صحن فول مُعتبَر

أخبار البلد-

 
كان الدكتور عبد اللطيف عقل الذي تعرفتُ عليه أواخر الثمانينات ، وتحديدا وقت عرض مسرحيته الشهيرة « البلاد طلبت أهلها «، يباغتني في الصباح المبكّر ويحضر الى بيتي في « الشميساني « وياخذني « مغقوراً « إلى « مخيّم الحسين « وأحيانا إلى « مخيم البقعة « ويدعوني لتناول « صحن فول مُعتَبَر « كما كانت جملته التقليدية.

وكان ل « عزومة « صديقي الدكتور « ابو الطيّب « مأرب اخرى « غير الاكل «، وكنتُ اراقبه وهو يتامل الناس في الشوارع والأسواق.. وأحيانا يفاجئني بان هذه السيدة العابرة تشبه « الحاجة حليمة « بطلة مسرحية « البلاد طلبت أهلها «... والتي استوحاها من شخصية حقيقية كانت تسكن في قرية « دير استيا « / نابلس.

وقتها ، بداية التسعينات ، كان الدكتور عقل يعيش مرحلة ما قبل كتابة مسرحيته « الجديدة « والتي قدمها فيما بعد بعنوان « محاكمة فنَس بن شعفاط « بمشاركة عدد من نجوم الفن الاردني واخرجها العراقي قاسم محمد.
ولا يتردد بزيارتي باي وقت بالليل عندما يأتيه خاطر الكتابة ، فيسمعني « مقطعا من حوار « او « جملة شعرية « تناسب إحدى شخصيات المسرحية.
رحم الله الدكتور عقل ، فقد كان رغم عمله أستاذا في عدة جامعات منها « جامعة النجاح « ، « يعيش الهمّ الفلسطيني مفكرا وشاعرا وكاتبا مسرحيا « 24 ساعة... حتى رحل عام 1993 وهو يردد « الحجر مُطرحُه .. قنطار « ..