اللجنة الملكية من الاحباط الى الامل
اخبار البلد - علي الدلايكة
لا شك ان درجة الشعور بالاحباط لدى الشعب الاردني غير مسبوقة وهذا نتيجة تراكمات عديدة افرزتها سلوكيات حكومية وبرلمانية عززتها قيم الواسطة والمحسوبية وغياب العدالة فظهر الفساد المالي والاداري واصبح ظاهرة ملموسة ومحسوسة وغابت الهوية الجامعة وبرزت الهويات الفرعية وغاب اعلام الدولة وظهر اعلام الاشخاص وغاب من يتكلمون بالحقائق والوقائع وظهر من يتكلم بالقيل والقال واختفى اصحاب الحل والربط وظهر من يركبون الموجة ويقتنصون الاحداث وانقطع الاتصال التواصل واغلقت جميع الابواب وتقدم من تقدم بالمواقع ونحي من نحي حسب الاهواء والمصالح ولا غير ، كل ذلك وغيره الكثير اوصلنا الى ما نحن عليه واصبح بدا ان لا يبقى الحال على ما هو عليه فجاءت الرغبة الملكية متوافقه مع المطالب الشعبية بضرورة تغيير الحال باحسن فتشكلت اللجنة الملكية .
وهنا اقول اعانهم الله رئيسا واعضاء وهنا ايضا من المحال ان تنال اي لجنة رضى الجميع ولكن للحقيقة والانصاف ايضا فانها ممثلة للغالبية وفيها من الخبرات المتعددة والتي تؤهلهم للخروخ بمخرجات تنال رضى الشعب وتلبي رغباتهم وطموحاتهم وفيها من مختلف اطياف اللون السياسي اليمين والوسط واليسار وفيها من المتشدد الناقد والمعتدل.
اللجنة امام تحدي كبير وامام اختبار سيكون تاريخي اما يسجل لهم او عليهم لذلك المطلوب جهد وعمل دؤوب وانفتاح على جميع مكونات المجتمع الاردني وخصوصا الشباب وان تكون هناك آلية شفافة واضحة تضمن عرض خطوات العمل اولا باول وتضمن هذة الالية التغذية الراجعة لكل ما يعرض على طاولة الحوار والنقاش للاستفادة من كل فكرة وتصحيح اي خطوة مبكرا واستدراك اي خلل في حينه .
لا شك ان رئيس اللجنة يملك من الخبرة الاقتصادية والسياسية والفكرية والاجتماعية ما تمكنة من وضع خارطة طريق للجنة وتمكنه من ضبط ايقاع العمل ولكنه سيبقى بحاجة الى تفاعل وتكاتف جميع اعضاء اللجنة لحظة بلحظة وهذا وحده لا يكفي ايضا وانما يتطلب الامر ان لايبخل الجميع من ابناء الوطن في طرح الافكار التي تتعلق بمحاور عمل اللجنة .
وعلينا جميعا ان نستثمر هذة الايام وهذة الخطوات ان كانت المصلحة العامة هدفنا وان كان مستقبلنا يهمنا وان لا ندع الساعات والايام وهي محدودة تمضي دون ان نضيف شيئا جديدا .
لا يستوي ان نبقى جالسين للانتقاد واللطم والمطالبة بالاصلاح ونفوت مثل هكذا فرصة لاحداث ما نريد من تغيير طال امده وانتظاره فوسائل التواصل والمجالس تعج وتتزاحم بها الافكار المنادية بالاصلاح وما يجب ان يكون .
وعلينا ان نستبدل الاحباط بالامل وان يكون التفاؤل عنوان المرحلة المقبلة وان تكون التشاركية نهجنا سيما وان الرسالة الملكية الموجهة لدولة سمير الرفاعي فيها الكثير مما يؤكد على جدية الانطلاقة وضمان حمايتها والالتزام بتنفيذ مخرجاتها وعدم السماح لاي جهة بان تنال من انجازها او تنقص منه وهذا ما لم نعهد سماعه سابقا.
وعلينا الخروج من حالة التشاؤم ومن حالة المقارنة والقياس على ما مضى وان تتوفر لدينا قناعة التغيير وان ندرك اننا نمر في مرحلة تتطلب هذا الاستحقاق وغيره من الاستحقاقات والتي سوف تبنى على نجاحنا في هذة المرحلة .