الذين يلوثون الوطن
مدينة عمان من أنظف العواصم العربية وهذه ليست شهادتنا نحن سكانها بل شهادة كل الزائرين الذين يفدون إليها من عرب وأجانب وهذه النظافة لم تأت من فراغ بل من عمل دؤوب تقوم بها أمانة عمان وأجهزتها المختلفة فعمال الوطن يواصلون الليل بالنهار وهم يعملون جاهدين كيلا تتغير هذه الصورة النظيفة الجميلة ونحن جميعا نشاهد هؤلاء العمال وهم يعملون حتى ساعة متأخرة من الليل في معظم الشوارع.
هذه الصورة الجميلة والرائعة للعاصمة عمان -مع الأسف الشديد- يحاول البعض تشويهها بأفعال غير لائقة وتصرفات غير مسؤولة فنجد أن مواطنا متعلما ويركب سيارة من أغلى وأفخم الأنواع لا يخجل من قذف علبة مشروبات غازية فارغة إلى الشارع وهو يقف على الإشارة الضوئية ونرى سيارة أخرى تسير في شارع رئيسي نظيف جدا فنفاجأ برمي أربعة أو خمسة أكواب من البلاستيك من نوافذ هذه السيارة إلى الشارع.
أما المتنزهون فنستغرب كيف يذهبون إلى إحدى المناطق الجميلة ويقضون يوما ممتعا يأكلون ويشربون ثم يتركون نفاياتهم مكانهم وكأنهم لن يعودوا إلى هذا المكان في حياتهم أو يحسبون حسابا بأن عائلات غيرهم ستؤم هذا المكان ولو فكر هؤلاء قليلا بأنهم قد يذهبون إلى إحدى الغابات ليتنزهوا ثم يجدون نفايات تركها غيرهم فماذا سيكون موقفهم وتعليقهم؟!
في مناطق عجلون ودبين وجرش والبحر الميت هنالك أكوام من النفايات تركها مواطنون ذهبوا للتنزه هناك وهذه النفايات هي مرتع خصب للذباب والفئران والجراذين وهذه القوارض بحاجة إلى مكافحة وهذه المكافحة تكلف أموالا كبيرة جدا.
ويتساءل أحد المواطنين في رسالة بعث بها إلى هذه الزاوية عن السبب الذي يجعل المواطن الأردني منضبطا إلى أقصى حدود الانضباط عندما يكون في بلد أجنبي بينما يتصرف في بلده بمنتهى اللاحضارية وبمنتهى الفوضى وعدم الالتزام فنجده هناك يلتزم بالدور ويلتزم بالنظافة وكأنه إنسان غير الإنسان الذي نراه هنا.
هناك العديد من الاحاديث النبوية الشريفة التي تحض على النظافة لكن -مع الأسف- فإن الكثيرين لا يلتزمون بها، وهنا يحضرني قول للشيخ محمد عبده عندما زار بريطانيا وعاد من هناك فسألوه ماذا رأى في تلك البلاد فقال جملته المشهورة: رأيت مسلمين بدون قرآن!!
أي أنه رأى شعبا ملتزما بكل القيم العامة مع أنهم غير مسلمين بينما المفروض أن يلتزم المسلمون بهذه القيم التي يدعوهم دينهم السمح إليها.
ما المانع من أن يبقي أي مواطن علبة المشروبات الغازية في سيارته ثم يضعها في أية حاوية للقمامة يمر عليها؟!
وما المانع أن يضع المتنزهون النفايات التي يخلفونها في كيس بلاستيكي ثم ينقلونه معهم إلى أقرب حاوية على الطريق؟!
ما نتمناه هو أن نحترم بلدنا وأن نقدر الجهود التي تبذل في تجميله وتنظيفه وألا نكون فوضويين بدون أي سبب مقنع لكنه الاستهتار بمنجزات هذا الوطن وبقيمنا الدينية والحضارية.
nazeehgoussous@hotmail.com
هذه الصورة الجميلة والرائعة للعاصمة عمان -مع الأسف الشديد- يحاول البعض تشويهها بأفعال غير لائقة وتصرفات غير مسؤولة فنجد أن مواطنا متعلما ويركب سيارة من أغلى وأفخم الأنواع لا يخجل من قذف علبة مشروبات غازية فارغة إلى الشارع وهو يقف على الإشارة الضوئية ونرى سيارة أخرى تسير في شارع رئيسي نظيف جدا فنفاجأ برمي أربعة أو خمسة أكواب من البلاستيك من نوافذ هذه السيارة إلى الشارع.
أما المتنزهون فنستغرب كيف يذهبون إلى إحدى المناطق الجميلة ويقضون يوما ممتعا يأكلون ويشربون ثم يتركون نفاياتهم مكانهم وكأنهم لن يعودوا إلى هذا المكان في حياتهم أو يحسبون حسابا بأن عائلات غيرهم ستؤم هذا المكان ولو فكر هؤلاء قليلا بأنهم قد يذهبون إلى إحدى الغابات ليتنزهوا ثم يجدون نفايات تركها غيرهم فماذا سيكون موقفهم وتعليقهم؟!
في مناطق عجلون ودبين وجرش والبحر الميت هنالك أكوام من النفايات تركها مواطنون ذهبوا للتنزه هناك وهذه النفايات هي مرتع خصب للذباب والفئران والجراذين وهذه القوارض بحاجة إلى مكافحة وهذه المكافحة تكلف أموالا كبيرة جدا.
ويتساءل أحد المواطنين في رسالة بعث بها إلى هذه الزاوية عن السبب الذي يجعل المواطن الأردني منضبطا إلى أقصى حدود الانضباط عندما يكون في بلد أجنبي بينما يتصرف في بلده بمنتهى اللاحضارية وبمنتهى الفوضى وعدم الالتزام فنجده هناك يلتزم بالدور ويلتزم بالنظافة وكأنه إنسان غير الإنسان الذي نراه هنا.
هناك العديد من الاحاديث النبوية الشريفة التي تحض على النظافة لكن -مع الأسف- فإن الكثيرين لا يلتزمون بها، وهنا يحضرني قول للشيخ محمد عبده عندما زار بريطانيا وعاد من هناك فسألوه ماذا رأى في تلك البلاد فقال جملته المشهورة: رأيت مسلمين بدون قرآن!!
أي أنه رأى شعبا ملتزما بكل القيم العامة مع أنهم غير مسلمين بينما المفروض أن يلتزم المسلمون بهذه القيم التي يدعوهم دينهم السمح إليها.
ما المانع من أن يبقي أي مواطن علبة المشروبات الغازية في سيارته ثم يضعها في أية حاوية للقمامة يمر عليها؟!
وما المانع أن يضع المتنزهون النفايات التي يخلفونها في كيس بلاستيكي ثم ينقلونه معهم إلى أقرب حاوية على الطريق؟!
ما نتمناه هو أن نحترم بلدنا وأن نقدر الجهود التي تبذل في تجميله وتنظيفه وألا نكون فوضويين بدون أي سبب مقنع لكنه الاستهتار بمنجزات هذا الوطن وبقيمنا الدينية والحضارية.
nazeehgoussous@hotmail.com