بيريز في عمان .. عقدة التوقيت والدلالة!!
جاء شمعون بيريز رئيس اسرائيل الى عمان، والزيارة لم تكن موفقة لا في التوقيت، ولا في مغزاها، ولا في ما يمكن ان يحدث بعدها.
لاحظ كثيرون ان الاعلام الرسمي بث خبراً في ذات يوم استقبال بيريز في عمان، حول استقبال الملك لمسؤولي جميعة خيرية في غزة كفل الملك فيها الفا وخمسمائة يتيم لعامين، وتزامن هذا الخبر مع بث خبر آخر حول زيارة بيريز الى عمان، وكأنه يراد ان يقال اننا نتوازن مع الجميع، ولولا العلاقة مع تل ابيب لما تمكنا من مساعدة الفلسطينيين!!.
استقبل الملك بيريز وغادر الى المانيا، وزيارته تركت اثراً حاداً داخل البلد، لان البلد يشعر بغضب بالغ من التسريبات الاسرائيلية، والتلويح بالتدخل العسكري، وبتنفيذ مؤامرة الوطن البديل، وغير ذلك من قصص، وصلت حد تسريب سيناريو يتحدث عن اغتيال الملك على يد «شرق اردني» وفقا لتعبير الاعلام الاسرائيلي التقسيمي!.
مناخ التعبئة الاردني ضد اسرائيل، رفع نسبة التضامن مع النظام والدولة، لان كثرة في البلد تعتقد ان المستفيد من اي فوضى، ستكون اسرائيل فقط، وهكذا فان عنوان العداء لاسرائيل مفيد جداً حتى من ناحية براغماتية، لاستقرار الداخل الاردني، وهكذا استفادة تم نسفها باستقبال «العجوز» في بلادنا الطاهرة!.
وسط هذه الاجواء واذ بشمعون بيريز في عمان، فلا تفهم كيف تسير الامور في هذه البلد، لان لا احد يصدق ان بيريز جاء الى القصر الملكي معتذراً عن نتنياهو او ُمطمئناً الاردن، حول مخططات اسرائيل؟!.
جاء بيريز وقبله اعلنت حكومتهم عن عشرات الاف الوحدات السكنية في القدس والضفة، ولا احد يعرف ماذا يخططون للفترة المقبلة، لان الخبرة اثبتت ان كل لقاء مع مسؤول اسرائيلي، تأتي بعده مصيبة يتم تلبيس اي طرف عربي بعض ظلالها!.
السياسة الخارجية للاردن خلال الفترة الماضية، تخلط الماء بالزيت، اذ سيأتي خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الى الاردن، وقبله نجالس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية، وما بينهما يأتي بيريز لشرب الشاي الفاتر في عمان.
برغم تأكيدات القصر الملكي على عملية السلام، وضرورة قيام الدولة الفلسطينية، الا ان كثرة تعرف ان لا سلام ولا ما يسلمون، كما ان الدولة الفلسطينية لن تقوم، ونصف اراضي الضفة الغربية تحولت الى مستوطنات، والقدس تختفي بالتدريج، فعن اي سلام نتحدث مع الاسرائيليين؟!.
سيقال لنا ان بيريز جاء وسيطاً بين الاردن واسرائيل لتخفيف التوتر بعد تهديدات الملك بالجيش ضد الاسرائيليين، وسيقال لنا ايضاً ان بيريز جاء يستجلي سر الغضب الاردني الذي وصل حد تنبؤ الملك بتاريخ نهاية لاسرائيل.
كلام جميل. لكنه غير مقنع ابداً، اذ ان زيارة بيريز الى عمان تسببت بأضرار فادحة في الاردن، في توقيت الحراكات والمسيرات، والربيع العربي، وتحشيدنا ضد مخططات اسرائيل، وتهديداتهم ضدنا، وباستقباله سحبنا الهواء من العجلة وعدنا الى المربع الاول.
اذا قلنا لشعبنا ان علينا ان نهدأ قليلا ولا نذهب بعيداً في هذه الحراكات، حتى لا تنفلت الفوضى، وتصبح البلد لقمة سائغة في فم اسرائيل، فماذا سنقول لهم اليوم، بعد استقبالنا لبيريز في عمان؟!.
زيارته كانت خطأ كبيراً، فان لم نرده على اعقابه عقائدياً، فكان لا بد ان نرده ولا نستقبله سياسياً وبراغماتياً، وان نتذكر من جهة اخرى عقدة الوقت والتوقيت والدلالات، وقدرة كثيرين على اختراع الدلالات واستثمارها وتوظيفها.
