نصف الأردنيين فوق 60 عاما لم يتلقوا المطعوم

اخبار البلد - 

 

أصبح الجميع يدرك أن هناك مشاكل تواجه البرنامج الوطني للتطعيم ضد فيروس كورونا؛ تتمثل بشكل رئيس بعدم زيادة المسجلين على منصة التطعيم، حيث إن العدد المسجل الآن هو بحدود 3 ملايين و300 ألف، وعدد متلقي المطعوم وصل الى 2 مليون و600 ألف.. وتم التواصل مع الـ700 ألف الباقين لكن لم يحضروا!
وتشير الأرقام إلى أن حوالي
50 % من الأردنيين فوق 60 عاما لم يتلقوا المطعوم لغاية الآن، وهذه الارقام تعتبر مشكلة حقيقية خصوصًا إذا علمنا ان الفئة الأكثر خطورة والتي تشكل أكبر عدد من الاصابات المؤكدة وأعلى نسبة دخول للعناية الحثيثة وحتى الوفيات هي فوق 60 عاما.
الأردن وضع برنامجا وطنيا للتطعيم ضد فيروس كورونا، وبدأ تقديم المطاعيم من خلال منصة إلكترونية يتم التسجيل عليها ومن ثم يتم بعث رسالة للشخص يُحدد فيها مكان وزمان تلقي المطعوم، ولكن هذه الفكرة شجعت عددا محددا للتسجيل وكان أقل من مليون شخص.
بعدها بحثت الدولة عن حلول لتشجيع الناس لأخذ المطعوم؛ وكان أفضل حل هو ربط فتح القطاعات بأخذ المطعوم، وبالفعل نجحت الفكره، خصوصًا ان أرباب العمل كانوا يسعون لفتح مصالحهم والعودة للعمل، وحققت زيادة في عدد المسجلين على المنصة حيث وصل العدد الى أكثر من 3 ملايين شخص.
المشكلة الأخرى التي واجهت البرنامج الوطني للتطعيم ضد فيروس كورونا هي نوعية المطاعيم؛ حيث إن الناس تفضل أنواعا بعينها على مطاعيم أخرى، وهذا ما شاهدناه من خلال تزاحم الناس بشكل شديد في ايام توزيع مطعوم (فايزر) مثلا -حيث وصل الرقم الى أكثر من 100 ألف شخص خلال يوم واحد-، ويوم المطعوم الصيني (سينوفارم) تكون الأرقام متواضعة تصل إلى 30 ألفا فقط.
وهذا يعود لعدة عوامل منها كفاءة المطعوم وكذلك اشتراط دول بأخذ مطاعيم محددة للدخول الى اراضيها .
المشكلة تزداد صعوبة اذا علمنا ان الحكومة تعاقدت ودفعت بدل شراء مطاعيم من النوع غير المرغوب به من المواطنين-سينوفارم-، وفي نفس الوقت لم تستطع توفير مطاعيم من المرغوب فيها كفايزر مثلاً، وأنها تعاقدت مع روسيا والهند على شراء 2 مليون جرعة من المطعوم الروسي والذي يعتبر مجهولاً للمواطنين.
كل هذه المشاكل بحاجة إلى حلول سريعة خصوصاً ان أرقام ونسب الاصابات تزداد مع دخولنا في موجة ثالثة نوع دلتا الهندي والذي تقول الدراسات إن الجرعة الاولى من لقاح فايزر واسترازينيكا توفر حماية تصل الى 33 % فقط ولا دراسات على اللقاح الصيني.
المطلوب الآن من الحكومة إيجاد فكرة جديدة تُوجِّه فيها الناس بشكل غير مباشر نحو أخذ المطعوم بعد فكرة المنصة وفكرة ربط فتح القطاعات بالمطعوم – والتي استجاب لها القطاع الخاص بشكلٍ أكبر-.
وأعتقد أن أحسن فكرة هي إلزام موظفي القطاعات الحكومية بأخذ المطعوم وربطه بدوامهم.
ولتشجيع كبار السن والمتقاعدين عمل حوافز من خلال الضمان الاجتماعي والمعونة الوطنية لمن يأخذ المطعوم أو يبرز شهادة التطعيم .