمن بخصوص «سد النهضة» في موقع الصدارة على القائمة التي تناقلتها وكالات الأنباء ووسائل الإعلام.
وفي واقع الأمر، هو بيت شعر للشاعر الكبير فاروق جويدة، بدأ الوزير شكري خطابه به قائلاً: «وتنسابُ يا نيلُ حراً طليقاً... لتحكي ضِفَافُكَ معنى النضالْ»، يذكر أن هذا البيت من النشيد الرسمي للقوات المسلحة المصرية، ويعد رسالة مباشرة لإثيوبيا بعد فشل المحاولات معها منذ عام 2011، فماذا جرى لكل الوعود بتحقيق التقدم؟ ألم يدفع بها إلى مصالح الدول الثلاثة؟ ألم يغلب الظن أن العالم اليوم سيأتي بحلول لجميع مشكلات البشر، ويتعاطف مع هواجسهم وأشكال معاناتهم ويتلاءم مع ذهنية العصر.
لقد جددت الصين دعمها للمفاوضات التي يقودها الاتحاد الأفريقي لحل القضايا المتعلقة بـ«سد النهضة» الإثيوبي، مؤكدة أنها تدرك أهمية السد في تنمية البلد، منذ البداية الصين قالت لوكالة الأنباء الإثيوبية: «نحن أصدقاء لإثيوبيا، كما أننا أصدقاء لمصر والسودان. لذلك نعتقد أننا ندرك أهمية السد وقد لاحظنا أهمية هذا السد لتنمية إثيوبيا»، فهل تنجح مصر والسودان في تمرير قرار حول السد الإثيوبي في مجلس الأمن؟ وتظل «الخيارات مفتوحة»، كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، بما فيها الخيار العسكري، أم ستدخل حسابات أخرى بين الدول الكبرى لوجود الصين في ملف السد، وهذا يعكس الواقع بالضرورة، إذ إن إثيوبيا سعت إلى تعقيد الأمور.
هكذا أضحت المشكلة بشكل حقيقي وفاعل ومؤثر في مسألة تعد شريان الحياة لمائة مليون شخص في مصر وعدد كبير آخر في السودان، والعالم أخذ بالاعتبار أن هذه الحالة تسبب مأزقاً خطيراً وتعدياً على الحقوق. ولذا فإن على إثيوبيا أن تنتبه إلى سياستها المائية، وأن حق مصر أزلي في مياه النيل، حيث تعتمد البلاد على نهر النيل كمصدر للمياه، ويقدر بـ55.5 مليار متر مكعب من كامل احتياجها المقدر بـ114 مليار متر مكعب، ويشكل النهر مصدراً للمياه العذبة بنسبة 90 في المائة.
إن الحياة قد أوجدت مجالاً لإقامة شكل جديد، بعد تاريخ طويل من الصدام مع إثيوبيا، خصوصاً بعد محاولة اغتيال الرئيس الراحل حسني مبارك في أديس أبابا، وسرعان ما تبعته درجات متفاوتة من العلاقات السياسية المتوترة، فمهما بلغت، زعزعت الأهداف جميعها، وتصادمت التقديرات وتناقضت، فشمس الصباح المنبثقة من وراء الغيوم ستشرق، على هذا النحو نقدم الأمل في الحوار للذين ينشدون السلام مهما كان الثمن، وذلك سيهدئ من غلواء أعداء مصر، فكانت كلمة وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمام مجلس الأمن بخصوص «سد النهضة» في موقع الصدارة على القائمة التي تناقلتها وكالات الأنباء ووسائل الإعلام.
وفي واقع الأمر، هو بيت شعر للشاعر الكبير فاروق جويدة، بدأ الوزير شكري خطابه به قائلاً: «وتنسابُ يا نيلُ حراً طليقاً... لتحكي ضِفَافُكَ معنى النضالْ»، يذكر أن هذا البيت من النشيد الرسمي للقوات المسلحة المصرية، ويعد رسالة مباشرة لإثيوبيا بعد فشل المحاولات معها منذ عام 2011، فماذا جرى لكل الوعود بتحقيق التقدم؟ ألم يدفع بها إلى مصالح الدول الثلاثة؟ ألم يغلب الظن أن العالم اليوم سيأتي بحلول لجميع مشكلات البشر، ويتعاطف مع هواجسهم وأشكال معاناتهم ويتلاءم مع ذهنية العصر.
لقد جددت الصين دعمها للمفاوضات التي يقودها الاتحاد الأفريقي لحل القضايا المتعلقة بـ«سد النهضة» الإثيوبي، مؤكدة أنها تدرك أهمية السد في تنمية البلد، منذ البداية الصين قالت لوكالة الأنباء الإثيوبية: «نحن أصدقاء لإثيوبيا، كما أننا أصدقاء لمصر والسودان. لذلك نعتقد أننا ندرك أهمية السد وقد لاحظنا أهمية هذا السد لتنمية إثيوبيا»، فهل تنجح مصر والسودان في تمرير قرار حول السد الإثيوبي في مجلس الأمن؟ وتظل «الخيارات مفتوحة»، كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، بما فيها الخيار العسكري، أم ستدخل حسابات أخرى بين الدول الكبرى لوجود الصين في ملف السد، وهذا يعكس الواقع بالضرورة، إذ إن إثيوبيا سعت إلى تعقيد الأمور.