هل تنجح مسكنات أوستن في علاج صداع البيت الأبيض؟

أخبار البلد-

 
اتصل وزير الدفاع الامريكي لويد أوستن بنظيره في الكيان الاسرائيلي بيني غانتس، مهنئاً إياه بالمنصب الذي لم يغادره عقب تشكيل حكومة التغير بقيادة المتطرف نفتالي بينت وشريكه في الائتلاف لبيد يوم الاثنين الماضي.

الاتصال جاء قبل ساعات قليلة من انطلاق مسيرة الأعلام التي نظمها المستوطنون أمام باب العامود، ورغم أن التصريح الصحفي لم يشر إلى تناول اوستن التوتر الناجم عن مسيرة الاعلام في اتصاله مع غانتس؛ إلا أن خفض التصعيد والهدوء يعد مصدر القلق والاهتمام الامريكي الدائم منذ رمضان الفائت.

تثبيت وقف إطلاق النار والحفاظ على الهدوء يعد أحد أبرز أهداف إدارة بايدن في المرحلة الحالية، خصوصا وأن الرئيس الامريكي في خضم جولة سياسية شملت مجموعة السبع جنوب إنكلترا والناتو والحلفاء الاوروبيين في بروكسل، لتختم يوم غد الاربعاء بلقاء فلاديمير بوتين في جنيف.

التوتر في الاراضي الفلسطينية واندلاع مواجهة مسلحة؛ آخر ما ترغب فيه الادارة الامريكية، فهو صداع يعيق قدرتها على التركيز في استراتيجيتها الكبرى التي تتطلب تعاوناً من حلفائها وشركائها في الاقليم لمواجهة التحدي الصيني والروسي، واستكمال استراتيجية الانسحاب من أفغانستان التي باتت تتطلب تعاونا تركيا وباكستانيا بل وقطرياً.

حكومة بينت/لبيد تجاهلت مسيرة الأعلام، وعملت على التخفيف من مخاطرها بإبعادها عن البلدة القديمة، فآخر ما ترغب فيه أزمة تفجر الائتلاف وتنهي حكومة التغير التي لم يتمكن بعد رئيسها بينت من الانتقال الى المقر الخاص به في ما يسمى شارع بلفور بسبب رفض نتنياهو مغادرته، فنتنياهو طلب أسابيع قليلة حتى يتمكن من الانتقال الى مسكنه الجديد أملاً في انهيار الحكومة، وهو أمر طريف وسخيف في الآن ذاته.

الكثير من المفارقات المتولدة عن الرغبة في تجنب الأزمات والصواعق المتفجرة في أداء بينت ولبيد وغانتس؛ مفارقات ستبقى مصدراً للصداع والقلق لدى الادارة الامريكية بقيادة بايدن، والتي تبحث عن هدوء مستحيل في ظل الانقسام الداخلي في الكيان الإسرائيلي، وفي ظل الحاجة المستمرة لمتابعة ملف بات مرهقاً ومزعجاً لإدارة بايدن المنشغلة بملفات دولية كبرى تفوق في أهيمتها متطلبات اليمين الاسرائيلي وقادته المتصارعين.. فهل تنجح مسكنات أوستن؟ أم أن الحاجة الى علاجات ومضادات حيوية بات حاجة أكثر إلحاحا في إدارة بايدن للتعامل مع التهور الصهيوني؟