الأسير الغضنفر أبو عطوان… احفظوا اسمه جيدا

اخبار البلد - 
 
احفظوا اسمه جيدا، الغضنفر ايخمان أبو عطوان، سكان دورا الخليل، يخوض اضراب ملحميا عن الطعام منذ ما يقارب الشهرين ضد اعتقاله الاداري التعسفي، احفظوا اسمه جيدا، رائحة الشهداء: باجس أبو عطوان ومروان زلوم وميسرة أبو حمدية، رائحة جبال الخليل و دواليها، رائحة الصيف في بلد الشهداء والمطاردين والاسرى والصلوات الابراهيمية.
احفظوا اسمه جيدا، الغضنفر أبو عطوان، روحا واقفة لاتموت، يذوي الجسد مرضا وجوعا ولكن القلب دافئ ينبض ويضخ الهواء في عروق الاحياء والاموات الان في الدنيا وهناك في الاخرة، وجها لوجه مع السجان، وجها لوجه مع المستوطن والمستوطنة، الكرامة رافعة الجسد الى السماء والحرية لا تحجب شمسها غيمة سوداء أو زنزانة معتمة، الحرية هي الحياة.
اشتباك اخر يخوضه الغضنفر مع سلطات الاحتلال، المواجهات لم تتوقف منذ سنوات في ساحات السجون ضد سياسة الاعتقال الاداري، انفجر الظلم والقهر في النفوس الحبيسة، انفجر الغضب الانساني في وجه دولة العسكر والابرتهايد والجريمة المنظمة، ليس اضراب الغضنفر اضرابا فرديا، انه الصوت الجماعي لشعب يسعى للانعتاق من براثن هذا المحتل ومن دوامة الزمن المقفلة، شعب يرفض أن يعيش بين حاجز وحاجز، حياته مرهونة لرصاصة أو انفجار قنبلة.
اشتباك اخر يخوضه الغضنفر ضد دولة احتلال تسعى لتشريع قوانين عدائية لتكون غطاء لكل انتهاكاتها وجرائمها ومخالفاتها للقوانين الدولية، لا محاكمة عادلة ونزيهة ومستقلة، لا اتفاقيات دولية وانسانية تحكم المتطرفين المتغطرسين الذين لا يجيدوا سولى القتل والاستباحة وحمل البندقية.
احفظوا اسمه جيدا الغضنفر أبو عطوان الذي يصارع الموت بشجاعة، يرفض المقايضة والابتزاز، في روحه انتفاضة أكثر من اربعة الاف اسير واسيرة يرسفون في زمن المؤبدات، في روحه صوت المعذبين القابعين خلف قضبان السجون سنوات وسنوات، الغضنفر هو الفلسطيني الذي يقاوم ثم يقاوم ولا يتارجح بين الاسئلة.
الاسير الغضنفر هو الاقرب الان الى القدس، الى سلوان والعيسوية والشيخ جراح، يمارس الارباك الليلي بالجوع والارادة في قرية بيتا فوق جبل صبيح شامخا كالمئذنة، الجسد هو جبل المقاومة، الجسد الاعزل يتحدى الاستيطان والهدم والتشريد والتهويد و يضيء الدنيا من زنزانته المظلمة.
الاسير الغضنفر يعدل مجرى النهر ويوجه البوصلة، لن يجرفنا هذا السيل من الفتنة والفوضى الداخلية، لم تقودنا الادارة المدنية وامراء المصالح الفئوية، لغتنا هي الحرية، لغتنا هي دمنا الذي يرسم طريق حق تقرير المصير، لغتنا وطنية وحدوية، لغة الحرية لا تنام ولا تتكلس ولا تدجن، انتبهوا هناك من يقودنا الى الجرف والهاوية، انتبهوا لا زال القيد في يدي، الجلاد على باب بيتي، الجلاد يصادر حياتي وحياتكم، انتبهوا والفظوا السجن من داخلكم، اكسروا الدائرة.

الاسير الغضنفر لم يعد بحاجة الى اربعة وخمسين عاما اخرى لتستيقظ الشرعية الدولية وتمارس عدالتها على ارض فلسطين المغتصبة، لم يعد بحاجة الى الامم المتحدة حتى تضع اسرائيل كسلطة محتلة على القائمة السوداء، لم يعد بحاجة الى مفاوضات طويلة عقيمة لم تثمر سوى عن تعميق الوجود الاستعماري وشطب الحقوق القومية للشعب الفلسطيني، الغضنفر اتخد القرار، الحرية هي اختيار في لحظة لا تقبل المساومة.
الأسير الغضنفر يواجه قوانين الإبادة العنصرية، هم الاسرى، أسرى الحرية، حريتهم جزء اساسي من الحرية الشاملة للشعب الفلسطيني، ليسوا ملفا ثانويا يحتاج الى نقاش أو صفقة أو شفقة انسانية، هم الاسرى جنود حركة التحرر الوطني، المعنى الاسمى والاقدس لشعب يرفض أن يترك اسراه تحت رحمة دولة عنصرية فاشية.
الاسير الغضنفر على بوابة الموت مبتسما، لم تخدعه الشكليات والمسميات والمغريات ما دامت القدس تتوجع تحت نعال ووحشية المحتلين، الصلاة لا زالت غير مكتملة، خطابنا السياسي لا زال ناقصا، وقوفنا ما بين السلطة والثورة لم يعط معنى للسيادة، فليكن جوعا، وليكن صحوة وموتا شريفا متكاملا، وليكن جيلا لا يغفر الاخطاء ولا يسامح، مختلف الملامح، لا يعرف النفاق، جيلا رائعا عملاق.
الاعتقال الاداري الغير قانوني هو جوهر منظومة القمع الاسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، الاعتقال بلا محاكمة، الاعتقال لمجرد الاشتباه، المداهمات الليلية، اطلاق الرصاص والتفتيشات االمذلة، الاعدامات الميدانية، الاستيطان وهدم المنازل، الاحتلال بلا كلفة، انفلات الوحوش في حياة الناس، التحكم بالماء والكهرباء والانفاس والحركة، الكل في السجن، الكل امام الجدار، الغضنر يصرخ: لن يمتطوا ظهورنا ، لن ننحني، اهدموا جدار الخوف ايها الناس واصعدوا فوق اسوار القدس لتجدوا اعماقكم في القمم العالية.
الغضنفر ابو عطوان احفظوا اسمه جيدا.