ماهذه الحكومة التي يشرح وزير الرياضة عن برنامجها السياسي في التلفزيون الاردني
أخبار البلد كتب - عمر شاهين - في أكثر البرامج متابعة في التلفزيون الأردني، ستون دقيقة الذي يعرض الساعة الثامنة من مساء كل جمعة، ظهر وزير الرياضة والشباب الدكتور محمد نوح القضاة ليتحدث، عن برنامج حكومة الخصاونة. قبل أيام من مناقشة البرلمان للثقة بحكومة عون الخصاونة.
الدكتور نوح القضاة داعية و إعلامي ناجح من متقني "دعوة التوك شو " وتمكن التلفزيون الأردني لأول مرة من تجميع المشاهد الأردني، حول داعية، محلي مثلما فعلت مصر بعمرو خالد والشعراوي، والكويت بنبيل العوضي، والسعودية بعائض القرني وسوريا بالعالم محمد رمضان البوطي. وجلهم كانوا حبوب تهدئة روحية عن المصائب السياسية .
واشهد ان الشيخ محمد دعوي مميز، وأعطاه التلفزيون الأردني فرصة مميزة، بعد انطلاقه المتكرر في قناة نورمينا وخاصة برنامج هنا عمان، والتزم الدكتور بالحث على الأخلاق، والالتزام بالسلوك الحسن، وطبعا من المؤكد أن معظم مشاهديه، هم من نفس متابعي البرامج الدينية، وليس من المهتمين بالسياسية .
فجأة تحول الشيخ إلى وزير في خبر تأثر به متابعيه لان الشيخ أصبح وزير شباب، ورياضة، وطبعا الوزارة لا تليق بالدكتور الداعية، فهي بحاجة إلى شخص مختلف، كليا، ومع ذلك لم يعطى الرجل بعدا للنهي عن المنكر والأمر بالمعروف بن معشر الشباب، ولم نمنع بعد لمحاضراته الروحية التي قد تقلل من شغب الملاعب، وغيرها، ولكن فجأة ظهر الشيخ كمحلل سياسي.
اخطر ما يواجهه العالم الإسلامي اليوم ظاهرة علماء الدين الدخلين للسياسة لان الدين واضح والفقه والشريعة، حدا فاصل يرفض فيها الكثير مما يتم التوافق به بين السياسيين الذين يفاضلون بين المصالح، والمكاسب، وعندما يدخل عالم الدين السياسية فانه إما يضحي بموقفه أو بعلمه.
حسنا لم نسمع رأي الشيخ الفقهي في محاسبة الفاسدين، وملاحقة مزوري الانتخابات، ولكن لنقفز على كل هذا ونقبل دخول الدكتور الشيخ أن احد أهم الرموز الدينية في تاريخ الأردن الشيخ نوح القضاة، ولنسال إذا كان من يشرح برنامج الحكومة هو وزير الشباب، فأين زير الداخلية أو التنمية السياسية أو البلديات أو المالية الذين يدور فلك مطالب الشارع حولهم.
لا نقلل من مكانة الشيخ الدكتور أو نهاجمه مقدما، فالرجل ثقة ابن ثقة، ولكننا نتمنى أن لا يحرق نفسه مبكرا ويخسر شعبيته، في تلميع برامج حكومية، فارغة، ولا في استغلال شعبيته في عرض برامج ليس لوزارته أصلا علاقة فيها من قريب أو من بعيد.
ملفات الشارع ومطالبهم واضحة، والإصلاح ليس بإعطاء الناس مواعظ بل في البدء به وتنفيذه وليس في نقل ومماطلة .وعدم زج السياسية بالدين والدعوة، فالخصاونة ليس المهدي المنتظر . والشعب بحاجة إلى من يتحدث، عن ملف البلديات، و قانون الانتخابات، والفساد، وليس من وزير الشباب. أما عندما يكون الحديث عن الأندية فنرحب باستضافة وزير الشباب معالي الشيخ محمد نوح القضاة.
Omar_shaheen78@yahoo.com