إسرائيل على شفا هاوية

أخبار البلد-

 
قطاع غزة الذي يحتشد فيه أكثر من مليوني إنسان، لا تزيد مساحته عن 263 كيلومتراً مربعاً، هذا الشريط الضيق المحشور بين الماء والصحراء، لا تتركه إسرائيل لحظة واحدة إلا وتعتدي عليه وتمعن في حصاره إلى درجة التعذيب، بعد إعادة انتشارها منه في 2005، فإن إسرائيل شنت حرباً ضده ثلاث مرات، في نهاية العام 2008 وفي نهاية العام 2011، ولمدة أطول وخسائر أكبر في العام 2014. مئتان وثلاث وستون كيلومتراً، تحاصرها إسرائيل جداً، بعد أن قصفت المطار الوحيد، وبحراً حيث الزوارق البحرية الإسرائيلية تحدد كل يوم على حدة المساحة البحرية التي يمكن أن تتوفر لصيادي غزة، والقيام بتفتيش كل مركب صغير أو كبير يمكن أن يأتي إلى قطاع غزة، حتى بعض الدول الإسلامية الكبرى فتشت وأخرها بقسوة وإهانة بالغة لأنها أتت إلى غزة، مثل السفينة التركية مرمرة، حتى لو كانت الزوارق الأتية إلى غزة لمتضامنين مدنيين أوروبيين أو من أي جنسية أخرى، حتى أن الطيور المهاجرة لا تستطيع أن تأتي إلى شاطئ غزة إلا بإذن من الجيش الإسرائيلي، ولقد راعني إلى الحد الأقصى، حد الذهول، أن كثيراً من دول العالم خلال حرب الأحد عشر يوماً الأخيرة، أصرت خلال بياناتها السياسية القصيرة على تثبيت جملة واحدة مقررة إلى حد الغباء "حماية أمن إسرائيل" طيب وهذا الشعب الفلسطيني في غزة أليس له أمن؟ أليس له حياة؟؟ فمن يحافظ عليها؟؟ وإذا قال أحد ما في هذا العالم إن إسرائيل معتدية، يفهم فوراً بأنه ضد السامية!!! وإذا احتج أحد ما على أن هذا الجيش الإسرائيلي قتل خلال أحد عشر يوماً سبعة وستين طفلاً، يبدأ الصراخ على الفور هؤلاء ضد السامية، حتى أن إسرائيل نفسها تخاف من قادتها الذين يواصلون الصراخ، وترى أن سلوكهم الشاذ سينعكس عليهم ذات يوم ليس ببعيد.