البحث عن رمزية شخصية لا فكرية

أخبار البلد-

 

طريق مليء بالالغام لا نعرف متى وفي اي وقت ينفجر بوجهنا ، فما ان نخرج من ازمة ندخل بأخرى وما ان نتعدى مطبا حتى نسقط بحفرة اكثر عمقا وتعقيدا .

سنوات ونحن على هذا الحال نسير نحو مستقبل مجهول دون حولا ولا قوة منا ، فكأن قوة خفية تتحكم بحركتنا ، لا نعرف اين نرسو ومتى ؟

وفي خضم الامواج وتلاطمها وتحدياتنا التي اصبحت تهدد حياتنا ، الا اننا نصر عل التعامل مع قضيانا باسلوب ترقيعي ، دون نظرة شمولية واعمق للوضع الحالي والمستقبل ايضا .

وعلى الجانب الاخر نطالب باحترام القانون وتطبيقه على الجميع بعدالة وعند اول مطب نخرقه ونصفق لذلك، معلنين النصر وكأننا في حالة حرب مع الدولة .

نبحث دائما عن رمزية نصنعها نحن نتيجة موقف انفعالي او عصبي لتقود معاركنا على امل ان نفرغ غضبنا ، دون ان نملك مقومات فكرية او ايدولوجية تبقى فينا وتعيش معنا لندافع نحن عنها كشخصية نيلسون مانديلا رئيس جنوب افريقيا قبل وفاته وافكار ومبادئه الذي بقي متمسكا بها رغم سجنه عشرات السنوات ، وعند خروجه بقي حاملا لافكاره في الحرية والديمقراطية التي التف حولها شعبه ومؤيدوه ، وبعد خروجه اختاروه رئيسا ، ومع ذلك لم يتحول او يتبدل ، لانها عقائدية راسخة تعبر عن الامال الطموحات بغض النظر عن شخوصها وابطالها .

نعم انه الايمان والايدولوجية الفكرية التي يحملها الأشخاص في داخلهم لا ردات فعل واستعراضات سرعان ما تزول وتبقى نسيا منسيا .

ولنا في التاريخ شخصيات ورموز ذهبت وبقيت افكارها حية بين الشعب على عكس حالنا الذي نبحث عن أشخاص يتقنون فن الخطابة والرفض دون افكار او ايدولوجيات نؤمن بها وندافع عنها .لذلك عندما نسمع رفضا او معارضة او صوتا مرتفعا سرعان ما نلتف حول صاحبها كشخص لانه يعبر عن حالة سلوكية لا سياسية او مستقبلية لاسباب كثيرة منها الاحقاد والشعور بالظلم والفقر وعدم العدالة.

بمعنى اخر «قلوب مليانة « وعند حل ازمتنا بالترضية نعود الى حالنا وننسى ابطالها لننتظر ازمة ثانية نعيش معها بعد ان تقلب حال البلاد والعباد رأسا على عقب ويضحي كل طرف بالاضعف ليرضي الاخر ، وسنبقى على هذال الحال والموال الى ان يقضي الله امرا مفعولا.