الهزيع الاخير من الكارثة..!!؟؟

اخبار البلد - 
 

اسمحوا لي ان استعير عنوان مقال للروائي العربي اللبناني الياس خوري نشر في صحيفة القدس العربي في 6 تموز الجاري.. يتناول فيه بعمق وشمولية، اسباب وتداعيات الكارثة الوجودية التي تضرب لبنان الشقيق.. وها هي تقوده الى الهاوية.. ويشير –بكل اسف- الى سر الماساة.. والذي يتجسد في عجز الشعب اللبناني عن اسقاط النظام الطائفي.. بعد ان تحالفت كافة هذه الطوائف، في حلف يقوم على النهب والسلب والبلطجة، والبقاء رغم انف الجميع.. شاؤوا ام ابوا..!!.
كارثة لبنان هذه تذكر من نسي، او تناسى، بمآسى النظام الطائفي.. والذي يعتبر عنوانا للتخلف والقهر والنهب.. والدكتاتورية في ابشع صورها.. وقد تخلص منه العالم كله.. ولم يبق قائما الا في العالم العربي..!.
صحيح ان دستورها من صنيعة فرنسا.. ولكن الاصح أيضا ان هذا الدستور.. افرز نخبة من السياسيين.. امراء الطوائف.. الذين قاموا بتقسيم الوطن الى مزارع بينهم!!.. وحولوا ولاء المواطن تحت ضغط الجوع والقهر والكرباج الذي يلسع ظهور اخواننا اللبنانيين.. الفقراء.. الجياع.. الى ولاء للطائفة فقط.. فلا وجود للوطن.. ولا وجود للمواطنة.. وانما الوجود لزعيم الطائفة، ولا طاعة الا لهذا الزعيم..
قزموا الوطن.. حولوه الى مجرد عزب لفلان او علان، وحولوا المواطنين الى مجرد عبيد.. وأقنان كأقنان روما.. يعيشون في رعب وخوف.. لا هم لهم الا ارضاء الزعيم، ورجالات الزعيم..!!.
لا شك ان هذا المصير الاسود للقطر الشقيق، يصب في مصلحة العدو الصهيوني وفي مصلحة اعداء الامة.. وقد دعا ابن غوريون مؤسس الكيان الصهيوني مبكرا، الى تقسيم الوطن العربي الى دويلات طائفية..
ويبقى السؤال الاهم وهو: من زرع هذا الفكر المنحرف.. والشعور الانعزالي في نفوس البعض؟؟ حتى نما وترعرع، وأثمر هذه النبتة الشيطانية..؟؟!!.
نجزم ان الطغيان والاستعباد هو وراء نمو هذا النبت الشيطاني.. حيث سارعت القوى المعادية الى تبنيه ومده باساب القوة والمنعة.. فتحول الوطن الى مجرد كانتونات طائفية قائمة على الولاء للطائفة وزعيم الطائفة..!!.
باختصار..
لا مناص امام اهلنا للخروج من هذا المستنقع الآسن الا بالعمل والاصرار على اقامة دولة مدنية.. دستورها قائم على المواطنة.. ولا شيء غير المواطنة..!!.
حمى الله لبنان..