ما أحوجنا إلى الأمن الفكري الذاتي!
أخبار البلد - اصطلاحات نسمعها كالأمن الغذائي والأمن المائي والأمن الصحي.. الخ، باستثناء «الأمْن الفكري» المرتبط بهدوء القلب واطمئنانه المرافق لحالة من السلام الداخلي الفردي والجمعي..
مؤكدين على أهمية الأمن الفكري الذاتي/الفردي/ فوفق وجهة نظرنا المتواضعة لن يتوفر «أمن فكري ذاتي» بدون عقل مستنير يفكّر ويمحّص ويدقّق ليختار الأفضل من بين الخيارات المتاحة مميزاً بين الغثّ والسمين ليتمكن فعلاً من الوصول لأنواع الأمْن الأخرى من صحي ومائي وغذائي الخ.. من خلال تراكمات الأمن الفكري الذاتي «المؤدية لقفزة نوعية توصل لـ «الأمن الفكري العام» المنشود.. وبدون الفردي لا يمكن الوصول للجمعي.
علماً بأن وجهة نظر الغالبية تُعرّف «الأمن الفكري» بكونه الحالة التي يأمن بها الإنسان ويطمئن على نفسه، سالماً من كل أمر قد ينتقص من عقله وعرضه ودينه، أو ماله.
وهذا صحيح ولكنه لن يتحقق بدون الأساس/ الأمن الفكري الفردي/ النابع من «الذات» وهو نواة لكل أمن غذائي ومائي وصحّي بما فيها «الأمن الفكري العام» دينامو الطمأنينة المولد لسلامة الفكر والاعتقاد، والتفاعل الرشيد مع الثقافات الأخرى، ومعالجة مظاهر الانحراف الفكري في النفس والمجتمع،الذي يشكل تهديدًا للأمن الوطني أو أحد مقوماته الفكرية، والعقائدية، والثقافية، والأخلاقية، والأمنية.
مذكرين بهذه العجالة بأن الفكر أي فكر علمي أدبي سياسي ثقافي اقتصادي صناعي عقائدي ثقافي أخلاقي أمني حتى» ثقافي مروري يتعلق بقيادة السيارات» من فن وذوق وأخلاق.. لن يصلح ما لم يصلح «العقل» لأن العقل هو آلة الفكر وهو أساس استخراج المعارف وطريق بناء الحضارات.. ومن هنا لا بد من المحافظة على سلامة العقل وحمايته من المفسدات..
فكل أنواع الأمن المنشودة لن تتحقق على أرض الواقع بدون «عقل سليم» و«فكر صحيح» ورأي سديد علماً بأن «اهل القديم» حددوا موقع العقل بالرأس او القلب بينما «التحديثيون» اختاروا الدماغ محلا للعقل والادراك والفكر لاعتقادهم بأن الفكر هو انعكاس الدماغ على الواقع.. وهذا يجانِبُ الحقيقة لأن الدماغ كسائر الأعضاء لا يحدث منه انعكاس ولا يحصل عليه انعكاس!
فالعملية الفكرية لا تحصل إلا بوجود أربعة عناصر:
1- الواقع المحسوس
2- الحواس او واحدة منها
3- الدماغ
4- المعلومات السابقة
وبناء عليه فالفكر أو الإدراك او الأفكار تعني نقل الواقع بواسطة الحواس الى الداخل الذي يجب أن يتضمن «معلومات سابقة «منصهرة تحمل مزايا مشتركة سواء في «قلب الأصالة» أو «عقل المعاصرة» المتداخلة خصائصهما ببوتقة داخلية ذاتية واحدة ألا وهي بوتقة «المعلومات المسبقة»/ ركيزة العملية الفكرية/ والتي هي بمثابة «المضغة» بالحديث الشريف:
(الا وإن في الجسد مُضغة إذا صلُحَتْ صلُح الجسدً كلُّه واذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) ففاقد الشيء لا يعطيه!
فإن كان «الباطن»/ العقل أوالقلب/صالحاً بمعلوماته المسبقة ومعاييره الصحيحة فلسوف ينتج أفكاراً سليمة تبلور أمناً فكرياً سليماً، فازدياد صلاح الباطن يكون بازدياد صلاح الظاهر والعكس صحيح..
فما أحوجنا إذن إلى «أمن فكري ذاتي فردي» سليم ينبثق عن «عقل سليم» تساهم تراكماته بتحفيز كل أنواع الأمن الأخرى..