الراقصة والطبال والسياسي ..!!
فالراقصة تلك الفنانة الفاتنة التي تُجيد التلاعب بجسدها على أنغام الطبلة، وتبدع في عملها حتى يشعر من يُشاهدها بأنها قطعة من الجحيم يحلم بأن يصطلي بها، فيما هي تسعى جاهدة لإغراء ذلك السياسي الباحث عن المجد حتى لو في صالة الرقص، ليبدأ مسلسل الغزل غير العذري بحركات راقصة تجعل السياسي يتخلى عن عقال الفكر "هذا إن وجد اصلاً” ويترنح على صوت الطبلة، وعندها تفوز الراقصة بالمال والطبال بالإشادة، فيما السياسي يسقط من عليائه ليصبح فتى راقصة، كون الراقصة والطبال يعرفون كيف يكشفون ما تخفي الأنفس المريضة.
هذا الحال المَرَضي انتقل من صالات الرقص إلى مواقع التواصل الإجتماعي، وحتى يحظى كل سياسي بفرصته الكاملة للرقص كما يشاء ودون منافس، قام كل منهم بعمل مجموعات خاصة به على "الواتساب” و”المسنجر”، تضم عدد لامتناهي ممن يجيدون التطبيل والتهليل، لنجد ان الراقص الجديد يهتز يميناً وشمالاً فخوراً بما يسمع من معسول الكلام وكذبه، معتقداً بأنه انيشتاين العلم ورومل في الخديعة وعمر بن العاص في دهاء الحرب، وقد يشطح به الخيال في ظل رائحة خمور النفاق في المجموعة بأنه ونستون تشيرشل في العمل السياسي ويوسف عليه السلام في الجمال.
وهنا يكثر هذر هؤلاء وخطئهم وينتقلوا من السياسة إلى الرقص على الحبال بغية الوصول لاي منصب، فيتحولوا إلى طبالين وراقصين محترفين في حضرة من هم أعلى منهم، ولا يمانعون من تقبيل الايادي بل يسارعون لتقبيلها لنيل الرضا، لعلهم يحظون بفرصة يستعيدون بها هيبتهم التي يقولون بأنها ضاعت بعد خروجهم من السلطة، وتكون الكارثة إذا ما وافق صاحب القرار على أن تضم مناصب الدولة راقصين وطبالين لأن الوضع سيصبح خطراً كون صالة الرقص ستصبح بحجم مساحة الوطن، بسبب تغير المعايير والمفاهيم والقيم والأخلاق عند الشعب الذي سيدرك أن المناصب ليست لأصحاب العلم والمعرفة والخبرة والراي بل لسياسيين على شاكلة الراقصة والطبال.