ثم نرفع لغة التصعيد ضد جيراننا السوريين لقتلهم شعبهم، ونستقبل قاتلا محترفاً برتبة رئيس دولة!.
لاحظ كثيرون ان الاعلام الرسمي بث خبراً في ذات يوم استقبال بيريز في عمان، حول استقبال الملك لمسؤولي جميعة خيرية في غزة كفل الملك فيها الفا وخمسمائة يتيم لعامين، وتزامن هذا الخبر مع بث خبر آخر حول زيارة بيريز الى عمان، وكأنه يراد ان يقال اننا نتوازن مع الجميع، ولولا العلاقة مع تل ابيب لما تمكنا من مساعدة الفلسطينيين!!.
استقبل الملك بيريز وغادر الى المانيا، وزيارته تركت اثراً حاداً داخل البلد، لان البلد يشعر بغضب بالغ من التسريبات الاسرائيلية، والتلويح بالتدخل العسكري، وبتنفيذ مؤامرة الوطن البديل، وغير ذلك من قصص، وصلت حد تسريب سيناريو يتحدث عن اغتيال الملك على يد «شرق اردني» وفقا لتعبير الاعلام الاسرائيلي التقسيمي!.
مناخ التعبئة الاردني ضد اسرائيل، رفع نسبة التضامن مع النظام والدولة، لان كثرة في البلد تعتقد ان المستفيد من اي فوضى، ستكون اسرائيل فقط، وهكذا فان عنوان العداء لاسرائيل مفيد جداً حتى من ناحية براغماتية، لاستقرار الداخل الاردني، وهكذا استفادة تم نسفها باستقبال «العجوز» في بلادنا الطاهرة!.
وسط هذه الاجواء واذ بشمعون بيريز في عمان، فلا تفهم كيف تسير الامور في هذه البلد، لان لا احد يصدق ان بيريز جاء الى القصر الملكي معتذراً عن نتنياهو او ُمطمئناً الاردن، حول مخططات اسرائيل؟!.
جاء بيريز وقبله اعلنت حكومتهم عن عشرات الاف الوحدات السكنية في القدس والضفة، ولا احد يعرف ماذا يخططون للفترة المقبلة، لان الخبرة اثبتت ان كل لقاء مع مسؤول اسرائيلي، تأتي بعده مصيبة يتم تلبيس اي طرف عربي بعض ظلالها!.
السياسة الخارجية للاردن خلال الفترة الماضية، تخلط الماء بالزيت، اذ سيأتي خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الى الاردن، وقبله نجالس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية، وما بينهما يأتي بيريز لشرب الشاي الفاتر في عمان.
برغم تأكيدات القصر الملكي على عملية السلام، وضرورة قيام الدولة الفلسطينية، الا ان كثرة تعرف ان لا سلام ولا ما يسلمون، كما ان الدولة الفلسطينية لن تقوم، ونصف اراضي الضفة الغربية تحولت الى مستوطنات، والقدس تختفي بالتدريج، فعن اي سلام نتحدث مع الاسرائيليين؟!.
سيقال لنا ان بيريز جاء وسيطاً بين الاردن واسرائيل لتخفيف التوتر بعد تهديدات الملك بالجيش ضد الاسرائيليين، وسيقال لنا ايضاً ان بيريز جاء يستجلي سر الغضب الاردني الذي وصل حد تنبؤ الملك بتاريخ نهاية لاسرائيل.
كلام جميل. لكنه غير مقنع ابداً، اذ ان زيارة بيريز الى عمان تسببت بأضرار فادحة في الاردن، في توقيت الحراكات والمسيرات، والربيع العربي، وتحشيدنا ضد مخططات اسرائيل، وتهديداتهم ضدنا، وباستقباله سحبنا الهواء من العجلة وعدنا الى المربع الاول.
اذا قلنا لشعبنا ان علينا ان نهدأ قليلا ولا نذهب بعيداً في هذه الحراكات، حتى لا تنفلت الفوضى، وتصبح البلد لقمة سائغة في فم اسرائيل، فماذا سنقول لهم اليوم، بعد استقبالنا لبيريز في عمان؟!.
زيارته كانت خطأ كبيراً، فان لم نرده على اعقابه عقائدياً، فكان لا بد ان نرده ولا نستقبله سياسياً وبراغماتياً، وان نتذكر من جهة اخرى عقدة الوقت والتوقيت والدلالات، وقدرة كثيرين على اختراع الدلالات واستثمارها وتوظيفها.
ثم نرفع لغة التصعيد ضد جيراننا السوريين لقتلهم شعبهم، ونستقبل قاتلا محترفاً برتبة رئيس دولة!.