موسم العودة إلى فلسطين ... حق العودة أولاً

أخبار البلد-

 

أكدت الحرب الأخيرة مع الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين كل فلسطين والمواجهات الدائرة الآن في القدس ، أن الجيل الفلسطيني الجديد أشد تضحية وبسالة من الأجيال الفلسطينية السابقة، وهو الجيل الذي كانت وما زالت تراهن الحركة الصهيونية العنصرية الإرهابية بقياداتها والدول الداعمة لها وبعض العرب على أنه نسي او سينسى فلسطين وينسى قضيته ويرمي حق عودته الى فلسطين في بحر من النسيان المدعوم بالبترودولار ، أو سيرتمي في محيط اللهو الذي توفره محطات تلفزة ترطن بالعربية خصصت لغسل الدماغ العربي والفلسطيني على وجه الخصوص لجعل الشباب ينسى بلد اسمها فلسطين أو ينسى الفلسطيني أنه فلسطيني.

اليوم ليس الجيل الشاب الفلسطيني وحده هو الذي برز كمدافع شرس عن فلسطين ، بل جيل من الشباب العربي الذي لم تستطع كل المغريات الحياتية أو الموجات المتلاحقة من المهزومين والمفرطين أو الخانعين ، وتيارات القبول بالامر الواقع التي يطلق عليها حركات الواقعية السياسية فلسطينية كانت أو عربية ، كلها لم تستطع أن تنسيه القضية الفلسطينية ، ولم تغير شيئاً في عقل هذه الاجيال المتدفقة حماسة وعنفواناً بأن المواجهة مع العدو الصهيوني لاسترداد فلسطين من المحتل الصهيوني أمر حتمي ، ولكن المسألة مسألة وقت .

إن ما جرى ويجري في القدس منذ انتهاء العدوان ، خاصة ما يتعلق باقتحامات المسجد الاقصى والاعتداءات اليومية على سكان حي الشيخ جراح وحي سلوان ، واقتحامات عصابات جيش الاحتلال لكل مناطق الضفة الغربية ، واعتقال المناضلين من أبناء أرض فلسطين المحتلة عام 48، كلها علامات مؤكدة على أن هذا العدو لايمكن أن يلتزم بعهد أو اتفاقية ، فهو خرق كل ما تعهد به من أجل وقف المعركة الاخيرة ، كما أن موقف بعض العرب من هذا الكيان والتطبيع معه، أدى الى استمراره في التوحش بالتعامل مع ابناء فلسطين على كل الارض الفلسطينية المحتلة من بحرها الى نهرها .

إن موقف دول الغرب وللأسف بعض الدول العربية والسلطة الفلسطينية أيضاً من قضية حق العودة ، خاصة فيما تطرحه الولايات المتحدة الامريكية من ضرورة الإبقاء على التهدئة مع العدو دون مناقشة الحق الفلسطيني الذي يتآكل يوماً بعد يوم أمر يثير الشكوك ، كما أن تغييب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى كل فلسطين عن البحث في كل جولات أو لقاءات المسؤولين الغربيين مع المسؤولين العرب أو الفلسطينيين أمر يؤكد أن مؤامرة تحاك ضد الشعب الفلسطيني.
والشباب الفلسطيني الذي يعيش خارج فلسطين في مخيمات اللجوء أو في بلاد الانتشار القسرية ويطالب بحق عودته الى أرضه التي هجر منها قسراً ، لا يراهن على كل هذا العبث السياسي الذي يستهدف القضية الفلسطينية كشعب وكأرض ، وليس لديه الثقة بكل ما يطرح من مشاريع تستهدف ذاكرته وعقله ومشروعه الوطني من خلال الاستمرار في شراء الوقت لصالح العدو.
إن الشباب الفلسطيني الذي يعيش في مخيمات اللجوء في الاردن وسوريا ولبنان ، وحتى ممن هم حاصلون على جنسيات هذه الدول والشباب الفلسطيني الذي يعيش في الغرب أشد حماسة للعودة الى فلسطين ، وهم يطالبون بحق عودتهم كحق إنساني وقانوني ، وهم يرفضون كل مشاريع التوطين التي تحاول دول كبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا فرضها على الدول المستضيفة للاجئين الفلسطينيين ، كما يدرك هؤلاء الشباب أن الصراع مع العدو الصهيوني ما زال شاقاً ومريراً ، وانه لا يمكن حسم هذا الصراع لصالح قضية العودة الى فلسطين الا بعد رحلة طويلة من التضحيات والمشاق التي لا تعرف حدوداً ، كما يدرك هؤلاء أن عليهم تقديم المزيد في مواجهة مشروع اذابتهم في الدول التي يقيمون فيها ، وخاصة ممن يعيشون الآن في الدول الغربية لذلك هم ينظمون انفسهم بجمعيات تعنى بإبراز حق العودة الى فلسطين في تلك المجتمعات ، وعلى الدول العربية أيضاً أن تسمح للاجئين الفلسطينيين المتواجدين على أراضيها وحتى ممن يحملون جنسياتها ومن أصول فلسطينية أن ينظموا أنفسهم في هيئات تمكنهم من إيصال صوتهم للعالم ومؤسساته ، خاصة أن بعض هذه الدول تعامل الفلسطيني بإعتباره إنسان من كوكب آخر أو يقع في الدرجات المتأخرة من التصنيف الإنساني .

إن مشاريع التهدئة المطروحة وتتمسك بها فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة هي تسويف طالما أن العدو يستهدف يومياً أبناء الضفة الغربية ويستهدف المسجد الاقصى وأبناء القدس في الشيخ جراح وسلوان وابناء بلدة بيتا وغيرها واذا لم يتم البحث بحق عودة الفلسطينيين الى وطنهم ، وبالتالي أي فلسطيني أوعربي يحاول المساس بهذا الحق سينظر له على أنه خائن بكل ما تعني هذه الكلمة ...........