ثروات الثوار حولتهم لعصابات ..!!

اخبار البلد - صالح الراشد 

 

الثوار عملة نادرة يقاتلون لأجل تحرير الأوطان ولا يسوقون شعوبهم للموت زمرا، الثوار لا يبحثون عن المال وجمع الثروات لتوريثها لابنائهم بل يبحثون عن الحرية وتوفير حياة أفضل للإنسان، الثوار هم المعدن الأصيل الذي لا يصدأ مدى الدهر وإذا تغيروا وأصبحوا يبحثون عن المناصب والبطولات الكلامية الدونكشوتية، يتحولون إلى خونه يتاجرون بالارض والعرض والإنسان، الثوار هم البضاعة التي لا تكسد تجارتهم ولا تنتهي صلاحيتهم فيبقون في ذاكرة الشعوب أبد الدهر وعلى مدى الأزمان، الثوار هم الذين تخلدهم شعوبهم ويرتعب أعدائهم من ذكراهم بعد موتهم، الثوار هم المدرسة التي يقصدها الأوفياء للشعوب والأوطان.

الثوار هم الذين يبيعون أرواحهم لأجل الحرية حتى لو خان الجميع، الثوار هم الذين لا يُلقون السلاح ولا يكفون عن القتال حتى لو حاصرهم العالم، والثوار هم أصحاب الحاضر والمستقبل ويستنشقون عبق التاريخ ليتذكروا أبطالهم ليسيروا على دربهم، نعم هؤلاء هم الثوار الذين لا يخلدون للراحة ولا يبيتون في فنادق الخمس نجوم ولا يركبون السيارات الفارهة وسط حراسات مشددة، والثوار هم الذين لا تغفوا لهم عين إلا بحرية الأوطان وليس أولئك الذين يبيتون في أحضان أعداء الشعب ويحظون بحماية محتلهم، الثوار هم من يحافظون عن الواقع ويحلمون ويعملون على تحقيق القادم الأجمل وليس من يبيعون الأحلام الكاذبة التي تزيد من ثرواتهم وجوع شعوبهم.

والغرابة أن ثوار الفنادق يتكاثرون في الوطن العربي حيث يسهل شراء الرجال بعد أن أصبحت الخيانة وجهة نظر، وأخذوا ينهبون خيرات البلاد وأصبحوا يسيطرون على الدعم والمنح التي تُقدم للثورات، حتى غدا أبنائهم من أغنى رجال الأوطان بعد أن كانوا معدمين، فأصبحوا يحكمون ويتحكمون بالشعوب بطريقة فاقت قساوة المستعمر، واصبح ظلمهم وساديتهم أعلى بدرجات من ظُلم وسادية الإحتلال، فهؤلاء يُريدون السلطة والسلطة والثورة لا يقتربان، كون السُلطة مفسدة والثورة شرف وهما طريقان لا يلتقيان ولا يندمجان، وفي لغة الكيماء والعزة والشرف فإن الثوار عنصر نبيل لا يتحد مع اي عنصر آخر، فيما السلطة عنصر قابل للإندماج مع أي عنصر لتشكيل مادة جديدة قد تقتل الشعب وقد تفيد الآخرين.

لقا اصابتني الصدمة وأنا أقرأ عن ثروات بعض أبناء من يدعون زوراً وبهتاناً أنهم ثوار، وكانت صدمتي أكبر حين علمت أن قائد ثوري يبيت ليلته في حضن عدوه ليحميه من شعب الثائر على شعبه، وجاءت الطامة الكُبرى حين صارحني الكثيرين بالحقيقة الجنسية لثائر حيث يقوم بثوراته في الفراش بالجبر والتهديد، ولم أصدق حجم الكذب والتأليه الصادر من ثائر منافق بإمتياز يُقبل الأيادي والأقدام حتى يحصل على فتات كبير الآلهة، لقد ظهر في بلاد العرب أن طريق ثورات من بقي من أحياء الثورات الحقيقية تسير بنسق ثابت للحصول على الثروات والمناصب، فيما الثائرون الحقيقيون تمت تصفيتهم بتخطيط وتنسيق وتعاون مع الأحياء ليسود الثورات أرذلهم بعد استشهاد خيرهم وأفضلهم واستبعاد اصحاب القيم والمباديء، لنجد أن عديد الثورات تحولت إلى أسواق للعصابات تنهب الشعوب التي تدعي بأنها تُحارب لأجل حريتهم وكرامتهم، كون هؤلاء لم يتعلموا درس الثائر الفيتنامي فو نوين جياب حين قال كلمات تُكتب بماء الذهب "الثورة والثروة لا يجتمعان".

آخر الكلام

كالعادة لا أقصد ثائر بنفسه، ومن قال أنا فقد أصاب كبد الحقيقة.