أين المشكلة في "التوجيهي"؟!

أخبار البلد-

 
مشكلة امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) هذه الدورة بدون تجمل وأصباغ ومكياج ليس في ضيق الوقت أوفي صعوبة الأسئلة، فالصعوبة وضيق الوقت دائما ما ترفقان امتحانات الثانوية العامة خصوصا الامتحانات المفصلية مثل الفيزياء والرياضات للعلمي والعربي تخصص للأدبي وبدرجة أقل اللغة الإنجليزية.

المشكلة هذا العام، مختلفة تماما، فطلبة "التوجيهي" حرموا مرغمين من التعليم الوجاهي او حضورا، واقتصر تدرسيهم طيلة العام الدراسي في الصف الثاني عشر (التوجيهي) والفصل الثاني من الصف الحادي عشر (أول ثانوي) عن بعد ومن خلال المنصات.

والجميع يعرف عيوب مثل هذا التدريس خصوصا للمواد التي تحتاج إلى تواصل ما بين المعلم والطلاب مثل الفيزياء والرياضيات، والتي اعتمد في دراستها الطلبة بشكل كامل على المنصات، واضطر معظم أولياء الأمور إلى اللجوء للدروس الخصوصية التي أنهكت ميزانية الأسرة واستنزفتها على آخر قرش أحمر أو مليم.

حديث الوزارة عن إضافة وقت ليست حلا للمشكلة رغم أهمية إضافة وقت إضافي، المشكلة أن المنهاج نفسه لم يستقر ولم يثبت ولم يرسخ في عقل الطالب، لأن النظرية لا تكفي وحدها وإنما تحتاج إلى تطبيق أيضا.

التعليم عن بعد دمر العملية التعليمية والتربوية بالكامل والدليل الأكبر ما حدث في امتحانات الثانوية العامة الحالية في مواد الفيزياء والكيمياء وحتى اللغة العربية.

نعم يحتاج "التوجيهي" إلى عملية إصلاح شاملة، وإلى البحث عن طرق أخرى لتكون طريق الطالب نحو الدراسة الجامعية أو التطبيقية بدلا من الامتحان الحالي وآلية إجرائه التي بدت للجميع وكأن الزمن قد تجاوزها.

تغيير الآلية يتطلب بالدرجة الأولى أن تكون دراسة معقمة لجميع الجوانب سواء محليا أو عربية ودوليا لمعرفة مدى انسجام وتطابق وتوافق أي تغير في آلية الثانوية العامة مع ما هو معتمد مقبول في الدول الأخرى حتى لا نجني على طلبتنا مرتين.