هذا الصندوق وكيف تعثّر؟

أخبار البلد-

 
عامان مَضيا ونقابة األطباء متوقفة عن صرف رواتب التقاعد المستحقة ألعضائها بعد ان بدا واضحًا ان كل المحاوالت التي ُبذلت لتفادي هذا المأزق المالي قد باءت بالفشل، وان صندوق التقاعد الذي ولد في سبعينات القرن الماضي كإنجاز كبير.. قد انهار! لكن الالفت ان هذا االنهيار الذي ظنه البعض مدوي ًا ظهر على حقيقته الهزيلة فلم فلم نرهم يهّبون للدعوة لنجدته، وال ُيحدث ردود الفعل المتوقعة، ال عند المستفيدين منه اي األطباء المتقاعدين حالي ًا عند المهتمين بالشأن النقابي العام إذ لم يتحركوا إلقالته من عثرته! اللهم إال ما جرى على ا?تحياء من تبادل بعض االتهامات فيما بينهم حول أسباب االنهيار، ما وراءها ومن وراءها، وهي بمجملها ال ترقى الى مستوى التحليل المالي الرصين فض ًال عن غياب التحليل االجتماعي للشرائح المختلفة التي يتباين دخل أفرادها لدرجة فاحشة لكنهم يدفعون للصندوق نفس االشتراكات، وهم خليط من مستخدمين في الحكومة والجيش وكليات الطب ولهم صناديقهم التقاعدية الخاصة بهم، ومن اكثرية ساحقة تعمل في القطاع الخاص ال نعرف نسبة الذين يملكون »بوالص« تأمين خاصة تغنيهم عن راتب التقاعد، ويختلف ويتفاوت دخل هؤالء وأولئك لدرجات كبيرة، ومن ثم يصعب معر?ة من هم الذين حزنوا فع ًال عند انقطاع راتب التقاعد الضئيل الذي ال يبلغ عند بعضهم الحد األدنى ألجور العمال، وَمن هم الذين لم يتأثروا قط ألنه ال يشكل بالنسبة لهم ُعشر معشار دخلهم العالي.. جدًا! وللعلم فانه ال يقارن برواتب التقاعد في نقابات اخرى كالمهندسين والمحامين والتي تفوقه بكثير، والسبب ببساطة ان موارد صناديقها ليست فقط اشتراكات أعضائها كما في نقابة األطباء بل رسوم ُتحَّصل من جيوب المواطنين بطرق مباشرة او غير مباشرة و ُتجبى بموجب قوانين او أنظمة !قلنا أكثر من مرة انها غير دستورية لذلك لم تلجأ لها نقابة األط?اء لتعزيز صندوقها التقاعدي والستكمال الجوانب التاريخية لهذا الموضوع علينا ان نتذكر أن احدى الحكومات حاولت في أواخر تسعينات القرن الماضي توحيد الصناديق النقابية جميعها ووضعها تحت ادارتها بحجة حمايتها من االفالس بسبب سوء استثمار اموالها! وقد وقفُت يومها من حيث المبدأ الى جانب معارضي هذا التوحيد الخادع وكتبت في »الرأي"١٥ /٣ /١٩٩٨ مستنكرًا ان تكون الحكومة احرص على الصناديق من أصحابها ومبين ًا ان هدفها اصطناع مؤسسة مستقلة جديدة لكن لكي يطبقه لبيعها للقطاع الخاص ومع ان انها تبدو في ظاهرها تأميمًا تضاف للبيروقراطيات العديدة الفاشلة تمهيدًا !?عداء التأميم وكارهو االشتراكية، ويتم في عصر الرقص المجنون على موسيقى الخصخصة في انهيار هذا الصندوق يوصل من لم يقتنع بعد الى ان النقابات المهنية ال تمثل مصالح وبعد.. هل التأمل عميقًا أعضائها تمثي ًال حقيقي ًا وان المادة االساسية في العهد الدولي لحقوق االنسان التي تنص على حرية االنتساب تعني .تعارضها مع العضوية االلزامية.. وينبغي احترامها