زيارة الملك للأضرحة وقمة بغداد

أخبار البلد -

 
موفقة تلك الخطوة التي قام بها الملك عبدالله الثاني حين قرر ان يزور اضرحة الصحابة في قرية مؤتة؛ فالدلالة سياسية عميقة الرسائل وباتجاهات متعددة.

الزيارة للأضرحة سبقت الذهاب إلى بغداد بيوم واحد، حيث غادر الملك من اجل حضور القمة الثلاثية الهامة التي تجمعه بالرئيس المصري والعراقي.

زيارة أضرحة الصحابة ذات القدسية العالية عند الشيعة العراقيين ترسل رسالة واضحة للاخوة العراقيين أن الأردن -ملكًا ووطنًا- يحترم آل البيت، وقواسم مشتركاتنا كبيرة ويمكن البناء عليها.

إذن الملك يريد أن يقول للجميع إن الاردن يملك الجسور الثقافية الاصيلة الممتدة نحو الجميع، وهنا تتكاثف الرسالة للعراق ولشعبها بأن الاردن شقيق قريب وليس مجرد "آخر".

نعود للقمة الثلاثية التي يجب الاستثمار فيها كما ينبغي، وأظنها فرصة لتدشين علاقة ثابتة تخدم الثلاثي، وتعود بالنفع على القضايا العربية الهامة.

الأردن مهتم بالتنسيق الثلاثي مع الاشقاء في العراق ومصر، لا غرض له إلا تحسين موقفه من خلال تحالفات متينة وذات وزن ثقيل.

نحن نعاني في الآونة الاخيرة من مستوى علاقتنا بالأشقاء، هناك هلامية وعدم جدية، وبعد ما جرى في سوريا على مر السنوات العشر الماضية كان اللجوء لقناة بغداد والقاهرة أمرًا ذكيًّا ومحسوبًا.

بغداد في عهد الكاظمي أقل تحسسًا في البحث عن بيت عربي يساعد، والأردن بدوره مطلوب منه أن يتكيف أكثر مع علاقة بغداد مع طهران، ولعل زيارة الملك للاضرحة خير رسالة على أن الاردن لن يتحسس من تجاوز أي معطى يعيق العلاقة مع بغداد.

القمة الثلاثية نوعية، فيها ثلاث دول من العيار الثقيل، تجمعها هموم بنيوية مشتركة، هناك فرص اقتصادية، والاهم ان تتواصل المعادلة وننجز التعاون بشكل مؤسسي.