كيف يسجّل فلاديمير بوتين دائماً "الهدف الحاسم"؟
اخبار البلد - بوتين يحظى أيضاً بمكانة كبيرة في الرياضة
حضر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، السويسري جياني إنفانتينو، قبل أيام، مباراة بلجيكا وفنلندا في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، في إطار منافسات كأس أوروبا لكرة القدم. لكن لم يكن من الممكن على إنفانتينو قبل أن يحضر المباراة، إلّا أن يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
هكذا حلّ إنفانتينو ضيفاً على بوتين في الكرملين وتحدّثا في بعض جوانب كرة القدم واستذكرا مونديال روسيا 2018، حيث أشاد إنفانتينو بالرئيس الروسي وبتلك البطولة
بالتأكيد فإن إنفانتينو يعرف مكانة بوتين جيداً ودوره المؤثّر في نيل روسيا حقوق استضافة ذلك المونديال وكذا دوره في إنجاح تلك البطولة بامتياز، حيث إن إنفانتينو كان ضيفاً دائماً على الكرملين خلال التحضيرات لانطلاق مونديال روسيا
في تلك الفترة رأينا بوتين يركل الكرة في الكرملين، يزور الملاعب، يحتضن الأسطورتين البرازيلي بيليه والراحل دييغو مارادونا خلال تواجدهما في روسيا
كان نجاح المونديال نجاحاً لبوتين. وهو نجاح تفتخر به روسيا وشعبها، وهو كذلك انتصار تحديداً على حملة ضد موسكو كانت وراءها إنكلترا وصحفها انطلقت بعد حصول روسيا على حق استضافة المونديال. لكن روسيا انتصرت باستضافة مبهرة للبطولة
هو الأمر نفسه حصل في قضية التنشّط التي طالت رياضيين روس قبل سنوات، وأدّت لاستبعاد روسيا عن أولمبياد 2016 في ريو وخوضها أولمبياد 2018 الشتوي تحت العلم الأولمبي وصولاً إلى أنها ستخوض أولمبياد طوكيو الشهر المقبل تحت اسم اللجنة الأولمبية الروسية ودون رفع العلم الروسي وعزف النشيد الروسي، علماً أن روسيا تُعتبر من القوى العظمى في الألعاب الأولمبية
خلال اللقاء بين بوتين وإنفانتينو في الكرملين قبل أيام
يحصل في كل البلدان تقريباً أن يُكشَف عن تناول رياضيين منشطات وتتم معاقبتهم ووقفهم عن المنافسات، أما ما حصل مع روسيا فأخذ منحى آخر حيث كان واضحاً أن ثمّة حملة ممنهجة تستهدف روسيا وصورتها وصورة بوتين، وذلك من خلال تقرير الكندي ريتشارد ماكلارين من الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات الذي ورد فيه بأنه كان هناك "نظام للمنشطات تشارك فيه مؤسسات حكومية في روسيا"
لم يقف بوتين متفرّجاً. ففي الوقت الذي دعا فيه إلى معاقبة أي رياضي يتناول المنشطات وإلى مواجهة التنشّط، فإنه اتّهم الولايات المتحدة باختلاق قضية المنشطات للتأثير على الانتخابات الرئاسية الروسية في 2018 والتي كان مرشّحاً فيها وفاز بها
وقال بوتين حينها: "رداً على تدخّلنا المزعوم في انتخاباتهم (الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب)، يريدون اختلاق مشاكل في انتخابات رئيس روسيا"
حتى يمكن القول أيضاً أنه في كل بطولة رياضية تكون روسيا مستهدفة لأبعاد سياسية. هذا حصل في بطولة كأس أوروبا الحالية من خلال قميص منتخب أوكرانيا الذي تضمّن خريطة أوكرانيا ومن ضمنها شبه جزيرة القرم التي أصبحت تحت السيادة الروسية عام 2014 باستفتاء شعبي، مع شعارَين مرتبطين في روسيا باليمين الأوكراني المتطرّف: "المجد لأوكرانيا" و"المجد للأبطال"، وهذا ما لقي احتجاجاً كبيراً في روسيا واعتبرته "استفزازاً سياسياً"
مجدّداً لم يقف بوتين مكتوف الأيدي، قال عن خطوة الأوكرانيين: "إنهم يحتقرون الإرادة الشعبية لمواطني القرم"
هكذا تجد روسيا نفسها دائماً في دائرة الاستهداف في المجال الرياضي وفي أي بطولة رياضية كبرى لأبعاد سياسية، وللتأثير على صورتها ومكانتها. لكن دائماً، فإن بوتين، يقول كلمته الحاسمة، مسجّلاً "الهدف الحاسم"