د. احمد ابو غنيمة يكتب: أغنيناكم وأفقرتم أولادنا !!!!
حين نكب هارون الرشيد وزراؤه من البرامكة في سالف الأزمان، قال قولته المشهورة : أغنيناكم وأفقرتم اولادنا !!! ، نتيجة سخطه على تحكمهم بمقدرات الخلافة العباسية في عهده ، فكانوا أغنى من الخليفة نفسه فيما يملكون من أموال وضياع وحاشية وحشم، وبما صنعوه لأنفسهم من مظاهر الجاه والسلطان، فكانت نهايتهم المحتومة في عهده بأن نكبهم واستولى على ما يملكون من اموال وضياع.
وحين تصل أوضاعنا في الأردن إلى مديونية قياسية في ظرف عِقد من الزمان فتتضاعف بنسة 100 % على الأقل، ويتفاقم العجز في ميزانية الدولة عاماً إثر عام، وحين تصل مستويات البطالة إلى شبح يهدد الأمن الإجتماعي والإقتصادي لدى فئات كثيرة من الشباب العاطل عن العمل.
وبالتوازي مع ما نشهده من ركود اقتصادي يطال معظم القطاعات التجارية والصناعية، نقرأ ونسمع عن قصور تمنح من هنا وهناك لمسؤولين سابقيين قدموا خدمات جليلة للنظام السياسي في الأردن، من تزوير لإرداة الشعب من ناحية أو المساهمة في بيع مقدرات الدولة من ناحية أخرى فيما يُعرف بالخصصة التي لم تبقِ ولم تذر من مؤسسات الدولة الإقتصادية، فبيعت بأبخس الأثمان ولم نعرف أين ذهبت أموالها ولمن ؟؟
وبالتوازي مع هذا وذاك، قرأنا وسمعنا عن التعيينات التي كانت تدور في بيت الأردنيين جميعاً من تعيين الأقارب والأحباب والأصدقاء بدون مسوغات قانونية أو أدبية تبيح تجاوز الأردنيين في تعيين هؤلاء في مواقعهم دون إعطاء الحق للجميع بالتنافس على هذه المواقع، وليس هذا وحسب، بل سمعنا وقرأنا عن أن أحد أصدقاء شخصة كانت تشغل موقعاً متقدما في بيت الأردنيين كان يصول ويجول بمركبة فاخرة تعود لبيت الأردنيين لأن صديقه ذلك المسؤول الكبير أردا أن يُكرم صديقه على حساب الشعب الأردني !!!
حين يصل الأمر إلى عدم محاسبة أي فاسد ممن شغلوا مواقع مسؤولية في الدولة الأردنية على مر السنين، فنراهم يصولون ويجولون بأموالهم التي اكتسبوها زوراً وبهتاناً دون وجه حق والشعب الأردني يعاني ضنك العيش ، وحين نقرأ ونسمع في وسائل الإعلام الغربية عن البذخ والترف الذي يعيش فيه بعض المسؤولين الأردنيين والشعب الأردني يعاني ظروفاً اقتصادية صعبة، فنشاهد تلك الصور عن الأزياء الفاخرة التي يقتنوها وما يتبعها من ملحقات والتي يساوي ثمن البعض منها قوت عشرات العائلات الأردنية لأشهر عديدة !!!
صدق الرشيد حين قال لوزرائه من البرامكة: اغنيناكم وأفقرتم أولادنا، ونحن نقول لنفر من المسؤولين ممن ابتلينا بهم، لقد اغتينتم على حسابنا، وأفقرتمونا وأفقرتم اولادنا، وجعلتم مستقبل أولادنا في مهب الريح، فلا فرص عمل ستستوعبهم في المستقبل ولا مؤشرات اقتصادية مريحة في السنوات القادمات تجعلنا نطئمن إلى قدرتنا على أكمال مشوارنا مع أبنائنا بأن نوصلهم إلى بر الأمان لتأمين مستقبلهم التعليمي والإجتماعي.
فيا من أغنيناكم وأفقرتم اولادنا !!!
آما آن لكم أن تكفوا أيديكم عما في جيوبنا، فلا ترهقونا بضرائب جديدة لسد العجز في الميزانية، وأرحموا عيوننا من متابعة آخر ما تقتنون من ملابس فاخرة لا يقدر عليها سوى من كان يملك كنزاً دفيناً وبئراً لا ينضب من الأموال !!!