اخبار البلد - صالح الراشد
يواصلون العبث بكل ما هو فلسطيني، يسعون لإشعال الحرب بشتى الطرق، فيفشلوا وتذهب ريحهم في مكان فيبحثون عن نشر شرورهم في مكان آخر، فهم لم يجرؤوا على تنظيم مسيرة الأعلام أو دخول المسجد الأقصى، وقوبلوا بوابل من نيران الأسلحة الشريفة العزيزة البطلة حين دخلوا جنين، ورغم ذلك لم يتوقفوا كون رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو يبحث عن حربة، فأطلق الكلاب الجائعة ويُطلق عليهم مجازاً "المستوطنين" ليعبثوا فساداً على جبل صبيح في بيتا الواقعة في منطقة نابلس، وهناك كثرت الإصابات وارتقى الشهداء دفاعاً عن الأرض، والغاية واضحة وهي استفزاز المقاومة لإطلاق صواريخها أو جعل أمن السلطة يتدخل وربما يحلم نتنياهو بتدخل بعيد المدى من حزب الله.
فالنتن ياهو يبحث عن البقاء في السلطة على الرغم من رفض وجوده من قبل الصهاينة أنفسهم ، وحتى يكسر شوكة معارضيه في الكنيست عليه أن يصنع حربه الأخيرة والتي ستذهب به إلى مزابل التاريخ التي تُمثل النهاية الطبيعية لكل سفاح مجرم، ولن يشفع له الحابون صوب تل الربيع المحتلة ولن تُنقذه المليارات التي هبطت بمظلات الغدر ، كون الصورة أصبحت أكثر وضوحاً وأنه سينهي فترة رئاسته بفضائح جديدة ستزيد من مدة بقائه في السجن لتذهب جميع المواثيق الجديدة إلى المجهول.
ويبدوا أنه وعلى الرغم من جلوسه على سدة الحكم الصهيوني لمدة طويلة، فإنه لم يتعلم الدرس جيداً وأثبت أنه تلميذ فاشل وظهر أن غبائه سيقتله، فنتنياهو لم يُدرك أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم وان استسلمت قيادته في عديد المواقف، وحتى إن تسابق بعض العرب للدفاع عن الصهاينة، وبالتالي فقد راهن نتنياهو على الخيول الخاسرة كون السباق للخيول الأصيلة وليست المُهجنة، لذا سقط في منتصف طريق أحلامه وتحولت بقية الطريق لكابوس أرعب نتنياهو وخيوله، ليهتف بصوت مرعوب .. "ما لي ولأهل فلسطين.. فالطريق طويل مع شعب لا يستسلم.. فكلما قتلنا أحدهم ولد مكانه ألف وكلما جندنا أحدهم داخل أو خارج البلاد ظهر ألف شريف جديد.. لقد أخطأنا فقد تجمعنا للموت حسب الأديان السماوية".
نعم سيدركون جميعاً أن شجر الغرقد لن يشفع لهم، لأن الحجر والشجر سيشهدان عليهم ويُقتلون هنا، لذا فعليهم أن يتعظوا من كلمات شاعر فلسطين محمود درويش وأن يغادروا الأرض المقدسة ويصدقوا كلماته بأنهم عابرون في كلام عابر ، وعليهم أن يتمعنوا في شعره حين قال لهم:
ايها المارون بين الكلمات العابرة
منكم السيف ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار ومنا لحمنا
منكم دبابة اخرى ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا