خطأ عبد لله محادين


خالد عياصرة

يتعرض لكل أشكال الترهيب، يطرق باب بيته ليلا، يفتح الباب، لأنه لا يجد احد الا الهواء الذي يلفح صفحة وجهة، و ورقة مكتوب عليها" وين بدك تروح منا" !!
تدخل رياح الخوف قلبه، فاصل أعلاني ثم نعود، فكر فيما سنقول، اتصالات مرعبة له ولأسرته، يهددونه بخطف أخيه وتهديد أمه وأبيه.

هنا يقرر إخطار الأمن العام لعل وعسى يجد ذك الخفاش الليلي الذي يهدده، يتكرر المسلسل على مدار ثمانية شهور، وتتكرر شكوى الشاب للأمن العام بموجب قانون"الأمن والأمان" وقانون"الشرطة في خدمة الشعب" مطالبا إياهم إيجاد الفاعل وحمايته وحياته - منهم - او منه .

لا حياة لمن تنادي جاء الجواب، يقف الشاب مسكونا بالاستغراب نتيجة التقصير المقصود جراء التكرار، الذي يبديه الأمن اتجاهه.

فقد لأنه ناشط سياسي في حراك شعبي، يطالب بحماية الدولة من الفاسدين، وتهوين الحياة على الفقراء والمساكين.

ذاك عبد الله محادين، الذي القي اقبض عليه من قبل الأمن العام، وبحوزته سلاحا ناريا خلال فعالية "كازك يا وطن" المناوئة لرفع أسعار المحروقات، التي حضنا شارع الرينبو في العاصمة الأردنية عمان.

لا ننكر ان المجتمع الأردني ضد حمل الأسلحة النارية، والتجول بها في الطرقات، لكن ماذا يفعل من تهدد حياته ؟ السنا دولة الأمن والأمان !!

نعم، عبد الله محادين أخطا، ولا يمكن إنكار ذلك، لكن لما يتم إنكار تقصير الأمن العام في حماية حياة الشاب!!
يلمونه على حمل السلاح حماية ودفاعا عن نفسه المهددة بالأصل، في حين يتقاعسون عن الإمساك بتلك بمن يهدد امن البلاد والعباد. يتناسون الأسلحة المكدسة في أيادي الزعران وأصحاب السوابق الذين باتوا يشكلون داعما لوجستيا حقيقيا للنظام، ويهددون الدولة الأردنية برمتها وبقائها.

يحاسبون المحادين ويتهمونه على حملة سلاحا لحماية نفسه بعدما قصر الأمن العام في حمايته، ، لكنهم لا يتهمون أنفسهم، ويتغاضون عن من قاموا بقطع طريق المطار جهارا نهارا للمطالبة بإطلاق سراح رفاقهم من الحرامية والسرسرية ومهربي الأسلحة والمخدرات وسارقي السيارات الفارهة، يصورونهم في برنامج "أم بي سي في أسبوع " باعتبار خطوة الأمن العام هذه تحمل من نوعية ما يتوجب توثيقها وتعميمها، لكنهم لم يقولوا لنا : لمَ يا ترى تم إطلاق سراح 25 شخصا من مهربي السلاح والمخدرات بعد ساعات ؟؟

يحاسبون محادين لأنه حمل سلاحا لحماية نفسه، ويتناسون حملة الأسلحة في الجامعات الأردنية التي ضربت منظومتها باسم الوطنية والعشائرية من الشمال للجنوب!!

يحاسبون المحادين، و يتناسون البلطجية الذين فضحوا الأردن دوليا وبامتياز، من خلال تعرضهم للحراك الشعبي الإصلاحي بواسطة الأسلحة النارية والبيضاء!!

قصور كلوي في الفعل الأمني للأمن العام قائم على سياسة العصا والجزرة، في التعاطي مع كل من يطالب بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين واستعادة هيبة الدولة التي مسح بها الأرض، وعين الأمن العام كما الدولة، مصابة بداء العمى الإرادي المرغوب، فمن لم يكن مع النظام ويؤكد احقيته وأحقية الفاسدين في تراب هذا الوطن، وسيطرته على مفاصلة وقلبه وعقلة وموارده، فأنهم لن يعيروه اهتماما أو يمنحوه أمنا، انطلاقا من مبادئ أن ما يقوله النظام وأجهزته المتورطة هو الحق الذي لا يأتيه الباطل أو الشك، فلا رأي للشعب ونشطائه، الا ما يرى النظام واذرعه الأمنية، التي ستقود البلد إلى جرف الانهيار!!

الإنسان عندما يشعر بالتهديد من قبل فئات الظلام السوداء فانه يحتاط حفاظا على حياته التي لا يردها إن تنتهي ببساطة على يد أزعر أو بلطجي.
رمزية "كازك يا وطن" ستشعل النار، وقد تقود إلى أن يفكر عبد الله محادين بشنق نفسه بواسطة بطانية السجن، أو بشرب كأس كاز من كازية الأمن العام، فحذاري حذاري من هذا .

الحرية لعبد الله محادين والحرية لوطننا وشعبنا المقموع بحجه الأمن والأمان السائر على حقل الجمر والرماد.
الله يرحمنا برحمته .
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com