معذرة مستر بلينكن… امريكا وليست حماس من جلب البؤس والخراب للشعب الفلسطيني

اخبار البلد - محمد النوباني

عندما يعرب وزير الخارجية الامريكي، انطوني بلينكين، عن أمله بأن يرى الشعب الفلسطيني بأن "حماس”لم تجلب له سوى البؤس والخراب، فصاحب هذا التصريح الاحمق والغبي لا يعرف بانه يقوم من حيث لا يدري، بدعاية سياسية لهذه الحركة الفلسطينية. فالشعب الفلسطيني ، باستثناء اقلية مرتبطة بمشروع التسوية الامريكي، لا يثق بما يقوله المسؤولون الامريكيون مطلقاً، ويدرك بوعيه وتجربتة الغنية التي دفع ثمنها غالياً دماء وتضحيات ودموعاً وتشرداً، أن سبب ما يعيشه من بؤس وخراب هو امريكا داعمة وراعية الإرهاب الإسرائيلي بالمال والسلاح والتي توفر له الحماية وتمنع مساءلة إسرائيل امام المحافل الدولية.


ومقابل ذلك فإن كل فلسطيني مخلص لقضيته يدرك بأن التنظيمات والفصائل الفلسطينية التي تحرض عليها امريكا وتناصبها العداء هي تنظيمات معادية جذرياً لآسرائيل وتشكل، بسبب تمسكها بخيار المقاومة وبالنضال من اجل استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، خطراً وجودياً عليها وبالتالي على المصالح الامريكية و على ما يسمى بالامن القومي الامريكي.

إن دبلوماسياً احمقاً ومتصهيناً مثل بلينكن يظن بأننا لا زلنا كما زعم الامريكيون والإسرائيليون في السابق اننا امة لا تقرأ وإن قرأت لا تفهم ولا تستوعب ولذلك فقد زعم ان هدف زيارته الاخيرة الى المنطقة، بعد هزيمة إسرائيل في الحرب الاخيرة على غزة، والتي كانت بلاده شريكاً كاملاً فيها، هو مساعدة الشعب الفلسطيني على إعادة إعمار غزة، وغير ذلك من العناوين الإنسانية، ولكن القاصي والداني يعلم بان الهدف الحقيقي لتلك الزيارة هو إخراج إسرائيل من مازقها ومقايضة إعادة الإعمار بسلاح وصواريخ وانفاق غزة.

واخيراً يجب ان نذكر بلينكن بأنه هو الذي قال في جلسة الاستماع التي عقدها مجلس الشيوخ الامريكي في العشرين من كانون الثاني الماضي للتصويت على قبوله لمنصب وزير ألخارجية في إدارة بايدن بانه يؤيد بقاء القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل وبانه لن يوافق على إعادة السفارة الامريكية إلى تل ابيب وبالتالي فإنه يكذب حينما يدعي بان بلاده تؤيد ما يسمى بحل الدولتين وبأنها ستكون وسيطاً نزيهاً في عملية سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.